الثلاثاء الموافق 25 - فبراير - 2025م

بعد ثورة يناير انهيار صناعة الفخار بعزبة الناموس

بعد ثورة يناير انهيار صناعة الفخار بعزبة الناموس

تحقيق / شيرين لقوشة

فى الوقت الذى تعانى فيه مصر من ازمة اقتصادية طاحنه تستمر حالة انقراض الصناعات اليدوية واستبدالها بالمنتجات الصينية المستوردة بسبب وجود عراقيل منذ عشرات السنين وقفت فى طريق هذه الصناعات لعدم تطويرها واستخدمها كركن اساسي فى النهوض الاقتصادى والقضاء على البطالة نتيجة لسياسات حكومية خاطئه ومن بين هذه الصناعات اليدوية ” الفواخير ” والتى تعانى من مأساة حقيقية كادت على الفناء وتشريد اكثر من ١٥ الف عامل على مستوى الجمهورية برغم انها احدى الموروثات الفرعونية المصرية الذين استخدموا فيها الطمى لعمل اشكالا مختلفة وتفننوا فيها لجعلها صناعه متفردة لمصر

وكانت ( عزبة الناموس او منشأة مبارك ) التابعه لمركز سمنود محافظة الغربية هى النقطة المحورية لتلك الصناعة التى يتعدى سكانها ال 100 منزل أغلبهم بالطوب اللبن والبعض الآخر بالمُسلح وشوارع لا تتعدي ال3 أمتار ملقى فيها العشرات من التحف والانتيكات المصنوعه من الفخار فى معارض فنيه لا تجد من يحنو عليها ويشتريها على العكس فى دول اخرى يعتبروا تلك الصناعه هى كنز بكل ما تحمله الكلمه تجلب لهم اموالا طائلة ويصدروها الى العالم الاخر فى تفاخر فتلك الصناعة تعد من المورثات و حكرًا عليهم من قديم الزمان منذ ما يقرب من ال 70 عام تعلموها من الآباء والأجداد

الا ان اصبح الحال على مر السنوات من سيىء لاسوأ فقد كانت العزبة بها مايقرب من ٢٦٠ مصنع لإنتاج الفخار بجميع أنواعه من ( القلة – الزير – برامات – صحون – بياضات – شَقف لواجهات المنازل) قبل ثورة يناير ٢٠١١ برغم صغر مساحتها ومع كثرة ارتفاع شراء المستلزمات الإنتاجية مثل
النشارة من دمياط والطين من قرية محلة زياد والقرى المجاورة التى كانت المصدر الرئيسى للحصول على الطمى وتجريف اراضيها الزراعية وانطلاق المقطورات المحمله به او كما يسمونها ” الشرب ” والأيدي العاملة الهاربة من قلة الأجور
كل ذلك ادى الى تدهورها شيئا فشيئا حتى تقلص عدد المصانع فى ما يقرب من ٧ سنوان إلى 20 مصنع تقريبا

وفى جولة ميدانية اصطحبنا فيها احد العمال للتعرف على كيفية صناعه الفخار ليبدأ بفصل الشوائب بإذابة كتل الطين وفركها كل ذلك خارج المصنع داخل قطعة محاطة بماء لجعله لينًا ثم تأتي المرحلة الأهم وهي تصنيع وتشكيل الطين إلى منتجات فخارية بواسطة عاملين كلاهما يمتطي قرصا دائريا للف الفخار وتشكيله
ثم يأتي دور التنشيف وجعله يقابل الهواء يومين قبل وضعه في افران ويقفل عليها بإحكام حتى يستوي ويتحمص وبعد ذلك عملية إخراجه من الفرن وتعبئة سيارات النقل متجهة إلى محافظات الفيوم والبحيرة والصعيد أو تُعبأ عربات الكارو لتجوب القرى والنجوع والكفور وبيع القطع الخزفية المتفحمة

وعن معاناة العمال اكد ان الاجور الزهيدة الذين نتقاضاها هى اهم مشكلة لدينا فالعامل قد يحصل على يومية ٩٠ جنيها فقط برغم متاعب المهنة الشاقة بالاضافة الى اننا غير مؤمن علينا ونتعرض يوميا الى مخاطر الاصابة بالامراض الصدريه لاحتكاكنا بالطمى والادخنه المستمره وعدم مساندة الحكومة ودعمها للصناعه والعاملين فيها جعل منها صناعه مهمشة لا تجد رواجا حقيقيا يستحقها فهى فن يحتاج لمن يقدره وللاسف كل هذا يزيد من الاعباء والضغوط النفسية التى نعيشها فلا نجد دعم مادى يضاهى حجم المشقة ولا نجد دعم معنوى او تقدير للصناعه ومن هنا يلجأ العمال للفرار بحثا عن مصدر رزق اخر يستطيع فيه الحصول على الاموال لسد احتياجات اسرته والمكسب السريع

وفى سياق متصل اوضح صاحب مصنع ان قيام بعضهم بغلق مصانعهم نظرا لتعرضهم لخسائر ماديه فادحة منذ عدة سنوات و ترجع لعدة اسباب اهمها عدم وجود طمى بسبب اعمال تجريف الاراضى الزراعيه للبناء عليها وبالتالى يؤثر هذا على الاسعار لترتفع بصورة مبالغ فيها حتى وصل سعر النقله التى تستخدم على يومين فقط ٥٠٠ جنيه ، ايضا زيادة اسعار نشاره الخشب التى تستخدم فى اشعال الموقد وذلك بسبب جشع بعض النجارين الذين يفضلون بيع النشارة لاصحاب مزارع الفراخ باسعار مرتفعه جدا مستغليين حاجتهم لها بالاضافة الى ارتفاع تكلفة النقل وكل هذا فى ظل انخفاض سعر المنتج وضعف الاقبال عليه بالاضافة الى هروب عملاء الفيوم التى كانت هى اكثرهم شراء الى قرى اخرى بحثا عن اسعار منخفضة وبالتالى كل هذا اثر سلبا على الصناعه حتى اوشكت على الفناء ..

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

إعلان بنك مصر

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 80047507
تصميم وتطوير