السبت الموافق 08 - فبراير - 2025م

“ميران حسين” تكتب: ضد المنطق … إعلانات الشحاته  

“ميران حسين” تكتب: ضد المنطق … إعلانات الشحاته  

“ميران حسين” تكتب: ضد المنطق … إعلانات الشحاته

 

كل يوم بيطلع علينا التليفزيون بإعلانات الشحاته أتبرع لدي لا أتبرع لدي لالالا خليك في دي، دي محتاجة أكتر وكأن بقى مسئولية الشعب التبرع وبس.

جميل جداً إن يبقى فيه تكافل إجتماعي بين الناس، لكن إللى مش طبيعي ولا منطقي إن الشعب يكون موكل بالتبرع لكل الإعلانات دي وكأنه بيشتغل علشان يقسم مرتبه بين كل الجمعيات والمستشفيات إللى بيعلنوا عنها .

إعلانات الشحاته شغالة طول السنة لكن بتزيد بطريقة رهيبة ومخيفة فى رمضان فبتلاقي بين كل إعلان وإعلان خمس إعلانات تانية مختلفة التوجه لكن المطلب واحد وهو أتبرع أتبرع أتبرع.

إعلانات الشحاته بتحسسك إن مصر بلد موبوءه بالفقر والأمراض وإن كل الناس تحت خط الفقر ومطلوب منك كمواطن فى البلد الفقيرة الموبوءه دي إنك تتبرع ولو بجنيه.

المُصيبة إن الإعلانات دي بيدفع فيها أرقام فلكية وغير منطقية بالمرة سواء من حيث :-

1- أجور الممثلين ونجوم الصف الأول إللى بيستعينوا بيهم علشان يستدروا عطف الناس للتبرع وإللى بيدفع فيها ملايين للأسف.

2- ثمن بث وعرض الإعلان على القنوات الفضائية وإللى بيختلف ثمنه من قناة لقناة وده على حسب فئة القناة وتصنيفها كدرجة أولي أو ثانية أو ثالثة وإللى بيتراوح ثمنه ما بين 80 مليون لــ 150 مليون جنيه للإعلان الواحد إللى مابيتعداش زمن عرضه على الشاشة نص دقيقة.

اللطيف فى الأمر إن إللى حضرتك بتتبرع بيه بتخصم منه 55% لصالح شركة الهاتف والقناة صاحبة الإعلان بالأضافة للقائمين على الجمعيات الخيرية والعاملين بها، علشان كده أتبرع بنفسك للمحتاجين علي الأقل هتبقى ضامن إن حقهم هيوصلهم من غير ما يتخصم منه حاجة ولا حد ياخد منه أى حاجة.

نسيبنا بقى من ده كله ونيجي لأهم نقطة ” وزارة الإسكان تقبل التبرعات لتنفيذ وحدات إسكان إجتماعي لغير القادرين ” تبعاً لما نشر بجريدة اليوم السابع الموافق الخميس24مايو 2018

السؤال هنا هل المواطن هو المسئول ولا دي مسئولية حد تاني ؟

المتعارف عليه إن المواطن بيدفع ضرائب والحكومة بتقوم بكل الخدمات المطلوبة من بناء مساكن وإنشاء مستشفيات ومدارس وجامعات وطرق وكباري ألخ..ألخ..ألخ.

لكن الواضح إن الموضوع أختلف تماما فى أيامنا السودة دي،وبدل ما كانت الحكومة بتكفل رفاهية المواطن أصبح المواطن بيكفل رفاهية الدولة والعياذ بالله.

يعني بقي المطلوب من المواطن إنه يدفع ضرائب على الدخل وضرائب مضافة وتبرعات لبناء مستشفيات ومساكن للفقراء بالأضافة للجمعيات الخيرية إللى بتطالبك تتبرع لمد المياة النظيفة للقري الفقيرة ده غير الصرف الصحي كمان.

أمتي بقى المواطن هو المسئول عن مد المياة والصرف الصحي للقري الفقيرة؟
أمتي بقى المواطن هو المسئول عن إنشاء المستشفيات للعلاج؟
أمتي بقى المواطن هو المسئول عن إنشاء المساكن لمحدودي الدخل؟
أمتي بقي المواطن هو المورد والممول الرئيسي والأساسي للحكومة ؟

الحكومة بتكفل رفاهية المواطن وخدمته وعلاجه والمواطن بيدفع فى المقابل ضرائب لكن الواضح إن الحياة اختلفت تماماً لإنك مطالب بحاجات جديدة أنت مش متعود عليها.

علشان كده بقول المواطن يتبرع بإللي تجود بيه نفسه لبناء المستشفيات والمدارس والجامعات ومد شبكات الصرف الصحي والمياة النظيف ألخ..ألخ ..ألخ.

ماهو يا أدفع ضرائب والحكومة تشيل الشيلة كلها وهو ده المفروض والمنطقي
يا أما مادفعش ضرائب وأتبرع وإللى يقول عكس كده يبقى ضد المنطق.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79670561
تصميم وتطوير