أختتمت اليوم فاعليات منتدى “إريكسون لصنّاع التغيير” الذي نظمته شركة إريكسون (المدرجة في سوق ناسداك باسم: ERIC) فى دبى، حيث قام المنتدى بتسليط الضوء على أهمية التغيير الرقمي والحاجة إلى البحث عن نماذج أعمال بديلة لإغتنام الفرص التي يقدمها المجتمع الشبكي.
وتلامس تأثيرات التكنولوجيا الرقمية في عصرنا هذا الكثير من المجالات التي لا تقتصر على قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فحسب، لتغيّر القطاعات والصناعات التي لم تتعامل مسبقاً مع التكنولوجيا الرقمية، بشكل يؤسس تأثيراً جذرياً وإيجابياً يطال جميع جوانب الحياة في المجتمع الشبكي.
وضم هذا المنتدى الذى يعد الحدث الحصري مجموعة من أهم المتحدثين في أرجاء المنطقة والعالم لمناقشة مواضيع مرتبطة بتغيير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وكيف يمكن للمجتمع المتصّل شبكياً المساهمة في تحديد توجهات النمو الجديدة.
وفي حديثه حول تعزيز قوة وسائل التواصل الاجتماعي، ألقى جيمي وايلز؛ مؤسس ويكيبيديا، كلمة رئيسية قال فيها: “مع استمرار حالة النمو والتغير الاستثنائي التي تشهدها شبكة الإنترنت، سيكون لتكنولوجيا المصادر المفتوحة والمحتوى المفتوح تأثيراً على الطرق الأساسية لتفاعل الشركات مع العملاء، والموزّعين، والمورّدين، والرأي العام في المستقبل”.
ومن جانبه أكد آري كيسيسوغلو، المدير الإقليمي لمنطقة أفريقيا والشرق الأوسط وتركيا في شركة فيسبوك، في كلمته أمام المنتدى، على أحد التوجهات العشرة الأبرز للعملاء، والتي أعلنها مختبر المستهلك في شركة إريكسون مؤخراً. وأشارت هذه التوجهات إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي قد تصبح الطريقة المفضّلة للتواصل في مجال الخدمات الطارئة.
وقال كيسيسوغلو: “من الضروري جداً أن تدرك الشركات والأفراد على حد سواء تأثير التغير التكنولوجي. وإذا قمنا بدراسة أدوات التواصل الاجتماعي على سبيل المثال، سنجد أنها تمثل مجرد البداية لعصر جديد في عالم التواصل، يمكنه أن يؤدي إلى طرق لا يمكن تخيلها للبحث والتفاعل مع بعضنا البعض. ونحن في فيسبوك، الشركة التي تتولى الريادة في ابتكار وسائل التواصل الاجتماعي، ندرك تماماً أننا اليوم أمام عالم جديد مليء بالفرص غير المحدودة. ونعرف أن مستقبل التواصل الاجتماعي سيأخذنا إلى مكان مثير وممتع جداً”.
وتحدث كريستوفر ميكيلسن، الشريك المؤسس لمنظمة اللاجئين المتحدة وأحد روّاد مناقشات المنتدى، واصفاً تجربته في رؤية قدرة تكنولوجيا الاتصالات المتنقلة على تغيير حياة الناس في العديد من الدول حول العالم من خلال تأمين تواصل آلاف العائلات من اللاجئين، وأضاف: “قبل تأسيس منظمة اللاجئين المتحدة، كانت خيارات الناس الباحثين عن أحبائهم محدودة جداً، وهو ما جعل التواصل فيما بينهم أمراً بالغ الصعوبة وخلّف لديهم شعور بالوحدة والضعف. هذا مثال واضح على قوة التكنولوجيا في تغيير حياة الناس”.
وخلال مشاركتهم في الحدث، عرض صنّاع التغيير المواضيع المشتركة المتعلقة بتغيير نماذج الأعمال في مختلف القطاعات.. وكان قطاع النقل هو أحد القطاعات التي وضعت على طاولة النقاش خلال المنتدى، حيث وضّح ماغنوس أولسن؛ المؤسس والعضو المنتدب في شركة ’كريم‘ (Careem)، كيف أن التتغيير في نماذج الأعمال بشكل جذري يفتح الأبواب أمام فرص نمو جديدة.. وقال: “يمكنني أن أقول اليوم، وبكل فخر، أن شركة كريم نمت لتصبح من أكبر شركات خدمات حجز السيارات في الشرق الأوسط. هذا النموذج للأعمال الجديد يساهم في تغيير المشهد الاقتصادي في مجتمعنا بشكل يسمح لروّاد الأعمال باستكشاف فرص أعمال جديدة كلياً نشهدها للمرة الأولى”.
وأوضحت رافية إبراهيم، رئيس إريكسون الشرق الأوسط وأفريقيا: “تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تغيّر طريقة عمل وتواصل الناس. وأساليب حياة الناس تشهد تغيراً بدورها أيضاً، فقد أصبحنا نستخدم المزيد من البيانات للوصول إلى المنتجات والخدمات، ونحن نرغب طبعاً بالحصول على أفضل تجربة خلال القيام بذلك. وبما أن الأجهزة التي نستخدمها أصبحت متّصلة شبكياً وتفاعلية، وفي ظل توحّد شبكات الاتصالات المتنقلة مع الخدمات السحابية، فإن كل واحد من القطاعات التي نمثلها اليوم في هذا المنتدى، سيجد نفسه أمام واقع جديد كلياً.. خلال منتدى إريكسون لصنّاع التغيير، ناقشنا الحاجة إلى توقع متطلبات العملاء، وتشكيل متطلبات العملاء في نفس الوقت. باختصار، ومع تسارع هذا التوجه، علينا أن نكون مستعدين لتوقع التغيير والتصرف بشكل سريع للبقاء على المسار الصحيح”.
هذا وجرت فعاليات منتدى إريكسون لصنّاع التغيير في دبي، الإمارات العربية المتحدة، يوم 10 يناير 2015، بفندق سوفيتيل نخلة دبي، تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى والرئيس التنفيذي لمجموعة طيران الإمارات ومؤسسة مدينة دبي للطيران. وتضمنت قائمة حضور المنتدى مجموعة مميزة من الرؤساء التنفيذيين، وأبرز روّاد الأعمال وقادة الفكر.
التعليقات