السبت الموافق 08 - فبراير - 2025م

“فايد” يتساءل : من أغلق “ممفيس للأدوية” ؟؟ ولِمَ تعاملتم بمبدأ “عادل أدهم” ؟!!

“فايد” يتساءل : من أغلق “ممفيس للأدوية” ؟؟ ولِمَ تعاملتم بمبدأ “عادل أدهم” ؟!!

  • بقلم – إبراهيم فايد

مرت دقيقة واثنتين وثلاث وأنا على هذا الحال شاردٌ تائهٌ -على غير عادتي- لا أجد ما قد يَمُنُّ به خاطري عليَّ لتصوغه أناملي كحروف مَتْنٍ تنساب على جنبات جريدتي العزيزة تعبيرًا عن تلك المهزلة التي يشهدها سوق الدواء المصري في الآونة الأخيرة؛ فبعدما ارتفع سعر الدواء في مصر لضعف وضعفين على مدى عدة مرات في عامين فقط لا غير، متزامنًا مع انخفاض قيمة العملة، وغلاء مستوى المعيشة، ومعاناة المرضى ما بين آلامٍ وأحزانٍ وذُلٍّ وهَوان، وبينما نحن هكذا ضائعون في بحر مَرَضٍ لُجِّيٍّ، من فوقه مرضٌ، من فوقه آلام.. خرج علينا مسؤولو الشركة القابضة للأدوية، ورئيس الجمعية العامة لشركة “ممفيس للأدوية” بقرارهما الفَذ الذي توصَّلا إليه بعد جهد مرير لإصلاح حال منظومة الدواء والعلاج في مصر؛ فإذ بهما بعد اجتماعهما يقرران إغلاق الشركة.. وأي شركة ؟؟ إنها إحدى أكبر الشركات المُصَنِّعَة للدواء في العالم العربي والشرق الأوسط ككل، مُعَلِّلان ذلك برغبَتَيْهما في الحفاظ على أصول وممتلكات الشركة !!

نعلم جميعنا ما تمر به تلك الشركات من أزمات فادحة تعصف بوضعها الاقتصادي وبموازناتها ومخصصاتها المالية؛ لاسيَّما مع تَعَنُّت الحكومة وفشلها في دعم تلك الصناعة الحرة التي كانت -في وقت ليس منَّا ببعيد- تمتد لِتَمُدَّ مختلف أنحاء أفريقيا بالدواء المصري، ولكن هل يحق للقائمين على “ممفيس للدواء” أن يغلقوا شركة وجودها يعتبر ضمن أساسيات الأمن القومي ؟؟
بالطبع لا، ليس من حقهم لا شرعًا ولا قانونا التضييق على حيوات العباد، والإسهام في تعذيب المرضى بآلامهم؛ فإن هؤلاء ما تعاملوا إلا بمبدأ الجهل والبلطجة.. مبدأ “عادل أدهم” حينما قال عبارته الشهيرة : “أنا الصباع اللي يوجعني ماأعالجوش.. أقطعه “.
لكن لم يعلم هؤلاء أنهم بذلك قد قطعوا أصابع ملايين المرضى على طول مصر من أسوانها لأسكندريتها، ومن سِيناها لمطروحها !!

والآن وبعد فشل السيد وزير الصحة في التعامل مع الموقف أو معالجته، أتوجه في مقالي هذا بالنداء لهيئَتَي الرقابة والنيابة الإدارية، والجهاز المركزي للمحاسبات، والنيابة العامة، والسيد وزير الداخلية بالتعامل مع تلك الواقعة بكل حسمٍ وحزم، واعتبارها قضية أمن قومي من الدرجة الأولى، فمن ارتَضَوا بالمرض ابتلاءًا، لهم علينا حقٌ وذمة، ولن نترك أبدًا مرضانا يعانون وَيْلات المرض، ثم لا يكون مِنَّا إلا أن نهديَهم ندرةَ الدواء هدية !!

إنه حقًا لموقف عبثي لا أجد من أبجدياتي ما أعبر به عنه؛ ولذا لم ولن أَلُمْ خاطري على عجزه إمدادي بكلماتٍ أرتسم بها مقالي هذا، لَعَلَّهُ هو الآخر فَقَدَ شكيمته، وشُلَّ كيانه أمام هذا العبث، فدعوني أختتم بـ

“حسبنا الله ونعم الوكيل، هو نعم المولى ونعم النصير.. لكم الله يا مرضى مصر، ويا ذويهم”.

 

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79674295
تصميم وتطوير