كتب – أسامة خليل
يزداد الاهتمام بالفول المدمس ، داخل جميع أنحاء مصر، وخاصة بمراكز ومدن وقرى محافظة مصر، ويزداد الاهتمام والإقبال على الفول المدمس، بشكل خاص مع قدوم شهر رمضان المعظم ، فكثير من المطاعم والبائعين، حتى وإن لم يكن تخصصهم، يقومون بتحويل نشاطهم في شهر رمضان، إلى بيع الفول خلال أيام الشهر الفضيل، لما عليه من إقبال لا يتحقق فى أى وقت من العام، كما أن كميات من الفول يتم عرضها، لا تبقى منها أى بواقي مع اقتراب مواعيد السحور، ولما لا وهو الضيف الدائم على معظم موائد السحور فى جميع البيوت على اختلاف المستوى الاجتماعي.
ويقول كريم صاحب مطعم فول وطعمية بمركز مغاغة بالمنيا ، أن طبق الفول شيء مقدس لدى المصريين في كافة شهور السنة، لكن في شهر رمضان يتزايد الإقبال عليه وخاصة في وجبة السحور لما يحتويه طبق الفول من مزايا غذائية تجعل الصائم يقدر على احتمال الجوع بقية اليوم.
وخلال رمضان أقوم يوميًا بتجهيز “قدرة” الفول قبل صلاة الفجر وأتركها لتنضج لمدة 6 إلى 7 ساعات على النار حتى تنضج وتستوى بشكل جيد، ثم أحضرها إلى الشارع على بعد خطوات من المطعم الخاص بى، حيث اعتاد الناس أن يروني متواجدًا هنا خلال رمضان، وأقوم بتجهيز الأكياس للراغبين في الشراء، وهناك من يطلب منى أن أجهزه له ويكون جاهز للأكل وأقوم بإضافة مايريد له على الفول، وبعض الزبائن تُفضل أن تشتريه منى سادة.
وإليكم تاريخ الفول المدمس واصل “التسمية ” لاهم طبق فى حياة الشعب المصرى.
أصل تسمية الفول المدمس :
يقال أن رجل يونانى يدعى “ديموس” كان يعيش فى مصر القديمة، وكان يمتلك أحد الحمامات العمومية، تلك التى كانت تحتوى خلفها دائماً على مستودع لحرق القمامة من أجل تسخين المياه فى الحمام.
فكر ديموس فى يوم من الأيام فى استغلال تلك الحرارة الناتجة عن حرق المخلفات والقمامة فى تسوية الفول، فقام بوضع قدرة الفول فى القمامة المشتعلة حتى تنضج، وبالفعل كانت النتيجة مبهرة، الأمر الذى انتشر بين المصريين وقتها، وأطلقوا على تلك الطريقة فى تسوية الفول “مدمس” نسبة للخواجة “ديموس”.
واستخدمها المصريون القدماء كبديل للبروتين،
وتعد الأكلة الشعبية الأولى فى مصر التى تقدم بأكثر من طريقة مختلفة، ولكنها تعتمد بشكل كامل على حبوب الفول الممزوجة بعصير الليمون وبعض التوابل المتمثلة فى الملح والكمون، وقد يضيف البعض إليها بعض الإضافات كالثوم أو البصل أو أى نكهة يفضلها.
يتم تناول الفول فى ارجاء مصر وخصوصا في الفطار، و بنسبة كبيرة ويطلق عليه “حبيب الشعب”،ونادراً ما يؤكل بمفرد
فنجد أنه يتم إضافته للطماطم أو البهارات والبصل، كما يتم إضافته أحياناً للبن الرائب، وأحياناً
اعتاد المصريون القدماء على تسوية الفول فى قدر كبيرة، كانت تصنع فى البداية من الفخار، ثم النحاس ، إلى أن أصبحت تصنع من الألمونيوم حتى وقتنا الحالى.
يعتبر الفول أحد الأكلات المصرية المميزة، حيث يعود تاريخه إلى الفراعنة القدامى، وهم اول من قاموا بتدميسه، وتقديمه، وهو أحد الزراعات المصرية العتيقة.
الفول، أو لحم الفقراء، هو نبات ينتمي إلى فصيلة البقوليّات، ذوات الفلقتين، يعتبر غذاءً للعديد من الشعوب، وهو يدخل في تحضير العديد من الوصفات، لعل أشهرها على الأطلاق الفول المدمس، حيث نعتوه بطبق السعادة، وذلك لإحتوائه على مكونات تعزّز مشاعر الفرح، وتحسّن المزاج العام.
يعتبر المطبخ المصريّ من أشهر المطابخ التي تقدم طبق الفول المدمس بطرق شهيّة، ومميّزة، فهو الطبق الأساسيّ على موائده خصوصاً على وجبة الأفطار،ويُعتبر الطعام الشعبيّ المجمع عليه من كافّة فئات المجتمع، فقيراً كان، أم غنيّاً.
-يعتبر الفول مادة غنيّة بالبروتينات، والفيتامينات، والأملاح المعدنيّة الهامّة لصحة وظائف الأعضاء في الجسم، كالحديد، والفسفور
يمنع التّوتر، ويقاوم والإجهاد، والتعب العام.
يحتوي على مركّبات كيمائيّة معقدّة، تحمي من الإصابة بسرطان الفم.
يمنع حدوث جلطات القلب المفاجئة؛وذلك بسبب قدرته على زيادة مستوى الكولسترول الجيّد في الدّم.
يخفّض ضغط الدّم عند السيدات، خصوصاً في مرحلة سّن اليأس.
يحافظ على مستوى السكّر في الدّم، ولفترات طويلة.
يضم مجموعة من الفيتامينات التي تقوّي مناعة الجسم، وتحميه من الإصابة بالأمراض المختلفة.
يكافح الإمساك، ويقلّل من الإصابة باضطرابات القولون؛ وذلك بسبب احتوائه على الألياف الطبيعيّة والتي يتركز وجودها في القشور.
يعدّ الفول المدمس وجبةً غذائيّةً متكاملة القيمة الغذائية، خصوصاً للأطفال، والحوامل.
يوفر للجسم مقدار النصف من كميّة الحديد التي يحتاجها يوميّاً،
وذلك من خلال تناوله على إحدى الوجبات الثلاثة، وبكمية كافية،
ومع وجود نسبة البروتين العالية فيه، فهذا يسهل عملية امتصاص، وتمثيل الحديد في الجسم.
يعتبر وجبة بروتينيّة اقتصاديّة، وذات تكلفة بسيطة،
وبما أنّ الأحماض الأمينية الموجودة في الفول نباتيّة، فلا بدّ من إضافة بروتين حيوانيّ للوجبة، ليأخذ الجسم احتياجه منه على أكمل وجه، وذلك من خلال إضافة بيضة، أو قطعة من الجبن مع الفول عند الأكل.
التعليقات