بقلم / محمد حسان
هذيان نشأ في بلاد استفحل بها جهل وسفه نتاج لغياب قيمة العلم والمعرفة والتدهور الذهني والعقلي عند الكثير من البشر ممن هم حولنا في جميع المجالات ، حيث أصبح الجهل عنوانا للحقيقة وهذا ما أراده النظام المبارك السابق لا اعاده الله الى دنيا الناس فقد ظلم الكثير وحط من شأن الكثير ووضع التعليم في أسفل سافلين وأسدل علينا التراب فجعلنا أنصاف متعلمين وحط من شأن التعليم وهذا الفعل كان مقصودا فتجهيل الأمم يبدأ من انحطاط التعليم وتهميش دور المعلم والمدرسة وقد فعلوا ذلك باحتراف شديد ، حيث نولد ونتربى على الحفظ والتلقين وعدم الفهم . حكومات عربية أرادت لأبنائها الجهل فجهلوهم وضيعوهم وأفنـوا أحلامهم واغتصبوا آمالهم ، نسوا أننا أبنائهم وتعاملوا معنا وكأننا أغراب لسنا من هذه البلاد ، فعلوا كما فعل السفير الأمركي في نيودلهي بالهند عندما مر بسيارته فوجد شاب يضرب بقرة بقدمه فتوقف السفير بسيارته وذهب مسرعا نحو البقرة يتمسح بها ويطلب منها الصفح والمغفرة واغتسل ببولها وسط ذهول الناس فما كان منهم بعد أن رأوا السفير يفعل ذلك أن سجدوا للبقرة تقديرا للرب وضربوا الشاب وسحلوه لما فعله بربهم انتقاما لجلالها وقدسيتها ، ولما سأل السفير لما فعلت ذلك قال ضربة الشاب للبقرة “صحوة ” وضربة للعقيدة التي نريد أن تكمن بداخلهم فلو سمحنا لهم بركل العقائد لتقدمت الهند وخسرنا مصالحنا وواجبي هنا أن لا أسمح بذلك لأننا ندرك بأن الجهل والخرافة وتسفيه العقيدة هي أساليب لتسخير البلاد .
يا سادة قالوا قديما “السرج الذهبي لا يجعل الحمار حصاناً ” والمصيبة الكبيرة أن يشعر الحمار بلبسه للسرج الذهبي بأنه بالفعل أصبح أقوى من الحصان هنا تكمن أم الكوارث فلا تجعلوا التعليم في بلدي مجرد اسم بل اجعلونا متعلمين بحق فلا تلبسونا ذهبا على جهل بل ألبسونا أقمشة ولكن على علم .
كفاكم ما فعلتموه بنا في سنوات سابقة ، ودعونا نبحث في ذاتنا عل وعسى أن نجد ما يزيح الهم الذي وضعتموه على أكتافنا من جهل وتفاهه وسفه ألمَّ بنا وبالأمة العربية .
التعليقات