الجمعة الموافق 07 - فبراير - 2025م

مطلقه

مطلقه

كتبت : شيماء اليوسف

لم تذكر لي اسما ولم تعطني عنوانها ولم أرى حول ثوبها سوى غبار المعاناة وتقلبات المتاعب وسعال الدهر ؛ تحمل على كفتيها رضيعها في غياب الأب ووحشة الأبوه وتبينت على يدها علامات أذى وكأنها عادة من معركة مصيريه تدركها فريسة لقهر الزمان .. .

ودقت أجراس هاتفها فالتهمت الهاتف منزعجه ويداها ترتعش وطفلها يصرخ وعيانها تنهمر زعرا فتفهمت من حديثها مع صديقتها أنها على غير نيه في عودتها إلى منزل أبيها ! سوف تمضي إلى حيث لا تدري مستقرها ؛ لم أتفهم كافة الأسباب التي دفعتها لهذا القرار الغير مألوف ولم أقصد أبدا سماعها فصوتها كان مرتفعا حقا ولم يفصل بيننا مسافات عريضه من السنتيمترات ….

تحمل وثيقة طلاقها وتبحث عن عمل يآوي طفلها بعيدا عن ظلمة القهر وسياط أهلها الذي لطالما يلتف حول عانقها يوميا وكلمات الإهانه التي تطرب آذانها إعوجاجا ومذله تغسلها كل صباح وتدفنها كل مساء وكأنها إختارات أن تذل وأن تسب وأن تهان وأن لا تجد أربع جدران تنام داخلهما بسلام حيث الحنين دون الآنين ….

حاولت أن أخاطبها وتراجعت لا الإ أأذي قلبها دون قصد ولم أشعر بشئ الإ ويدي على كتفها تحنو في غير وعي وعيناي تلازمها البكاء ؛ تأملت دفء جفنيها وحرارة الإحتياج التي ترقد في معطف ظهرها والمتكأ الذي أنحنى قبل أن تستظل به وتهنأ جواره حيث الحياة …

وفجأة نهضت صارخه تقول في آلم لماذا يعاقبونا على ذنب لم نقترفه ولكن قدر لنا ؛ لماذا ينظرون لنا بعين السخط والجشع والشهوة ؛ لماذا لا يملوا في طيلة العبث بمشاعرنا ؛ ألسنا أرواح خلقت كي تحيا أم أنني لا أستحق أم أحيا لأنني ” مطلقه ” .

فوقعت على قلبي كلماتها موقع القلب ساعة الموت وجف لساني عن النطق وكأنها وجهت حديثها لمجتمع معوق يعامل الأنثى وكانها شاه في قطيع لا يملكون الرفق بالقوارير . .. .FB_IMG_1472902239674

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79647289
تصميم وتطوير