السبت الموافق 08 - فبراير - 2025م

مش الجول الأخير يامصريين!!

مش الجول الأخير يامصريين!!

كتبت_ريهام الزيني

 

 

ما يحدث الآن مرحلة فارقة في تاريخ مصر بكل المقاييس، مقتنع او غير مقتنع هي حرب أكيد ولكن باسلوب وأدوات مختلفة ،وأهم أدواتها هي “الطاقة ” التي يتنازع عليه العالم الآن والأكيد في هذه الحرب أننا منتصرين

أثارت صفقة استيراد شركة “دولفينوس” الغاز من إسرائيل حالة من الجدل داخل الشارع المصري، ما بين من يراها انها بداية لتحويل مصر إلى مركز إقليمي للطاقة، وآخرون يعتبروها هرولة نحو التطبيع، او أن الغاز الإسرائيلي يرجع في حقيقته إلى الملكية المصرية .

 

شعب مصر الغالي ،أبناء الكنانة ،” لو مشفتش الجول الذي تحدث عنه الرئيس السيسي في تصريحاته تعالوا معايا نشوفه مع بعض في الإعادة” ،تعالوا معايا نفتكر “مصنع أجريوم” في دمياط و ما هي علاقة قطر و تركيا بالقصة .

مصنع أجريوم في دمياط كان من المفترض يكون مصنع “أسمدة و بتروكيماويات” والتي تدخل في أي صناعة ممكن تتخيلها في حياتك صناعات عادية، دوائية، و ثقيلة .

فجأة انطلق الإعلام والمجتمع المدني في هجوم رهيب علي مصنع أجريوم بدمياط، و اندلعت مظاهرات وقاموا بتهييج الرأي العام والأهالي و أصبحت جريمة ورأها حكاية ،وألصقوا علي المصنع اسم “مصنع الموت”.

طبعا الشائعات المقصودة مثل “برا مفيش مصانع زي دي عشان بتلوث البيئة” و الحقيقة إنه برا في مصانع كل حاجة و في مفاعلات نووية و بتسرب ساعات ،و لزوم التسخين وتهييج الرأي العام في مصر قامت القناة الاولي الاسرائلية وهي “الجزيرة و ذيولها ” نشروا فيديو مشهور لواحد واقف ماسك وعاء فيه سمك بلطي ميت يقول إن المصنع قتل الاسماك في فرع دمياط و عياط و عويل و مندبة مع إن المصنع لم يعمل في هذا الوقت ولكن بيتم افتتاحه .

انتبهوا يامصريين “مصنع اجريوم” كل من يعمل فيه وطنيين مصريين 100% هاجموه لأنهم تأثروا بالبروباجاندا التي قامت ضد المصنع و لم يفهموا ولايستوعبوا اللعبة الصهيونية القذرة .

الحدث عادي و صغير جدااا في الحرب الكبري أردت أن أضربه كمثال لتوضيح المؤامراة التي تحاك بمصر ، و كمثال علي ان لا يوجد حدث مهما بلغت ضألته غير مؤثر في الأحداث الحالية و لا مترتب .

انظروا الي خريطة دمياط ” شوفوا هي فين من العالم ” ميناء دمياط امامها أوروبا مباشرة ،ما معني هذا الكلام ؟! “معناه اللي يقولك “السلام عليكم” شوف موقعه فين علي الخريطة لأن دا هيفسرلك حاجات كتير ” .

ميناء دمياط ميناء مواجهة لأوروبا مباشرة ،معني ذلك يامصريين انكم هتعملوا بتروكيماويات في “مصنع أجريوم “في دمياط و تشحن فورا على ميناء دمياط و تصدر الي أوروبا عن طريق اليونان و إيطاليا و للعالم كله!! ،يعني بتنافس “قطر” و “شركاها في العلن والخفاء” في سوق البتروكيماويات ” وده خراب بيوت مستعجل لهم كلهم ” ،”يبقى لازم نعمل مشكلة بينكم و بين ايطاليا يامصريين ” ، لازم تركيا تعمل مشاكل لليونان و تثير قضايا قائمة من 500 سنة وحتي الان محل نزاع و لازم “مصنع أجريوم “يتم مهاجمته حتي يتم غلقه نهائيا و لازم تركيا تتحرش بقبرص .

مصنع واحد بيشتغل في “دمياط” “مصنع أجريوم “و شوفوا التأثير و الحرب التي شنت عليكم يامصريين حتي لا تقوموا بفتحه ،طبعا المصريين حاليا فتحوا المصنع و شغال باسم “موبوكو” لكن كل حين و أخر مازال يتعرض لهجوم ،”وكل ده مصنع واحد ” .

اليوم أصبحنا “مركز اقليمي للطاقة ” مركز كامل وليس مصنع واحد “مصنع أجريوم ” ،أكثر من سبع سنوات وحتي الان يحاربونا من اجل الطاقة كاحد أهدافهم من المؤامرة الكيري” الماسونية الصهيونية العالمية “.

طبعا لتحقيق هدف وجول علي أرض المعركة يلزم أدوات من أجل تحقيقه ،”مليارات اتصرفت ،لجان انتشرت ،مرتزقة وعملاء وخونة اتدربوا ،أبرياء ماتوا و اتشردوا ،دول كاملة دمرت و أصبحت أثر بعد عين “كل هذا من اجل ان تكون قطرائيل و تركيا مراكز الطاقة في الشرق الأوسط لخدمة المصالح الصهيونية العالمية .

ووسط المعركة القائمة علي مصادر الطاقة في العالم كانت مصر دولة منهكة مرهقة خرجت من نكسه اسمها”25يناير” دخلت في ثورة اسمها “30يونيو” ،أصبحت منهكة علي كل الاصعدة احتياطيها بائس لا يوجد كهربا أساسا و نقف على البنزين بالطابور وحتي رغيف العيش أصبح نادر مثل اليورانيوم ،المياه مقطوعة و الإرهاب ينفذ عملياته القذرة في كل شبر في مصر ،والمصريين المغيبين منتظرين سبعين مليار يتم توزعهم و لا يوجد فيهم واحد شايل أي مسؤولية .

فجأة وجائت اللحظة الحاسمة و يفطن الشعب الاصيل ويكتشف الحقيقة ويسقط المؤامرة المدبره له ويفشل المخططات التي تحاك له من الداخل والخارج ،ثار الشعب في 30يونيو وجائت بقيادة سياسية حكيمة وحكومة جديدة العالم ينظر لها بشك وريبة مع نقص موارد و إعلام خرب وعميل و طابور خامس وكل أدوات الصهيونية العالمية .

وفجأة.. مصر تنفض عن نفسها الغبار وتبدأ تقف على رجليها و تنتصر على الإرهاب الدولي و تتحول لقوة عظمى إقليمية الكل بيطلب ودها و تطلق ألاف المشاريع و تحفر قنوات و تعمل طرق و مصانع و تصدر الطاقة ،حتي أصبحت مركز الطاقة الأول في الشرق الأوسط .

اصبح عدونا الحدودي “اسرائيل” في احتياج لمصر ،غازه يتم تسييله عندنا “كارثة طبعا على دماغم “،العدو الذي أصبح محاصر واحتياطيه ينتهي بتمويله “لقطرائيل و الإرهاب ” و الهزائم تطارده في سيناء و ليبيا و سوريا و العراق و مصر واقفة كتف بكتف مع الدول التي تقاوم هذا الارهاب .

والحقيقة باختصار حول اتفاقية شراء مصر الغاز الاسرائيلي :-

الفيديو الذي قام نتانياهو ببثه معلنا تصدير الغاز لمصر، مع قوله ان اليوم يعتبر بالنسبة له يوم عيد ، هو فيديو سياسي بامتياز ،فـ نتانياهو يواجه اتهامات بالفساد قد تصل عقوباتها السجن من خمس إلى سبع سنوات، وهذة محاولة لشغل الرأي العام الإسرائيلي لذلك قام ببث هذا الفيديو الخبيث .

القصة باختصار وفي نقاط محددة:

مصر هى الدولة الوحيدة فى شرق المتوسط التي تملك بنية تحتية لتسييل الغاز ، فمصر تمتلك (بشراكة مع شركات اسبانية وايطالية وانجليزية) منذ أكثر من 10 سنوات مصنعين من أكبر مصانع اسالة الغاز في العالم وهذة المحطات وخطوط الأنابيب متوقفة .

■ المحطة الأولى: الشركة المصرية الأسبانية للغاز بدمياط – سيجاس SeGAS.
■ المحطة الثانية: الشركة المصرية لإسالة وتصدير الغاز بمدينة إدكو – Egyptian LNG .

الشريك الأسباني لحقل غاز تمارا الصهيوني اشتري خمس إجمالي انتاج الحقل من الغاز اسرائيل بصفقة قيمتها 15 مليار دولار على 10 سنوات ، ووقع عقد مع الشركة الخاصة “دولفينوس المصرية” لتقوم باستقبال الغاز الاسرائيلي عبر خطوط الأنابيب المصرية البحرية الموجودة بالفعل من أيام مبارك ، وشركة دولفينوس هتقوم باستيراده، ويتم تحويله في محطة الغاز المسال في دمياط وإدكو إلي غاز مسال ، ليتم تصديره لأوروبا .

باختصار.. العقود الموقعة ليست بين حكومتي مصر وإسرائيل كما تم إشاعته بل بين شركة “نوبل إينيرجي” الأمريكية وشركائها الاسرائيليين و شركة “دولفينوس هولدنج” الخاصة المصرية ،وباسلوب أبسط العقود الموقعة بين شركة خاصة مصرية وشركة أمريكية وشركائها الاسرائليين ، العقود أبرمت بين مجالس ادارة الشركتين من جهة ، وبين الطرف الاسرائيلي من جهة أخرى ،يعني الحكومة المصرية ليس لها علاقة بالعقود، والحكومة المصرية لن تستورد الغاز من إسرائيل ، ولن تدفع مليما واحدا ، بل ستحصل على قيمة مرور الغاز في خطوط الأنابيب المارة بالأراضي المصرية ،و الغاز الإسرائيلي مش للاستهلاك المصري .

مصر ليست في احتياج لتستورد غاز للسوق المحلي لأنها هنكتفي ذاتيا من الغاز في 2018 بعد بدء انتاج حقول ظهر و نورس و أتول ، أما الغاز الاسرائيلى فسيتم تسييله ويتم تصديره لمن يريد من الدول الأوروبية ، وبعد فترة هنستقبل الغاز القبرصي واليوناني و اللبناني لتسييله وإعادة تصديره للخارج ..

وسؤالكم ما هي الفائدة من تسييل الغاز ؟.. ولماذا نقوم بتصدره خام كما هو ؟!

ببساطة الغاز المسال ثمنه أغلى بكثير من الغاز الخام
ومصانع مصر لتسييل الغاز تجذب الزبائن من كل مكان ،
ومن يريد تسييل الغاز يدفع مقابل تسييله .

وللعلم .. في السنوات القليلة الماضية تم الاعلان عن اكتشافات ضخمة للغاز في اسرائيل وقبرص واليونان والسعودية ودول الخليج (وأيضا في مصر) ، ومعظم هذه الدول لا تمتلك مصانع إسالة كافية لأنها مكلفة جدا ، لذلك ستقوم الشركات المصرية باستيراد الغاز منهم ، ليتم اسالته في دمياط وادكو ثم تتولي الشركات المصرية تصديره للخارج .

مصر فتحت سوق الغاز ،بعد إقرار قانون تنظيم الغاز الطبيعي ، وأصبح من حق شركات القطاع الخاص استيراد الغاز من أي طرف من الخارج لاستخدامها في مشروعاتها الخاصة مقابل دفع رسوم مرور هذا الغاز في الشبكة المصرية .

هذا بالاضافة الي ان مصر هتكسب ، ليس فقط بصفتها دولة المعبر، بل هتكسب من تشغيل محطات الغاز المسال التي قامت بانشأتها نفس الشركة الأسبانية (الشريك الأجنبي لإسرائيل في حقل تمارا).

انتبهوا يامصريين في أمر مهم للغاية ايضا وهو بموجب هذا التعاقد ، اسرائيل هتتنازل عن 1.7 مليار دولار قيمة الغرامة على مصر مضاف اليها 300 مليون دولار رسوم تحكيم ورسوم قضية ، ومصر تاخد الغاز الطبيعي خام من اسرائيل وتعيد اسالته وتصدره تاني كغاز مسال لأوروبا بجدوي اقتصادية مضاعفة ، وتصبح مصر كسبانه من رسوم مرور الغاز ، وكسبانه من إسالته ، وكسبانه من اعادة تصديره لأوروبا ، وايضا خف من عليها عبء سداد حوالي 2 مليار دولار غرامات بحكم تحكيم دولي .

أما حكاية ان اسرائيل هتكسب 15 مليار دولار من القطاع الخاص المصري ، فهذا كلام فارغ وتسييس للاتفاقية وشغل شعبوي ،حتي لو صدر من رئيس الوزراء الاسرائيلي ، وهو ليس جديد عليه وهما أذكياء فى استغلال الاحداث بهذا الشكل ، واسرائيل لو هتكسب من الموضوع ده قيراط ، فانتم يامصريين كسبانين 24 قيراط ، لأنهم مستأجرين وانتم مالكين .. ولنا اليد الطولى فى هذا السوق .

مصر تستحوز على غاز المتوسط “اسرائيل وقبرص و اليونان ” لتسييله و تصديره لاروبا و الدنيا تقوم بالشكل ده ” أكيد يا مصريين ياوطنيين يوجد شيء مدبر ، والشائعات حول هذا الموضوع هدفه أنكم تشاهدون الصورة معكوسة بأن مصالحك ومصالح بلدك كانها ضرر بالغ عليكم .

عندما تري جريدة العربي الجديد “الصهيونية الاخوانية”و الممولة من” قطر” امارة الارهاب بتحتفل فى شهر يونيو ٢٠١٦ بنجاح تركيا في الحصول على الغاز الاسرائيلي لتسييله وتصديره لاوروبا ،اكيد ياراجل ياوطنى لازم تشغل مخك وتعرف ما هي الحقيقه ؟!

الخرائط توضح النجاح المصري في صناعة الطاقة كالاتي:-

الاول : تبين بوضوح مساحة المياه الاقتصادية لمصر الاكبر بالمقارنة بالدول المجاورة.

الثاني : توضح حقول الغاز المكتشفة بالفعل في دول شرق المتوسط .

الثالث : توضح احتياطيات الغاز بالمنطقة وتكشف ان مصر تملك اكبر احتياطي من الغاز .

الرابع : تبين خط الغاز الذي كانت تخطط تركيا للحصول منه على الغاز الاسرائيلي لتسييله ” تم افشال المخطط “
الخرائط لا تكذب .

كل تطور ايجابي يحدث في ملف الغاز المصري يزيد من حصة مصر ، لذلك ممكن يكون ردود الفعل متهورة من جانب العدو وهذا سبب التحرك العسكري المصري الرادع والاستباقي لحماية حقوق مصر في المياه الاقتصادية عندما حاولت تركيا التحرك .

وفوق كل هذا ، وباختصار .. مصر اصبحت ماسكه حنفية الغاز المتجه لأوروبا وبددت أحلام قطر في احتكار تصدير الغاز لأوروبا ، ومن الطبيعي أن تستفز هذه الاتفاقية قطر وتركيا “خدام الصهيونية العالمية” وتجعل وسائل اعلامهم تهيج علينا لأن الأمر لم يصبح مجرد خلافات سياسية ، وانما نزاع علي مصالح اقتصادية تركية وقطرية فى سوق الغاز وانتقاص من مكانتهم وحصصهم ، وبالتالي هو عيد لمصر وليس اسرائيل .

إذن .. فالتسمية الحقيقية للاتفاقية ليست “مصر تستورد الغاز من اسرائيل” ، وانما “اسرائيل تستأجر البنية التحتية المصرية لتسييل الغاز الاسرائيلي ونقله لعملائها فى أوروبا ” ، القصة فى التلاعب بالتسميات والعناوين .. هو استئجار لمصانعنا “مقابل رسوم ، مش استيراد” .

وللعلم أيضا… اسرائيل عقدت نفس الاتفاقية مع شركة بروناس بالأردن و مع تركيا ،الأمر أكثر تعقيدا مما تتخيلون.

الغاز، الثروة ،النفوذ أصبح في مصر،ليس الجول الأول ولم ولن يكون الأخير ،”هي دي الحكاية يامصريين” ومازلنا مستمرين في متابعة التطورات المثيرة لقصة حرب غاز شرق المتوسط .

انتبهوا .. أدوات الحرب تغيرت عن أيام ناصر والسادات ومبارك ، عندكم رجل مخابرات برتبة رئيس فاهم وواعى جدا قام بتحرير الاراده و القرار المصرى من الهيمنه الصهيونيه و يتعامل باحترافيه مع كل السيناريوهات المطروحه لتقويض مصر و اراده شعبها ، وضع البدائل المتاحه لقلب الموازيين ،وليس كل ما يعرف يقال.

يأبناء مصر ،ياجنود الكنانة ،الثبات ثم الثبات ،نحن على الحق المبين إرفع راسك فوق إنت مصري ،اصبروا وصابروا ورابطوا ، انصروا مصركم إن كنتم تستحقونها .

كم يزداد فخري يوما بعد يوم بقيادتنا السياسية الحكيمة ، الجيش يحارب ،الشعب مرابط ،فلن نحيا الا عندما تحيا مصر .

مصر تنتصر علي اللقيط العبري
اثبتوا …فلم ولن يكون الجول الاول ولا الاخير يامصريين .

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79669981
تصميم وتطوير