السبت الموافق 18 - يناير - 2025م

طوفان الأقصى معجزة العصر

طوفان الأقصى معجزة العصر

 

خمسون كاتبا ومفكرا وشاعرا يناقشون طوفان الأقصى للكاتب الكبير مؤمن الهباء

 المقاومة شرف الأمة ، وحقها الطبيعي في الانعتاق والتحرر

المقاومة المشروعة ،هي مفتاح السلام المفقود

المقاومة تنتصر كل ساعة من نهار في حرب الصورة ، والنانو تكنولوجي ، والثبات ، والاستطلاع ، والاختراق

 إعلام المقاومة ينتصر على إعلام الأقمار الصناعية

 غزة أصبحت حقيقة ، غيرت العالم ، وهشمت زجاج الوعي الصهيوني المدعوم تاريخيا وعالميا

 المقاومة تربح الحرب السيبرانية بامتياز

 د محمود خليل

 

تواكبا مع اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة ، عقدت مؤخراً بنقابة الصحفيين بالقاهرة ، ندوة موسعة حول قضية الساعة ٠٠

وفي كتاب موجه لنا ٠٠على حد تعبير الأديبة الروائية القديرة (نجلاء محرم ) تناول الكاتب الصحفي الكبير مؤمن الهباء “طوفان الأقصى ٠٠ معجزة العصر” عبر 40 مقالاًصحفياً استقصائياً مسلسلاً ، أسس فيها لطوفان الأقصى ٠٠من حيث الأرضية الواسعة الكاشفة للحجب ، الحائلة بين الخبيث والطيب ، والقول والفعل ، والتولي والتخلي ، والمخبوء والمكشوف ، والنزاهة والنذالة ٠٠ باعتبار المقاومة هي شرف الأمة ، وحقها الطبيعي في التحرر والانعتاق

 

فليس الاحتلال الصهيوني لفلسطين مجرد احتلال قوة لأرض الغير ، إنما هو احتلال شعب لتاريخ شعب آخر٠٠ ومن ثم تصبح المقاومة حتى النفس الأخير ، هي الحق الأصيل الواجب الذي تقره ، بل وتوجبه ، كل مقررات العدالة والإنسانية والمواثيق الدولية

 

وبالتالي فإن (الطوفان ) وما سبقه وما سيلحقه من الانعتاق من هذه العصابة المجرمة ، التي خرجت على كل سياق لكل تاريخ عرفته الإنسانية منذ فجرها الأول ٠٠ هو المفتاح الأول للسلام الحقيقي ، الذي لن يكون أبداً

 

، في الانبطاح أو التبعية لهذه العصابة الصهيونية ، التي لا تعرف إلا لغة الدمار والتخريب والإفساد في الأرض ، وإهلاك الحرث والنسل٠٠ ملتحفة بدين مكذوب وتاريخ مقلوب ٠٠ومستندة إلى أساطير تلمودية وتوراتية خرجت للناس كظواهر مرضية مقدسة ، طفحت بها مذلات الأسر والذل البابلي القديم ، منتجة عصابة تحترف الجريمة المنظمة باسم الدين٠٠ زورا وبهتانا
وللعلم ٠٠فإن زعماء إسرائيل الأول ، كلهم علمانيون ملاحدة ، وعلى رأسهم المجرم (بن جوريون) الذي كان كثيرا ما يردد أن الدين عندنا قاطرة نركبها بعض الوقت ، ومن الحماقة والخطأ أن نظل فيها كل الوقت

 

ومع هذا الدجل الديني الوضيع فإن مجرم الحرب (نتنياهو ) لازال يتحدث إلى جنوده كنبي من أنبياء بني إسرائيل ، ويستدعي تعاليم ونبوءات توراتية ، تحرض على إبادة العرب والفلسطينيين ، وتهجيرهم وهدم بيوتهم فوق رؤوسهم ، وحرث دورهم ٠٠ لأنهم ليسوا بشرا ، وإنما هم وحوش ، ومخلوقات أدنى في سلم الإنسانية من ذلك كثيراً ٠٠

 

إلى حديثه عن نبوءات ( أشعياء) ، وحرب الخلاص من أهل الشر ، والصراع بين أهل النور وأهل الظلام ، وحديثه عن قتل العماليق الذين أمر الرب في التوراة بإبادة نسلهم ، ومحو أي ذكر لهم ٠٠مشيرا بذلك إلى أنهم العرب الفلسطينيون
فواعجبا كم يدعي الفضل ناقص
وواسفاً كم يظهر النقص فاضل
وكيف تنام الطير في وكناتها
وقد نصبت للفرقدين الحبائل
فيا موت زر إن الحياة ذميمة
ويا نفس جدي إن دهرك هازل

 

 

ثم يؤكد الكاتب الكبير ( مؤمن الهباء ) ،أن المقاومة هي مفتاح السلام الذي لم تأت به (كامب ديفيد ) ولا (اتفاقيه مدريد ) ولا (أوسلو) ولا (كوبنهاجن ) ولا (واي ريفر) ولا (واي بلانتيشن)٠٠ ولا أي اتفاقية ٠٠ولا حتى الإتفاقية الإبراهيمية٠٠
فلا نحن رأينا الأرض مقابل السلام ، ولا رأينا السلام مقابل السلام ، ولا رأينا الكلام مقابل السلام؟؟!!!
إنما هي الإبادة ثم الإبادة ثم الإبادة
ويبقى تقرير المصير في معركة الوجود ،بين القرآن والتلمود !!!
ثم يطرح كاتبنا الكبير هذا السؤال المفتوح :
هل هي حرب دينية ؟؟!!
وبعد عرض عشرات الأدلة المرئية والمسموعة والمسجلة٠٠ بالشخص والتاريخ واليوم ، يقرر٠٠آسفا :
لم يخدعنا أحد ٠٠كل الذين أنشأوا إسرائيل ، والذين حكموها حتى اليوم ، والذين ساندوها كمشروع صهيوني منذ عام 1907 إلى اليوم ، يجهرون بأنه صراع ديني أو حتى صراع على خلفية دينية ( وإن كانوا هم تجار دين مجرمين ) ٠٠ صراع وجود وخلود
ونلاحظ أنه في الأسبوع الأول للطوفان ، قد توافد رؤساء أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا ٠٠وأعلنوا فتح بوابات مخازن المال والسلاح على مصاريعها ، وعرضها بلا مقابل على إسرائيل ٠٠
بل وحركت أمريكا الأساطيل وحاملات الطائرات ، ورصدت الأقمار الصناعية الخاصة في المنطقه ، وأعلنتها صريحة فجة وقحة٠٠ بلا مواربة
وأعلنها (بايدن) بكل وقاحة أنه صهيوني ٠٠وردد أ قوال البابا (أوربان الثاني) مشعل شرارة الحروب الصليبية في القرن الحادي عشر
وقال هذا المخمور : لو لم تكن إسرائيل موجودة ، لعملت الولايات المتحدة الأمريكية على إيجادها !!!!
ولعل الدنيا كادت تتقيأ من قول الوقح ( بلينكن ) في الساعات الأولى للحرب : إنني ذاهب إلى إسرائيل ، ليس بصفتي وزيراً للخارجية ، إنما بصفتي يهودي
ثم قال (مايك جونسون ) رئيس مجلس النواب الامريكي : أنا كمسيحي اؤمن بأن الكتاب المقدس يعلمنا بوضوح جدا ، أنه يجب أن نقف مع إسرائيل ، نحن نؤمن بان العهد الجديد يكمل العهد القديم ، وأن الله سيبارك الأمة التي تبارك إسرائيل ،
إننا يجب أن ندفع ثمن السلام في القدس
ثم يناقش الكاتب المفكر مؤمن الهباء ، عالم ما بعد الطوفان في سردياته المختلفة ، ولماذا كان من الأساس ؟
وما مآلات الأمور المتوقعة ؟ وإلى أين تذهب المنطقة بأسرها ؟ بل وبعض دول العالم ؟ طارحا كوابيس الحلم الإسرائيلي ، وبداية الإنهيار الفعلي للمشروع الإسرائيلي ؟!
وانتهاء الحلم ، وتهشيم زجاج الوعي الصهيوني عالميا !!
مشيرا إلى أن المقاومة كسبت الطوفان من أول لحظة سبرانيا وعمليا على الأرض ، بصفع القفا الصهيوني عن جدارة واستحقاق ، وأن إسرائيل قد خسرت أحدث معركة علمية٠٠ هي معركة ( فقأ العيون) التي كانت وما زالت تسجل المقاومة انتصاراتها في كل لحظة من عمر المعركة المديد الثقيل ٠٠
طوال (عام وربع عام ) كلها إجرام عبثي ، من الإهلاك والموت والتدمير والإبادة
ونظرا لهذا الفارق الذي لا يتخيل في القدرات وموازين القوى
فإن المقاومة قد لا تنتصر بالضربة القاضية ، إنما ستربح الحرب بالنقاط ٠٠!!!
( وهو ماحدث بالفعل )!!!
فالشارع الإسرائيلي يتضارب ، والزعامات الصهيونية تتصارع ، بينما المقاومة على قلب رجل واحد ، على اختلاف مشاربها ومكوناتها ومرجعياتها (وهو ماحدث أيضا )
وقد كسبت المعركة الإعلامية وأثبتت مصداقيتها في كل ما تبثه من تقارير وبيانات وتصريحات ، وأصبح ( أبو عبيدة )البطل الملثم ،وقرينه (أبو حمزة ) أصدق من كل وكالات الأنباء ،وأقوى أثرا من كل وسائل البث والتصوير والتعبير ، في حرب الصورة التي تفوق فيها إعلام المقاومة ، على إعلام الأقمار الصناعية والشبكة العنكبية
ومن أبرز عمليات المقاومة – رغم جبال المآسي والآلام على خط المقاومة الأول – دخول الكنيسة الفلسطينية على خط المقاومة الاول
يقول القس ( منذر سمعان) رئيس الكنيسة الإنجيلية الأثرية في بيت لحم : يأتي الميلاد وهذا الدم والموت والدمار منتشر في أرضنا ، ولو ولد المسيح اليوم لكان ميلاده تحت الأنقاض !!!!
المسيح هناك في (غزة) وفي غرفة العمليات
ثم يستعرض شريط الدمار والتخريب والإجرام ويقول : هذه إبادة وتطهير عرقي ، ولكننا سنتعافى ونقف مرة أخرى كالعادة
وساعتها لن نقبل اعتذار من شارك في هذه الإبادة
كما أن المطران ( القس عيسى ثلجية ) و (القس إبراهيم اسحاق) وكل رؤساء المسيحيين في فلسطين ، أجمعوا على اتخاذ قرار الغاء الاحتفال بعيد القيامة بكنائس بيت لحم والقدس ورام الله وسائر مدن الضفة ، لتثبت المقاومة أن النسيج الفلسطيني نسيج واحد ، متمسك بأرضه وحريته وحضارته
كما أعلنوا ذلك على BBC
كما أن (غزة ) أصبحت حقيقة غيرت العالم ٠٠فأصبحنا نرى أكثر من 800 مسؤول في الولايات المتحدة وأوروبا ، يوقعون على بيان يتهمون فيه حكوماتهم بالتواطؤ ، في واحدة من أسوء الكوارث الإنسانية والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي وجرائم الحرب والتطهير العرقي ، والإبادة الجماعية كما أن المقاومة هي صاحبة الفضل الأول في أن تصعد القضية الفلسطينية إلى محكمة العدل الدولية وإلى الجمعية العامة للامم المتحدة ، وليس مجلس الأمن وحده
ولم تجد إسرائيل أمامها سوى الانحدار إلى أحط درجات الإنسانية ، والتلبس بكل دناءات البشر
فأمعنت في الاغتيالات والتجويع من أجل التركيع٠٠ وقصف المباني المدنية ، والمواطنين العزل ، وأحرقت الخيام والنيام والمستشفيات ومدارس الأطفال ٠٠ ولم تزد غزة المدمرة في عيون أعدائها إلا عزة و ثباتا
والفضل ما شهدت به الأعداء !!
وبفعل هؤلاء الرجال الاستثنائيين في التاريخ ، أضحى هذا أوان رفع الرؤوس ،
حيث انتفضت الجامعات الأمريكية والأوروبية وأستراليا في أكثر من 60 جامعة في لحظة قدرية أصبحت عاملا مؤثرا في إعادة صياغة الرأي العام الغربي والأمريكي
وفضحت مواقف الصهيونية العالمية والعنصرية البغيضة ، وفضحت مجلس النواب الأمريكي ، حتى قال رئيسه ( مايكل جونسون) إنه لا يمكننا السماح لهذا النوع من الكراهية ومعاداة السامية بالازدهار في الجامعات الأمريكية
ليرد عليه أكبر الأعضاء سنا : ليس هذا معاداة للسامية ، ولا تضامنا مع أهل غزة التي قتل بها اكثر من ٤٠٠٠٠ ألف فلسطيني ، وليس هذا إرهابا ولا تأييدا لحماس ، فلا تستهزئوا بذكاء الشعب الأمريكي ؟!!
وفي معالجته الواعية لطوفان الأقصى ، يكشف الكاتب الكبير مؤمن الهباء عن سر جماعات الجيوب الاختراقية ، وشلل التبعية ، وببغاوات البغاء السياسي ، من أمثال جمعية (تكوين) التي تعمل على شفط الأموال ، وتمزيق الأوصال ، عبر عمل متصهين دينئ (وقد ولدت فماتت) !!
نعم ٠٠لا تهنوا ولا تحزنوا مهما دمرت غزة ، وتهدمت مدن القطاع ، وقصفت لبنان !! فاستراتيجية توازن الرعب أضحت قائمة ، وتوسيع الدائرة عليهم أصبح هائلا ، ولعنه العقد الثامن تلاحقهم ، كما لاحقت من قبل( مملكة داوود ) و( مملكة الحشمونائييم ) حيث زالتا على أعتاب العقد الثامن من عمريهما ٠٠ الأمر الذي أشارت إليه ( هآرتس ) فكتب رئيس تحريرها في افتتاحيتها يوم ٢٠٢٤/٥/٧ إن العد التنازلي لزوال إسرائيل قد بدأ !!!!
وأن انهيارها مسالة وقت ، واستدعت الصحيفة نبوءة الفيلسوف الإسرائيلي (ليشعي ها لوبوفيتش ) الذي قال : الفخر الوطني والنشوة التي أعقبت حرب الأيام الستة حرب يونيو 1967 ٠٠أقامت لدينا القومية الصاعدة ، ثم قادتنا إلي القومية المتطرفة ، ثم ستكون المرحلة الثالثة ، هي الوحشية٠٠٠ وتكون تلك مرحلة نهاية الصهيونية
وليؤكد (توماس فريدمان ) الكاتب الأمريكي اليهودي الشهير : إسرائيل التي عرفناها قد ولت ، لأنها تواجه خطرا وجوديا قد يؤدي إلى زوالها ، ويعيد الصراع إلى ما كان عليه الأمر قبل 47 ٠٠فإسرائيل هي نازية اليوم ، وبالتالي فقد فقدت الحق في الوجود ، ولا يمكن السماح باستمرار هذا الوضع
ولكن ، لا يمكن أن تعيش دوله تحت عقيدة الميركافا ، في مواجهة مقاومة عقيدتها تكمن في إيمان لا يتتعتع بالنصر أو الشهادة
شارك في هذه الندوة الحاشدة بنقابة الصحفين العلامة الدكتور إبراهيم عوض ، و مجدي احمد حسين والكاتب الكبير نشأت المصري ، والناقد الصحفي الكبير الدكتور حسن علي دبا والأدبية الروائية نجلاء محرم والكاتبة الصحفية حوريه عبيدة والكاتبة الإعلامية هاله فهمي و الدكتور كمال حبيب والشاعر الإعلامي الدكتور محمود خليل والكاتب الروائي هشام العطار والكاتب

الصحفي سيد حسين رئيس تحرير كتاب

الجمهورية، والشاعر الكاتب الصحفي فريد إبراهيم رئيس مدير تحرير جريدة الجمهورية ، والناقد الروائي الدكتور صلاح شعير

كما ألقت الأديبة الإعلامية القديرة نهي الرميسى مقاربة تفصيلية للكتاب موضوع الندوة ، وطرحت رؤيتها في المعالجة الإعلامية والثقافية التي يجب أن ينهض بها الظهير العربي والإسلامي الكبير

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79250524
تصميم وتطوير