الثلاثاء الموافق 11 - فبراير - 2025م

دكتور رضا عبدالسلام يكتب أم كلثوم…وحمو بيكا!!

دكتور رضا عبدالسلام يكتب أم كلثوم…وحمو بيكا!!

دكتور رضا عبدالسلام يكتب أم كلثوم…وحمو بيكا!!

 

 

تحل اليوم ذكرى رحيل كوكب الشرق، سيدة الغناء العربي أم كلثوم، وشتان بين جمهورية أم كلثوم، وجمهورية حمو بيكا!!

 

 

قبل أن يتولى صفوت “الشريف” أمر الإعلام في مصر العظيمة، كان لدينا إعلام وفن وأدب وفكر، وغلب على الأعمال الفنية ما يمكن أن نسميه إعلام وفن بناء وهادف..عندما كان الإعلام والفن رسالة (في الغالب)…

 

 

ولكن وعلى يد صاحب الأيادي الطاهرة ورجاله من السبكية وغيرهم، سرعان ما انقلب كل شيء في مصر، وتحول كل شيء إلى بيزنس وتجارة بكل شيء وبأي شيء…وكان الحصاد بعد كل تلك الرحلة من الهدم بلوغنا مرحلة حمو بيكا ومن على شاكلته…واختفى كل صاحب ذوق رفيع، واقع لا ينكره إلا جاحد أو متكسب أو منتفع…وإلا قل لي من يتصدر المشهد غير بيكا وشطة ونمبروان؟!

 

 

الموضوع أكبر من أغنية…فكلا من نموذج أم كلثوم وحمو بيكا يختصران حال وطن!!! سقط من أعلى عليين إلى أسفل سافلين…للأسف.

 

 

أم كلثوم، تجسد رقي كل شيء (الكلمة، اللحن، الصوت وحتى الجمهور!!!)، نعم جسدت هذا الوطن، الذي كان يوما ما نموذجا في كل شيء، فخرج منها في ذاك العصر الزاهي والزاهر خيرة العلماء والادباء والفقهاء والاقتصاديين والشيوخ العظام والسياسيين الذين لم يتكرروا….الخ.

 

 

فالأمم عندما ترتقي ترتقي في كل شيء وعندما يصيبها العطب يصيبها العطب في كل شيء، تماما مثل أغنية لحمو بيكا، حيث رداءة الصوت، الكلمة، اللحن، وحتى الجمهور الذي يكاد يستر عورته!!

 

 

هذا هو ما حصدناه بعد سنوات من الهدم المتعمد لوطن عظيم ومواطن خلاق ومبدع، ولهذا: المهمة شاقة للغاية، وهي مهمة إعادة بناء وطن ومواطن…تركة ثقيلة للغاية نراها الآن في سلوكياتنا، وفي كم ونوع الجرائم والتفكك ودهس القيم والكفاءات، في مقابل صعود السواقط والافاقين ومن يأكلون على كل الموائد…إنها التفاهة في أبهى معانيها!

 

 

حال وطننا الآن بعد عشرات السنين من الهدم وحال ذات الوطن خلال سنواته الزاهره، هو أشبه بأغنية لأم كلثوم وأخرى لحمو بيكا، الذي هو حصاد لزرع ونبت ردئ، تمت رعايته وتغذيته لعشرات السنين حتى أنتج هذا القيح!!

 

 

وفق الله القائمين على أمر هذا الوطن، لإصلاح ما أفسده المفسدون، لتعود مصر وشعبها العظيم، بتاريخها العظيم، وبقدرات شعبها العظيم، لتبدع وتعلم وتتفوق في كافة ميادين العلم والإبداع…فلا يليق بمصر أن تعيش ما تعيشه الآن من واقع ووزن لا يعكس عظمتها وعظمة شعبها…حفظ الله مصر وشعبها من كل مكروه وسوء .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79741409
تصميم وتطوير