-
بقلم / محمد حسان
في عالم يعتقد فيه كل من تعلم بدايات حروف الكلام أنه يعرف الحقيقة ، وأن كل ما يقول بالضرورة له معنى ويستحق منا الانتباه والثناء والمديح ، وانه أصبح من العلماء أصحاب الرأي الجهابذة الأفذاذ. تراهم وكأنهم خبراء في كل المجالات ، مستشارون ، لهم من الرأي والحكمة ما يجعلنا لهم دائما منتبهين ولآرائهم مستمعين وهم للأسف لايملكون سوى سفاهةً وضعفأً للعقول بلا حدود ، أخرونا عن الأمم آلاف السنين ، زرعوا فينا الخوف والرهبة شتتوا شملنا وساعدوا عدونا واتفقوا معهم علينا ، فشبابنا في الشوارع يلهو وعلى المقاهي يتراقص ويتمايل ولا ترى منهم سوى ضجيج الجهل والجهلاء، مات الحوار بينهم رأي الواحد منهم هو السديد بلا حجه أو مقارنة أو مناظرة ، حيث صار الفرد يمتلك صفحة على الإنترنت يشيع بها جهله ويفرضه على الجميع دون حسيب أو رقيب .
وجنودنا على الحدود تموت وشباب من أجمل باقات الورود تزبل وتزهق أرواحهم على أبواب منازلهم برصاصات الغدر ، وفي كل يوم نشيع شهيد ليس له ذنب سوى أنه يخدم تراب هذه البلاد ويعشق هذا التراب ويفديه بروحه ودمه ، يترك أماً بلا وحيدها ولا تملك من الدنيا غير أن تذرف الدمع عليه ، وأب يفارق ابنه ويتملكه الضعف بدونه .
أرى فوضى في كل اتجاه ، إشاعات ، شرارات غضب وغليان في بلاد يقولون انها تريد أن تنهض ، وكيف لها ان تنهض؟ بسكوت العلماء ، أم بهذيان خبراء الفضائيات والحلول الوهمية على الأوراق ، أم بقوانين وضرائب وضعوها لنا تقيد أيادينا ؟ أم خطط أعداء أحاطت بنا من كل اتجاه تريدنا إغراقنا دائما في جهلنا ، أم بجنيه عائم وسيظل عائم بين العملات.
والله ما أرى سوى اننا في اتجاه والعالم كله في اتجاه آخر ، وأتساءل هل حرمنا الله من تعاليم رسولنا الكريم فنسيناها؟أم تركنا كتابه وراء ظهورنا وعيينا عن أحكامه واهملناها ؟
هنيئا لكم بني صهيون بشعوب فقدت العقول وعلا فيها صوت الجاهل وسكت صوت العاقل هنيئا بنو صهيون بشعوب لا ترفع عينها أو سلاحها سوى على أبنائها ، هنيئا بنو صهيون بشعوب لا تقوى على الرد ولو بالكلمة على أفعالكم ضدأهالينا من ظلم واغتصاب وقتل لهم بدم بارد وتشريد هم في العالم وسط ضمير عالمي قد شبع موتاً ، هنيئا على حلم تحسبوه اقترب ” من المحيط الى الخليج “. هنيئا على أزمات صنعتموها بأياديكم ونجحتم في إقناعنا بها وكأنها من صنع أيادينا .
أيا صاحب العقل والحكمة يا من تخاف على نفسك من الكلام وتفضل الصمت ، الصمت الآن ليس من ذهب لكن الكلام العاقل أصبح أغلى من الذهب ، الى متى ننادي فيك حكمتك وحبك لوطنك ، نناديك بأعلى صوت بلادنا في حاجة إليك رفقا بها في شدتها بالعقل والحكمة نستطيع أن نعبر طريق الظلام وبنور العلم نقتحم الجهل ونفتح أمالا ونشق طرقا ونتغلب على كل الصعوبات ونصنع بأيدينا سعادتنا لا شقاؤنا كي تنهض بلادنا ولا نخجل من عروبتنا ، معا نستطيع .
هل هناك حل للأزمة الاقتصادية العالميه!!
6 فبراير 2025 - 9:32م
التعليقات