الخميس الموافق 06 - فبراير - 2025م

الناسخ والمنسوخ و تجفيف منابع الإرهاب ….

الناسخ والمنسوخ و تجفيف منابع الإرهاب ….

بقلم .. السيد الفضــــالي

سنبين في هذا اللقاء كيف تم تحويل الدعوه الإسلاميه من الحكمه والموعظة الحسنه إلى السيف والقتل والزعم بأن 120 آيه من كتاب الله نسخت بآية السيف هي حماقه غريبه دلت على أن مشايخنا الأفاضل في زمن التقدم العلمي وسباق الحضارات جهلوا القرآن ونسوا بهذا الجهل كيف يدعون إلى الله ومن المؤكد أن من أسباب فشل الدعوه الإسلاميه في أداء رسالتها الظن بأن السيف هو الذي يؤدي واجب التبليغ وهذا ما قزم الرساله المحمديه وجعلها للإستهلاك المحلي وفقدت الرحمه والعالميه وضاع قول الله تعالى وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين . وسنستعرض الآيه الأساسيه التي حرفها الناسخ والمنسوخ والتي كانت عائق أمام المجتهدين في فهم كتاب الله وفقهها فقهاً جديداً معاصراً وسنبين كيف أن الآيه تتحدث عن السلام وحولها الساده الفقهاء إلى قتل وقتال وكيف خلقوا الإرهاب من السلام قال تعالى : ( وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ .. وهذه الآيه يعتبرها الساده الفقهاء الآيه الأساسيه للقتل والقتال وسنبين أن الآيه تتحدث عن السلام وليس القتل والقتال فقد جاءت الآيه بأمر صريح عن الإعداد في قوله ( وأعدوا ) ثم جاء الضمير ( به ) عائداً على قوله رباط الخيل فلو كان الضمير عائداً على لفظ ( القوه ) لقال ( بها ) من باب التذكير والتأنيس لكن الله أعاد الضمير ( به ) إلى قوله : رباط الخيل كإعداد لقوة ردع المعتدين بما لا يعني إستخدام القوه وإرهاب الناس ضمن جماعات هنا وهناك ليدخل رباط الخيل ضمن الإعداد في قوة مؤسسات الدوله من قوه عسكريه ومخابراتيه وإقتصاديه وإعلام وصحافه وهذا لا يمكن أن تملكه جماعات إرهابيه متفرقه هنا وهناك ولا يمكن أن تكون قادره على هذا الإعداد ويستحيل ممارسة الإعداد بهذا المفهوم إلا ضمن دوله لها كيان سياسي وإستقرار وهذا ما يشير إليه قوله تعالى : رباط الخيل . ولفظ الخيل من فعل خيل وهو للإعداد كما جاء بهذا المفهوم في قوله تعالى : { واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا } فليس لإبليس خيل بأربع أرجل والمقصود من قوله تعالى ( ترهبون ) هو إرهاب الآخرين بقوة السلاح الذي تملكه الدوله كقوه لردع الآخرين من الهجوم عليها وقوله تعالى : ( وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ) هنا يتحدث عن النفاق فلا ينافقك إلا من هو أقل منك قوه كما نجد في هذه الأيام جميع دول العالم حليفه للولايات المتحده الأمريكيه والمهيمنه على العالم بقوتها السياسيه والعسكريه والإقتصاديه فإذا ما ضعفت الولايات النتحده الأمريكيه لتركها الكثير من دول العالم كما حدث ذلك مع نهاية قوة الإتحاد السوفيتي وتفكيكه لذا قال تعالى : وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وهذا تصديقا للنص القرآني على واقع الحياه وهنا نجد مصداقية كلامه في قرآنه مع كلماته في الوجود .. ثم تأتي الآيه التي تليها معطوفة عليها بقوله تعالى ( وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ) هنا لا يمكن بأي حال من الأحوال إحداث سلام بين مجموعات متفرقه بل يكون السلام بين دول لها كيان دولي سياسي وإقتصادي ودوله ضمن دول العالم في عصبة الأمم المتحده .. في قوله تعالى : إن جنحوا للسلم فاجنح لها ولفظ ( للسلم ) هو مشتق من إسم السلام وهو مذكر ودليل تذكيره أنه من أسماء الله الحسنى فلماذا قال ( لها ) وإستخدم ضمير التأنيث مع المذكر ولم يقل إن جنحوا للسلم فاجنح له ( له ) بل قال لها هنا أعاد الضمير ( لها ) إلى لفظ القوه في أول الآيه وهنا تجلت علينا مصداقية الآيه مع واقع الحياه وأن الله يريد أن يقول لنا لا يمكن إقامة سلام عادل بين دولتين دون توافر القوه بينهما وصدق الله العظيم فلم نسمع من قال في التاريخ لا القديم ولا الحديث أن السلام خيار إستراتيجي ولولا نصر أكتوبر 73 بعد الإعداد الذي أعده السادات للقوات المسلحه المصريه أرهب به الإسرائليين فما جنحت إسرائيل إلى السلام مع مصر إلا بقوة إعداد قواتنا المسلحه إعداد كامل وقد إختصره الرئيس محمد أنور السادات بقوله إن مصر اليوم أصبح لها درع وسيف .. لكن الساده الفقهاء لم يفهموا دلالات الآيات وفهموها فهماً خاطئاً ولهذا كانوا مضطرين أن يضعوا أن ينسبوا لكتاب الله الناسخ والمنسوخ ونسوا أن لكل آيه حقل تعمل فيه وحتماً وأن يطابق واقع الحياه لمصداقية النص مع الواقع .. وأعلم أن ما كتبته سوف ينكره الكثيرون فالنفس تأنس لما تهواه وتعشق ما استقرت عليه حتى لو توسمت الحقيقه كما أعلم أن قارئ هذا الحديث سيبدأ ونفسه مسبقة بالعداء والتجني والرفض مع سبق الإصرار على عدم التفكير وإستعمال العقل

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79625894
تصميم وتطوير