كتب من العراق – حازم العبيدي

في أوقات الخطوب ..تظهر قيم الشجاعة في عالم الصحافة مهنة المتاعب يكون البحث عن الحقيقة وتقديمها للقاريء الكريم هي الهدف الوحيد الذي نبتغيه , وفي ظل ظروف صعبة وحرجة تعيشها البلاد تكون مهنة المتاعب صعبة وحرجة فأي خطأ يحصل هنا او هناك سواء كان بقصد او دون قصد تكون نتائجه سلبية على الصحافي اولا وعلى الجمهور المتلقي , بالامس القريب نشرت جريدة البيان المصرية وعلى موقعها الالكتروني خبرا مفاداه ان عدد من وكلاء النيابة المصرية في محافظة السويس تعرضوا للاغتيال وحين تبين لادارة التحرير ان الخبر ليس بصحيح سارعت الى نشر نفي لهذا الخبر وهي دلالة على شجاعة ومهنية من يدير هذه المؤسسة الصحافية , لكن النيابة العامة اصدرت امرا بالقاء القبض على الزميل ابراهيم عارف رئيس التحرير والزميلة نجيبة المحجوب رئيس مجلس ادارة الجريدة لغرض التحقيق في هذا الشأن , في هذه الظروف الصعبة تظهر المعادن الحقيقية للانسان وتظهر معه صفات الشجاعة والمهنية والقيادة , الذي يهمني هنا والذي اثلج صدري هو موقف رئيس مجلس ادارة وجريدة البيان الزميلة نجيبة المحجوب التي ذهبت بنفسها للنائب العامة لتدلي باقوالها حول ملابسات الواقعة , بين طيات اوراق التحقيق مع المحجوب نكتشف ماجدة عربية ,أمرأة مصرية جيناتها الشجاعة تحمل في داخلها كروموسومات القيادة الفذة , لم تتهرب من المسؤولية ولم تنكر معرفتها بالخبر ولم تلقي باللوم على غيرها لتنقذ نفسها بل انها اصرت انها هي من حررت الخبر وارسلته لاحدى الزميلات بأن تنشره على صدر الموقع الالكتروني وأصرت بأقوالها ان رئيس التحرير الزميل ابراهيم عارف لا يعرف شيء عن الخبر وانها هي من تتحمل المسؤولية كاملة , هنا اود ان اشير لنقطة جدا مهمة , ان الانسان عبارة عن عواطف وأحاسيس وخاصة حينما تكون أمرأة شرقية , رغم كل ذلك فهي خالفت الطبيعة وخطت بيدها وسلوكها المهني ان المرأة العربية جديرة ان تتولى المناصب القيادية وتنجح في احلك الظروف ولتثبت يقينا ان القائد لن يتخلى عن مسؤوليته مهما كانت النتائج في وقت نشاهد فيه رجالا كنا نعتقد انهم رجال للملمات الصعبة لكنهم ينهارون في اول مطب ويلوذون بالهرب وهذه هي سبب نكبات امتنا العربية التي تعاني من عقر بطون نسائها ان يلدن رجالا قادة بحق . تحية تقدير واعجاب للزميلة والاخت الفاضلة الاستاذة نجيبة المحجوب رئيس مجلس ادارة جريدة البيان التي اعطت درسا بالغا لكل الزملاء والزميلات العاملين في بلاط صاحبة الجلالة , وكلنا نتذكر الماجدة العربية المصرية من نساء شابات وكبيرات بالسن خرجن في يوم 30/6 وفي ظهر يوم قائض من شدة الحرارة وفي شهر رمضان المبارك خرجن جنبا لجنب مع رجال وشباب مصر ليقولوا للجواسيس الذين كانوا يحكمون مصر ..أرحلوا ..أرحلو , بهذه النماذج الانسانية الرائعة أراهن أن أمتنا العربية المجيدة ستنهض من بين الركام , وبهذه النماذج المشرفة تبقى مصر أم الدنيا وقلب العروبة النابض والف تحية مقرونة بالاحترام للماجدات العربيات على طول ربوع وطننا العربي. حازم العبيدي/ رئيس تحرير موقع المركز الديمقراطي العربي للدراسات الاستراتيجية