محمد الجريتلي
الأرض كروية أليس كذلك؟ لكن الخرائط التي اعتدنا على رؤيتها بشكل مسطح (ثنائي الأبعاد) تجعلنا نفكر في السفر من منظور من الغرب إلى الشرق. على سبيل المثال، تقع أبوظبي شرقي لوس أنجلوس.
لكن أسرع طريق بين هاتين النقطتين لا يتم عبر خطوط العرض، متبعًا دوران الأرض، بل عبر الطيران فوق القطب الشمالي.
بالنسبة للطائرات الحديثة، أصبح الطيران فوق القطب الشمالي أمرًا عاديًا نسبيًا. وتستغل العديد من شركات الطيران ما يسمى “الطريق المختصر” كوسيلة لتقليص ساعات الطيران وتكاليف الوقود.
لكن الرحلات عبر القطب الشمالي لم تكن دائما شائعة أو آمنة إلى هذا الحد.
لقد كان القطب الشمالي منذ فترة طويلة محل اهتمام المستكشفين من جميع الناس، ولم يكن الطيارون استثناءً.
قام المهندس السويدي سالومون أندريه، ذو الشارب الأنيق الذي يشبه شارب حيوان الفظ، بأول محاولة معروفة للملاحة عبر القطب الشمالي جواً، وذلك في منطاد هواء ساخن في عام 1897. انطلق أندريه وعضوان آخران من طاقمه المنكوب من سفالبارد، وهو أرخبيل في شمال المحيط الأطلسي.
بعد ثلاثة أيام فقط من بدء الرحلة، سقط المنطاد على الجليد القطبي عند خط عرض 83 تقريبًا . وبعد أن تجول بلا هدف حول الأراضي القاحلة المتجمدة لعدة أشهر، لقي كل فرد من أفراد الطاقم حتفه، ولم يُعرف مكانهم.
اليوم طيران الإمارات تسير رحلات منتظمة عبر القطب الشمالي، مثل هذه الرحلة التي أقلعت من مطار أبوظبي وحطت رحالها في مطار لوس أنجلوس عابرة بذلك أجواء القطب الشمالي ومحيطه المتجمد واستغرقت 17 ساعة. لو طارت عبر إفريقيا سوف تستغرق وقتاً أطول لماذا؟ لأن الأرض كروية.
التعليقات