السبت الموافق 11 - يناير - 2025م

رضا عبدالسلام يكتب: نعم هناك مؤامرات

رضا عبدالسلام يكتب: نعم هناك مؤامرات

الحقيقة ، أنني -كباحث- من أشد المؤمنين بنظرية المؤامرة، ولدي مبرراتي التي أراها مق مننعة وكافية لترسيخ هذا الإيمان.

مثلا…بماذا تفسر ما يحاك سنويا لشهر رمضان المبارك، الذي هو شهر العبادة والطاعات، فإذا به بقُدرِة قادر يتحول لشهر استرزاق العواطلية وسواقط المجتمع، ممن تم توجيههم لالهاء عباد الرحمان عن عبادة الرحمان في شهر القرآن، ببرامج ومسلسلات هابطة ومغيبة، كانت المساهم الرئيسي في هدم منظومة القيم بل هدم كل شيء في عالمنا العربي وليس مصر فقط …ماعلاقة شهر العبادة بكل هذا الهراء؟! أليست مؤامرة؟! والموضوع شرحه يطول.

بماذا تسمي المشهد العربي منذ اتفاق سايكسبيكو 1906 بتقسيم ارض العرب لدويلات وامارات وممالك، يتنازع عليها حكام منبتي الصلة بشعوبهم، وذلك تمهيدا لزراعة النبت الشيطاني في 1917 وهو اسرائيل، وبالتالي ضمن الشياطين المتآمرين تخلف هذه الأمة، بعد ان تحول الحاكم الى مايشبه النبي الذي لا ينطق عن الهوى، بل فاق بعضهم في غيه مقام النبوة وارتقى الى مصاف الألوهية، وتحقق للمتآمرين ما أرادوا، وهاهو حال العرب لا يخفى على أحد…برضو مش شايف مؤامرة؟

طيب…بما تسمي الكماشة التي تطوق مصرنا الآن وفي توقيت واحد، بإشعال حريق مستمر في سيناء بعد زراعة التكفيريين بها، وفي نفس الوقت دعم الغرب وسكوته على تحرك العثماني اردوغان ودخوله ليبيا وتهديده لمصر من حدودها الشمالية والغربية، وفي نفس الوقت وبالصدفة سبحان الله تتعقد أزمة سد النهضة وتعلن اثيوبيا عن البدء بملء السد….هل حدث كل هذا بمحض الصدفة؟!

بالقطع كل حر في رأيه، ولكن من المهم أن يكون الرأي منزها عن الهوى او اي انتماءات بخلاف الانتماء للوطن…لو فكرنا بهذا المنطق وتلك الروح قطعا سنرى الصورة كاملة وسنزن كل شيء بميزان الانتماء.

طبعا سيخرج علينا أحد المدججين أو لِنقْل المختلفين الآن ويقول ألا ترى سلبياتنا، ألا ترى ظروف الناس، ألا ترى ملهاة الانتخابات وما يحدث فيها من ممارسات اعادتنا لزمن رجال الأعمال وو، ألا ترى حال المصريين والازالات….الخ.

وهنا ردي واضح وبانتماء لبلدي مصر لا لأي شيء آخر، أقول نعم…أرى، وربما أرى أكثر مما تراه، وربما بداخلي وبحلقي مراة شديدة يعلم الله قسوتها من سلبيات لا أجد لها مبررا منطقيا ولا اخلاقيا ولا وطنيا، والتي لاتتماشى مع مايشهده الوطن من انجازت في قطاعات كثيرة، ولكن كل هذا لا يمكن أن يجعلني أحيد عن صف وبوصلة الوطن…نعم، نعمة الوطن مصر.

إن الكماشة التي تم نصبها حول مصر لهي دليل قاطع على أن ما كان يحاك لمصر كان كارثيا، بل كانت رأس مصر الكبرى مستهدفة قبل رؤوس الصغار تمهيدا لتنفيذ مشروع كبير بدليل صفقة القرن التي فشلت وتكسرت على حدود مصر…تخيل انه تم فرض هذه الصفقة في وقت كانت مصر فيه في حالة ضعف؟!

اذا، كان مطلوبا عقابها وتأديبها لخروجها عن المخطط المرسوم…ولهذا لا تعجب من اشتعال الحرائق على كل حدودنا…أمازال ضميرك وقلبك غير مقتنع بوجود مؤامرة ترتب لوطنك ووجودك؟!

كيف نواجه تلك المرامرة، لأننا بالفعل بدأنا المواجهة؟! بخطوات عديدة على رأسها:
أولا: تقوية جبهتنا الداخلية بوحدة كلمتنا وتحملنا لاننا بالفعل بصدد صراع وجود. وبالالتفاف حول مؤسساتنا ودعمها الدعم الكامل.

ثانيا: بخطوات حكومية تريح صدور المواطنين وتؤمن لهم الأمن المادي من خلال تقديم الدعم الذي ييسر عودة الحياة للاقتصاد وعدم التشبث بسياسات طحنت الوطن والمواطن.

ثالثا: بمراجعة عاجلة ووطنية لما يجري من إعداد لانتخابات شيوخ او نواب، فالمشهد غير مرضي بل محبط لاغلب أبناء هذا الوطن، بل لا يتماشى مع ما يشهده الوطن من انجازات رغم التحديات الجسام…لا أجد مبرر عقلاني او منطقي لما يجري الآن…مطلوب اعادة الامل للملايين من الحالمين بمستقبل سياسي أفضل.

رابعا: قطعا المشهد الاعلامي مشهد مخجل ولا يتواكب مع ما يواجهه الوطن من تحديات بل غير جدير بعرض وتقديم ما يشهده الوطن من انجازات رغم التحديات لانه ببساطة فقد ثقة واحترام جموع المصريين.

كلمة أخيرة أهمس بها في قلوب المذبذبين…رفقا بمصر…نحن نتحدث عن تركة مهملة وشبكة مترابطة من فساد السنين، وماضي بغيض يطارد الحاضر والمستقبل، هل تتوقع لكل هذا أن يزول بين عشية وضحاها؟!

رفقا بالوطن، فالاصلاح السياسي والاقتصادي لايتم بجرة قلم او في لحظة، ولكني ورغم الصعاب على يقين تام بأنه، رغم كل ما نراه من ممارسات وسلبيات جلية، فإن القادم أفضل.

كل المطلوب لمواجهة كل تلك المكائد والسلبيات أن يؤدي كل منا ما عليه، دولة وحكومة ومواطن…كل عليه دور يؤديه وبانتماء تام لهذا الوطن الذي نشرف بالانتماء إليه…

اللهم احفظ وطني مصر من كيد الكائدين، وسلط غضبك وانزل حكمك على كل من أراد به وبأهله سوء أو مكروه…دمتم بألف خير.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79092631
تصميم وتطوير