“خالد جزر”.. يكتب: وماذا بعد وطني؟
الوطن هو ذلك المكان الذي ولدت فيه وعشت عليه، وانتمائي له كمجري الدم بالجسد، ولكن هناك من الأشخاص الذي يؤكد ويطبع في القلوب ويرسم عليها حب الأوطان إذا ابتعدوا عنك غاب وطنك، الذي تشعر فيه بالأمان، و السند والظهر، والمودة، والأخوة، والصداقة، والابن، والأهل، والعزوة، والطيبة، وصفاء النية، والتعامل بالفطرة، والصدق، والأمانة، وحب الخير، وخدمة الناس.
لم أكن أتخيل يومُا أن تغيب عني كل هذه الصفات التي كانت تجمعني بأخي الأصغر الذي إتخذ قرار السفر وترك الوطن الأرض، ليذهب ويملأ وطنًا آخر بصفاته الجميلة، ليتركني علي أرض جعلتني أقول: ” وماذا بعد وطني”؟
بالرغم من فضل المولي عز وجل، و حب الناس الذي أنعم الله علي به، وشعوري بالحب والإخوة والصداقة في عيون من أتعامل معهم تجاهي، وكذلك وجود الأهل والعائلة وبقية أشقائي، ولكن كل هذا لم يعوضني غياب شقيقي الذي يصغرني ب عشر سنوات، عن حضني الذي تربي ونشأ فيه، فكان لا يفارقني ولا يغيب عن عيني أبدا، نفرح ونحزن سويًا، حتي بات يقيني إنه الولد والسند، بعد أن رزقني الله بأربع بنات، مع كل مولوده الأهل يرددون دعاءهم ان شاء الله المره الجايه يأتي الولد، كنت أبتسم فأنا والحمد لله عندي الولد وهو أخي وأبني وصديقي “رضا”.
دائمآ أمره شوري معي في اختيار تعليمه، وسكنه، و شريكة حياته، حتي اسم إبنه “زين” أنا من فضلته بين الأسماء، قائمة الإتصالات علي هاتفي المحمول، لا تخلو من وجود صورته علي مدار الساعة، يغضب جدًا عندما يراني حزين، ولكن هذه المرة تحرك وأتخذ قرار السفر وترك الوطن، باحثا عن مستقبل جديد، دون أن يصغي لرجائي له طوال قرابة العام، أن يبتعد عن فكرة الغربة.. وكانت إرادة الله ورغبته فوق الجميع، لتكون بداية لحياة جديدة غاب عني فيها وطني.. ولا يبقي غير الدعاء لأخي بالتوفيق من رب العالمين، وان تتحقق أماله وأحلامه التي لا تأتي إلا بالصبر والعمل والإجتهاد، وأن يسلم من كل شر.
التعليقات