لا شك أن التعليم جوهر كل إنسان، وهو جانب لا يمكن ولا يجب الاستغناء عنه أو تجاهله؛ وذلك لأهميته العظيمة في بناء شخصية الإنسان وتثقيفه، ولا سيما بداية التخطيط لمستقبل ناجح ومليء بالإنجازات، كما أنه طموح لا حصر له ولا نهاية.

لا يمكننا القول بعد الانتهاء من فترة الدراسة؛ حيث أنها فترة لا يمكن لها أن تنتهي، فكل يوم جديد هو بمثابة تعلم أمور جديدة، وكل كتاب يقرأ هو طريق مختلف لمنارة مضيئة، لذا لنقل بعد الانتهاء من فترة الدراسة الأكاديمية، والتي تختلف نهايتها من شخص لأخر؛ حيث من الممكن أن تكون نهاية هذه الدراسة بالنسبة لشخصٍ ما هي الجامعة وبالنسبة لأخر هي المدرسة الثانوية، وعلى الرغم من هذا الاختلاف إلا أن النتيجة واحدة؛ حيث هنا تبدأ مرحلة العمل بالنسبة للجميع، وكل فرد يتوجه إلى المجال الذي يحب أو سوق العمل الذي يريد العمل به، مثل سوق السيارات على سبيل المثال.

يوجد آلاف التخصصات وقطاعات العمل التي يمكن أن يشغلها الإنسان، ويختلف كل مجال بالأجر الذي يحصل عليه صاحبه مقابل تعبه، ومن أبرز التخصصات المعروفة بأجرها العالي؛ تخصص تكنولوجيا المعلومات، وذلك نظراً للثورة التكنولوجية التي نشهدها في مختلف مجالات الأعمال، حيث تلقى تخصص تكنولوجيا المعلومات إقبالاً كبيراً من الطلبة، وذلك مواكبةً لأهم التطورات التكنولوجية التي أقبلت علينا، وهذا الإقبال أدى بدوره إلى تراجع أو اختفاء تخصصات أخرى.

وفقاً لإحصائيات شركة غلاس دور التي تتخصص في الوظائف والمهن؛ فقد أطلقت قائمة تشمل على أفضل خمسين وظيفة في الولايات المتحدة لعام 2019، وكان من ضمن هذه اللائحة وظيفة متعلقة بقطاع التكنولوجيا، بالإضافة إلى أنها واحدة من أعلى الوظائف أجراً، معتمدة في تقريرها على ثلاثة محاور، هي: تقييم الرضا وحصر عدد وجود وظائف خالية وفرص الحصول على وظيفة.

كانت وظائف التكنولوجيا الأبرز مع الأجر وفقاً إلى هذا التقرير كالأتي: مهندس حلول (127 ألف دولار).

عالم بيانات (108 آلاف دولار)، مهندس أمن معلومات (102 ألف دولار)، مصمم منتجات (100 ألف دولار)، مصمّم واجهة استخدام (89 ألف دولار)، مطور لغة الجافا (85 ألف دولار)، مهندس برمجيات (80 ألف دولار)، مهندس أنظمة (90 ألف دولار)، مطوّر تطبيقات (77 ألف دولار)، وتصدر هذه الوظائف من حيث الأعلى أجراً وظيفة؛ مدير هندسة البرمجيات بمتوسط راتب سنوي (153 ألف دولار).

أكد الكثير من الخبراء والمتخصصين بأن سوق العمل لا يمكن أن يبقى كالسابق من حيث الوظائف والمهن، وأن العالم سيحتاج في السنوات المقبلة الكثير من الأيدي العاملة بالتخصصات التكنولوجية؛ من هندسة حاسوب وبرمجة وغيرها، لأنهم من سوف يعمل على إنتاج الروبوتات الذكية والآلات التي لطالما حلمنا بوجودها، والتي على المدى البعيد ستحل محل الكثير من العاملين، مثل: المهندس المعماري وحتى الأطباء. 

يذكر أيضاً أن هذه التخصصات توسعت مسيرتها بشكل أكبر منذ ظهور ما يعرف بالتجارة الإلكترونية ومواقع التسوق والتسويق الإلكتروني، بالإضافة إلى ظهور منصات اعلانات إلكترونية والكثير من التطبيقات الذكية.