بقلم / جرجس بشرى
رأيت أمس حالة من الغضب الشديد التي ماجت بها مواقع التواصل الإ هوجتماعي ضد الإعلامي المصري ” إبراهيم عيسى ” بعد تصريحاته المسيئة للإسلام وزعمه بأن معجزة ” الإسراء والمعراج ” ليست حقيقية بل هي أسطورة أو خرافة ، والعجيب أنه قبيل هذه التصريحات المستنكرة سبقتها تصريحات أخرى مسيئة لسيدات الصعيد ، عندما قال إبراهيم : ” لو انت من مواليد سنة سبعين لخمسة وسبعين أنا اؤكد لك إن لك صورة لوالدتك بالمايوه وصورة لجدتكcut بالمايوه, أؤكد لك… ” !!! ولست أعلم كيف لإعلامي بحجم إبراهيم عيسى أن ينزلق لفخ التعميم وهو يتكلم عن سيدات الصعيد الشرفاء ، وما الهدف من وراء رسالته الإعلامية هذه ، خاصة ولو طبقنا مقولته على الواقع الفعلي الذي تعيشه سيدات صعيد مصر بل والمرأة المصرية بشكل عام سوف نجد بما لا يدع مجالا لشبه شك ما يهدم هذا الإدعاء ويدحضه دحضا ، خاصة ولو طبقت مقولته على نفسي كواحد من جيل السبعينات فلسوف اكتشف أن رسالته ما هي إلا محض إفتراء ، فما عايشته في قريتنا العظيمة طيلة تواجدي في صعيد مصر لم أر ما يؤكد إدعاءاته ، بل أن والدتي الفاضلة وغيرها من الامهات والسيدات الفضليات ” مسلمات ومسيحبات ” كن وما زال معظمهن للآن يضعن غطاء للرأس ويلبسن ملابس محتشمة ” ، كما أن واقع الأعمال الدرامية والسينما والمسرح الفترة التي تكلم عليها إبراهيم عيسى لم تكن تصور سيدات مصر في الصعيد أو في مصر بوجه عام بالطريقة التي يتحدث عنها ، إلا إذا اقتضت الضرورة والحبكة الدرامية ، مثل تواجد سيدة على البلاج أو البسيم أو…أو… في بعض المشاهد القليلة ، بل كانت هناك فقرات رقص في بعض الإفلام لراقصات في هذه الفترة لم يرقصن بمايوه !!! بل ببدلة رقص طويلة !!! والسؤال هنا : ما الذي يريد إبراهيم عيسى إيصاله للمتلقي المصري ؟!! فهل يريد أن يجعل مثل هذه الملابس إتجاها عاما في مصر ؟!! وعلى يريد أن يجعل تمرير مظاهر العري في المجتمع أمرا معتادا وواقعا في الشارع المصري ؟!!ومن المؤكد أن مثل هذه الرسائل الإعلامية المبطنة تحمل في طياتها حربا علنية على قيم المجتمع وعدوانا سافرا على القيم الدينية ، فحرية الملبس لكل سيدة مكفول ولكن بضوابط تتماشي مع اللياقة والتحضر المتزن وثوابت الدين ، نأتي للنقطة الأخطر وهي تعرض الإعلامي إبراهيم عيسى لثوابت الدين بالنقد ، ودون دراية للمسألة التي يتحدث عنها من كافة الجوانب ، ودون سؤال أهل العلم من رجال الأزهر الشريف ، والأغرب من ذلك هو الجزم بأن معجزة الإسراء والمعراج أسطورة او خرافة ، جزما قاطعا امام الجماهير الغفيرة والعوام ،مع أن الجدل في مثل هذه المسائل العقيدية مكانه دور العبادة أو أماكن البحث ، ولو لم يكن في دور العبادة أو أماكن البحث والعلم ،كان أجدى به بجانب رأيه أن يستطلع على الهواء آراء متخصصين , والسؤال الأخطر هنا : لماذا بالذات معجزة الإسراء والمعراج هي فقط التي تناولها إبراهيم عيسى بالطعن وتوجيه الإتهام اليقيني من وجهة نظره إليها بإعتبار أنها اسطورة وخرافة ولم تحدث ؟!!! ولماذا تناول معجزة إلإسراء والمعراج في هذا التوقيت بالذات ؟!! والحق أقول وربما لن أكون مبالغا إذا قلت – كمصري مسيحي – مطلع وقاري ء للأديان ، أن الهدف ينطوي على ما هو أبعد من الإساءة للإسلام ، وأنا شخصيا ضد الإساءة للإسلام أو المسيحية أو أي دين ، فمن الثابت أن هناك مخططا ماسونيا يتم إعادة طبخه بقوة الآن يستهدف تدمير الأديان وتفريغها من مضمونها وإضعاف تأثيرها في نفوس معتنقيها سواء من المسلمين أو المسيحيين ، وتحديدا ( الإسلام السني والمسيحية الأرثوذكسية ) ، خاصة بعد أن تغلغلت الماسونية العالمية في كنف كنيسة روما الكاثوليكية ” الفاتيكان ” بدء من المجمع الفاتيكاني الثاني في سستينيات القرن الماضي ، حيث وبحسب حوار كانت قد أجرته قناة روسيا اليوم مع باحثة بوزارة الخارجية الروسية ، اخترقت الماسونية العالمية اكثر من ١٣٣ رجل دين في الفاتيكان واتوا بباباوات لا ينفذون مهمة الحفاظ على الإيمان بل تدمير العقيدة مع الإبقاء على الشكل الخارجي للمؤسسة الدينية !!! والمخطط الذي تسعى إليه الماسونية هو اختراق كافة المؤسسات الدينية العملاقة ولم وتحييدها ، تحت شعارات التنوير والإصلاح ، تمهيدا لبناء هيكل سليمان المبني على انقاض المسجد الاقصى،فنص الآية القرآنية الكريمة التي طعن فيها إبراهيم عيسى
{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} . والمتابع الجيد لمخططات الصهيونية العالمية في المنطقة والحركة الماسونية لسوف يجد للوهلة الأولى دون أدنى مجهود أن الطعن في هذه الآية بالذات تخدم المخطط الصهيوني بقوة ، ربما تسألني : كيف ؟! فأقول لك أن الطعن في هذه الآية تحديدا هو نسف لفكرة وجود المسجد الأقصى في الأساس في القدس ، وربما تقول وما الفائدة التي تعم على الصهيونية العالمية والحركة الماسونية من نسف فكرة وجود المسجد الاقصى بالقدس؟!! أقول لك ، أن نسف الفكرة يعني نسف وجود المسجد الاقصى الذي هو مقام اساسا على انقاض هيكل سليمان ،وبالتالي الزعم بان المسجد الأقصى خرافة إستنادا إلى أن معجزة الإسراء والمعراج خرافة ، أمر خطير يستهدف نزع قدسية ومكانة المسجد في قلوب اكثر من مليار ونصف مسلم ، مما يسهل على الكيان الصهيوني المحتل للاراضي الفلسطينية إضفاء مزيدا من إعمال أعمال التخريب والتدمير والعبث بالمسجد الاقصى تمهيدا لبناء هيكل سليمان الذي تخرب ، وإقامة مملكة إسرائيل المزعومة التي ستمتد وفقا لمخططهم الجهنمي من النيل للفرات !!!! كما أن تناول هذه المعجزة بالذات بالطعن في هذا التوقيت حاء بعد اللطمة القوية التي وجهها فضيلة شيخ الازهر د أحمد الطيب لمخطط الدين العالمي الموحد الذي كانت تخطط له الماسونية العالمية وبرعاية بابا الفاتيكان ، حيث اجهض فضيلته هذا المخطط الآثم الذي كان يستهدف تذويب الإسلام والمسيحية واليهودية في دين واحد !!!!! وهو الدين الإبراهيمي ، وسوف يسطر التاريخ لفضيلة شيخ الازهر وللازهر الشريف هذا الموقف بحروف من نور ، خاصة وأن قطاع عريض من مسلمي مصر وأقباطها بل واساقفة من المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية استنكروا هذا الدين الموحد أيضا ، وفي نهاية هذا المقال أود أن أقول لكل من يخططون لهدم الأديان بعد هاتين الواقعتين : لعلكم تعلمتم الدرس جيدا وأدركتم أن الدين عند المصريين مكانه القلوب والمساس به خطا أحمر ، وأحيي أيضا وعي الشعب المصري الذي انتفض لهذه الفوضى الإعلامية التي تسهدف المساس بالدين ، وكذلك أحيي الازهر الشريف الذي انتفض وبسرعة مع وزارة الأوقاف للرد ، وكذلك تحية خالصة للنائب العام حمادة الصاوي لبدء فتح التحقيقات في البلاغات المقدمة ضد إبراهيم عيسى لتهدئة الجماهير وإخماد هذه الفتنة ، مع التأكيد على أن حرية الرأي والتعبير مصونة بالدستور والقانون ولكن بضوابط ، فلليست الحرية هي أن يطلق الإعلامي أو الكاتب العنان لفكره لنشر ما يهدم قيم المجتمع وثوابته الدينية والأخلاقية والوطنية ، ففي هذه الحالة يكون الأمر قد خرج عن نطاق حرية الرأي ليواجه بقوة القانون
حفظ الله مصر وشعبها وأزهرها وكنيستها من كل سوء
التعليقات