السبت الموافق 08 - فبراير - 2025م

عاطف سعد.. يكتب: “غاب الاعلام الوطني عن المشهد”

عاطف سعد.. يكتب: “غاب الاعلام الوطني عن المشهد”

 “صحافة الحوادث والفضايح أهم من الوطن”!!

 

أهم وظائف الصحافة هي المراقبة، والمسئولية الاجتماعية تجاه الوطن، وأبنائه وإذا كنا نعيش في ظل ظروف، وتحديات صعبة تمر بها البلاد، إلا أن القيادة السياسية تسعي لمواجهة هذة الأزمات، لتوفر لقمة العيش للمواطنين، وتعمل علي توصيل الخدمات للمحرومين، وفي ظل أوضاع اقتصادية لا تخفى على أحد بوجود جهاز إداري مترهل يكتظ بالعديد من البطالة المقنعة، التي لا تقوم بدورها المنشود، والذي انعكس على مستوى الخدمات المقدمة فازدادت المشكلات وتفاقمت القضايا .

 

وفي الوقت الذي يناضل فيه رئيس الجمهورية ويجوب الأرض شرقآ وغربآ، ويتحرك هنا وهناك ويعقد الندوات، والمؤتمرات لجذب استثمارات وتوفير موارد لسد الاحتياجات ورفع الإمكانات، نجد صحافتنا الميمونة تغرد في وادي غير الوادي، بالرغم من دورها الفعال الذي يجب أن تقوم به والذي لا يقل بأي حال عن دور الحكومة بشرط أن تكون صحافة مسئولة تسعى لرصد الواقع وكشف الحقائق ومساعدة المسئول وليس ابتزازه أو نفاقه.

 

فمن أهم عناصر المراقبة والمسئولية الاجتماعية للصحافة أن تخدم ولا تهدم تكشف ولا تفضح فتقوم بدور المرآة التي تعكس الصورة ليس للتشويه، بل للعلاج ووضع الحلول، و ليس للزيف إنما بنقل الحقائق لترصد الأخطاء لتصحيحها وتنقب عن الفساد لتكشفه، ولكن للأسف ونحن في ظل مرحلة عصيبة تمر بها البلاد وتحتاج إلى تكاتف كل الجهود المخلصة وتآزر كل المؤسسات الفاعلة لتخطي المرحلة وتبني الوطن.

 

نجد هناك من لا يقدر المسئولية ويصب كل اهتمامه على تحقيق مصالح شخصية والوصول لأغراض ذاتية, فكثيرا من الصحافة المصرية في تناولها لقضايا وشئون المحليات تتعمد إما التشويه أو التلميع ولا تسعى لمعالجة قضايا حيوية ولم تضع الحلول للقضاء على تلك المشكلات فظلت كما هي دون تحقيق تقدم حولها أو غيرها، بل ذهبت الصحافة تعرض قضايا الاغتصاب والحوادث فلم تقدم خدمة حقيقية ولم تعالج مشاكل حياتية فتحولت إلى مجرد وسيلة لنقل حوادث فردية وتخلت عن دورها كوسيلة رقابية .

 

إننا في أمس الحاجة لبناء وطن ولن نستطيع إلا بالتخلي عن مصالحنا الشخصية والنظر بعين موضوعية ورؤية الصورة الكاملة لحل المشكلات ووضع الحلول والبحث عن الأدوات, علينا أن نتكاتف لرصد القضايا الحقيقية وليس للبحث عن عورات هنا وهناك نريد إعلام وطني

علينا البحث عن حلول وليس صناعة عراقيل علينا النصيحة وليس التشهير حتى نتخطى هذه المرحلة من تاريخ الوطن والتي بدأناها ولابد من استكمالها لصناعة مستقبل لأجيال طالما عانت طويلا، وتأسيس دولة على قواعد صحيحة وأسس سليمة فهل هذا كثير والإجابة أنه ليس بالكثير أو العسير .

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79664097
تصميم وتطوير