بقلم/ حازم السيد أحمد
يقول الله تعالى(( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)) (46) الحج والمراد هنا من الآية الكريمة ذهول القلوب عن التفكر في الأدلة التي تؤدى إلى العلم. وذلك في مقابلة قوله تعالى: {ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى} فإذا وصف القلب عند تبيين الأشياء بالرؤية والإبصار، جاز أن يوصف عند الغفلة والذهول بالعمى والضلال. وإنما جعلت القلوب هاهنا بمنزلة العيون، لأن بالقلوب يوصل إلى المعلومات، كما أن بالعيون يوصل إلى المرئيات. ولأن الرؤية ترد في كلامهم بمعنى العلم.نعم أولئك الذين لا تتجاوز رؤيتهم الفكرية حدود رصد الوقائع في حضورها العيني المباشر ، وهو الحضور الحقيقي في تصورهم ، ومن ثم فهو الحضور الوحيد الجدير بالاهتمام .لابد أن يكون العقل محور اهتمامنا ومآل اشتغالنا ، منه نبدأ وإليه نعود ؛ لأنه هو مصدر كل معنى ، بما فيه معنى الإنسان ، الإنسان.والعقل ليس إضافة إلى الإنسان أو على الإنسان . العقل هو الإنسان ؛ من حيث كون العقل هو حرية الإنسان التي تبدأ بحرية التفكير ، تلك الحرية التي تجد مشروعيتها الواقعية في حرية التعبير . أي أن الإنسان وجودياً هو حريته ، وحريته هي عقله ، وغياب العقل يعني – بالضرورة – غياب الحرية ، وهو الغياب الذي يعني – بالضرورة أيضاغياب الإنسان . وفي اعتقادي أن معطيات المشهد الراهن في مصر تؤكد أننا بحاجة إلي عقول واعية بأكثر من حاجتنا إلي سياسات جديدة أو إلي موارد إضافية لأن مصر دولة غنية بموقعها وتاريخها ودورها وتراثها وأيضا بحجم العطاء الذي يمكن أن يقدمه أبناؤها. والحقيقة أن الصحوة العقلية التي أتحدث عنها ليست مرتبطة بتغيير الحكومة أو الإعلان عن سياسات وبرامج جديدة رغم أهمية وضرورة ذلك وإنما الصحوة المنشودة تحتاج في المقام الأول إلي تغيير جذري في قواعد وأساليب التفكير عند كل فرد من أفراد الشعب لأنه بغير أن تصحو العقول والأفكار يستحيل الحديث عن إنجازات حقيقية أو نهضة موعودة.. وإن نضوج العقل والفكر هو نقطة البداية التي تنمي في الفرد خاصية الانتماء الحقيقي والإحساس بأن مصلحته الذاتية ليست منفصلة عن مصلحة الوطن.
وأغلب الأمم الناهضةإنطلقت في مسيرة نجاحها من ركنين أساسيين هما نضوج العقل واستنارة الفكر.ولابد أن نرجع عن جاهليتنا ونراجع أوراقنا ولنبدأرحلة البحث فى داخلنا …..هل ما ورثناه كله صحيح..؟ وهل ما نحن عليه صحيح..؟ وهل نسير فى الطريق الصحيح..؟
ونتخلص من التشدد لما وجدنا عليه أباءنا,وننقد ما وجدناهم عليه وما هو صواب نأخذ به وما هو باطل نتركه.فلنثبت لذاتنا أننا نملك حق الإختيار فى كل شئ وأن الله هو من منحنا هذا الحق.ولـــكـــن….لا اختيار لجاهل,لأنه سيكون اختيار خاطئ ,تعلم أولا واقرأوافهم أولا ثم اختار. واتوقف هنا عند مجتمعاتنا العربية والإسلامية التي تشهد أشد القهر والألام واتسأل لماذا غلبت الأ عراف والتقاليد البالية والعتيقة الغربية واليهوديةعلى جوهر الإسلام الذي يحمل القيم النبيلة كالعدل والامانة والصدق التي فيها جوهر حقوق الإنسانية.. ولماذا غلب الطمع والتعصب والحقد بدل المحبة والحوار والفهم.. ضاق الإنسان بهذا التناقض وهيمنت الإزدواجية على عقله وتفكيره وفقد حرية التفكير .و جدأن تغيب العقل أسهل من المثابرة على التفكير والإجتهاد على الفهم ورغم هذا بقي الانسان العربي درجةأدنى من الإنسان الذي يعيش في النصف الأخر من الكرة الارضية
قفزة جديدة في أسعار الذهب بمصر اليوم الأربعاء 5 فبراير 2025
5 فبراير 2025 - 4:41ص
التعليقات