(رب ضارة نافعة)
إن المحنة التي يمر بها العالم والتي أثرت في كل شخص منا الا وهي (فيروس كورونا )ماهي إلا منحة منحنا الله إياها لننظر للأمور بشكل مختلف وتأخذ الأشياء وضعها الصحيح ومن هنا يمكننا أن نري إيجابيات هذه الفترة ونبتعد قليلا عن الزعر والخوف والقلق المسيطر علي أغلب الناس والذي بات يخيم علي أغلب دول العالم.
الحقيقة أن لهذه الأزمة إيجابيات عدة ، ولكن في هذا المقال سوف ألقي الضوء عن أحد هذه الإيجابيات وهو الترابط الأسري والاهتمام بالأطفال.
ففي الوقت ما قبل كورونا كان من الصعب أن تجتمع الأسرة علي مائدة واحدة بسبب إنشغال كل أفراد الأسرة وتكدس اليوم بتفاصيله ولكن بعد كورونا وبعد قرار العزل المنزلي باتت الفرصة متاحة للأسرة للتجمع علي مائدة واحدة يتبادلون أطراف الحديث ويتناقشون عن شئون حياتهم اليومية المختلفة ليشكلوا حلقة إجتماعية يتم فيها تبادل المعلومات والخبرات والآراء الناصحة والسديدة ، فهذه التجمعات الأسرية لها أثر بالغ في تقوية أواصر المحبة وتنشأة الأطفال علي صلة الأرحام وذلك ينعكس بشكل إيجابي علي بناء المجتمع .
ومع هذه التجمعات لا ننسي أن نأخذ حذرنا ونتبع سبل الوقاية وذلك بغسيل الأيدي جيدا مدة لا تقل عن ٢٠ ثانية وتعقيم المنزل بالكحول والكلور المخفف بالماء ، وتبقي الحياة مستمرة ويجب أن نعيشها بإيجابية ونأخذ الأمور الإيجابية في كل شئ وأن نكون علي قلب رجل واحد مواطنين وحكومة.
ومن زاوية أخري نري الأطفال في هذا العزل فهم في حاجة لثلاث أمور أساسية وهي:
القيام بالأدوار وتعزيز الهوية والإنتاجية، فعلي الآباء مساعدة أبناءهم علي الشعور بالانتاجية أثناء وجودهم في المنزل وذلك بتمكينهم من المساعدة في الأعمال والمهام المنزلية والبعد عن الأجهزة الإلكترونية بقدر الإمكان وقتل الفراغ لديهم طريق تشجعيهم علي ممارسة الرياضة والقراءة وألعاب الذكاء التي تعزز من قدراتهم الحسابية وحفظ القرآن والصلاة في أوقاتها وترسيخ القيم الأسرية في ذات الوقت.
وبالنسبة للفئة العمرية الأكبر كالمراهقين فعلي الأهل الحديث إليهم بجدية وبشكل مستفيض وتعزيز روح المسئولية لديهم بضرورة اتباع الإرشادات وتوضيح أسباب الإلتزام بها وأن الخروج من المنزل سيعرض الأشخاص المقربين لهم للخطر سواء في نطاق الأسرة من كبار السن أو الأشخاص المعرضين لحدوث المضاعفات بسبب الإصابة وتعريض أصدقائهم وأسرهم للخطر وعلي الآباء الجلوس مع ابنائهم والدخول في نقاش معهم دون إعطاء أوامر عن أسباب العزل وفوائد البقاء في المنزل، وعلي اولياء الامور عرض أسئلة غير مباشرة علي أبنائهم لتعزيز المسئولية.
مثال : برايك .لماذا اتخذت الحكومة قرار العزل؟
ما هي عواقب الخروج وعدم إتباع التعليمات؟
وغيرها من الأسئلة التي ترشدهم لفعل الصواب ويبقي العامل الأساسي في نجاح الأسر هو تنظيم أوقات الأطفال والتواصل معهم وعدم تركهم فترات طويلة رهينة الألعاب الإلكترونية والأجهزة الرقمية بل أيضا إستغلال ذلك العالم الإلكتروني وتسخيره للتعلم ولتوسيع مداركهم وتعلم لغات ومهارات جديدة.
ويمكن أيضا لباقي أفراد الأسرة إستغلال أوقات الفراغ بالحجر المنزلي؛
فعلي سبيل المثال: ١- من الممكن أن نستغل الوقت الزائد في منزلك عن طريق تعلم لغة جديدة عبر الإنترنت.
٢- يمكن عمل جولة سياحية حول العالم عن طريق الهواتف الذكية.
٣- قراءة الكتب والمقالات والروايات المفضلة عبر الإنترنت.
٤- الإضطلاع علي الأحداث من خلال نشرات الأخبار وبرامج التوك شو.
٥- ممارسة الرياضة للحفاظ علي مناعة الجسم ويمكن أن نشارك أطفالنا لتشجيعهم والحفاظ علي سلامة أجسامهم.
٦- تعلم المزيد عن طرق الطهي المختلفة.
٧- الحصول علي وقت كاف من النوم لتعزيز جهاز المناعة.
٨- اللعب مع الأطفال واستعادة أيام الطفولة كلعبة السلم والثعبان او بنك الحظ وغيرها.
٩- مشاهدة الأفلام والمسلسلات.
١٠- حفظ القرآن وختمه عدة ختمات والاهتمام بالصلاة في وقتها والاهتمام بالاذكار اليومية فهي حصنا لنا من اي مكروه.
وأخيرا وليس آخرا لا تستسلم للاكتئاب والزعر والقلق ولا تجعله يسيطر عليك(قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) .
حاول تسعد نفسك وتشغل وقتك بما يفيد وتجدد من يومك فربما روتين الحياة تغير قليلا لكن علينا أن نتعامل معه بالشكل الإيجابي السليم.
أدام الله عليكم نعمة الصحة والعافية.
![](https://www.elbyan.com/wp-content/uploads/FB_IMG_1739295339455.jpg?v=1739295357)
مصر تعلن عن عقد قمة طارئة لمنظمة التعاون الإسلامي بشأن القضية الفلسطينية
11 فبراير 2025 - 7:36م
التعليقات