الأحد الموافق 22 - ديسمبر - 2024م

المناخ يهدد المنطقة العربية وتدفع بمصيرها إلي حافة الهاوية .. «تقرير»

المناخ يهدد المنطقة العربية وتدفع بمصيرها إلي حافة الهاوية .. «تقرير»

تقرير : إيمان حامد 

أصبح تغير المناخ يظهر ملامحه بكل قوة في المنطقة العربية مهددا أهم مواردها الطبيعية، وهي المياه، وسط تحذيرات أصدرتها الأمم المتحدة من زيادة الصراعات وعدم الاستقرار في المنطقة نتيجة ندرة المياه.

وقال رولا عبد الله دشتي، الأمينة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا ” الإسكوا” خلال ندوة نظمتها اللجنة بالتعاون مع جامعة الدول العربية على هامش مؤتمر الأمم المتحدة للمياه في نيويورك، إنه في ملف المياه فإن المنطقة “ليست على المسار الصحيح”.

وأوضح خلال الندوة التي حملت عنوان “الالتزام المشترك للمنطقة العربية لتسريع تحقيق الأمن المائي”، بحضور وزراء ومسؤولين وخبراء ان 50 مليون شخص في المنطقة العربية يفتقرون لمياه الشرب، و90 % من السكان يعيشون في بلدان نادرة المياه مشيرا إلي أن المياه تعتبر في المنطقة العربية مصدرا للازدهار، ولكنها أيضا سبب محتمل لعدم الاستقرار والصراع، فندرة المياه فيها تتعلق بالأمن المائي والغذائي

مؤكدا علي ضرورة الالتزام بـ”دبلوماسية المياه” بين الدول، عبر التعاون في مجال المياه عبر الحدود .

اكد الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، والخبير الاستراتيجي بالجمعية العامة لمنظمة الأغذية التابعة للأمم المتحدة “فاو” علي أن ما ذكرته مسؤولة الأمم المتحدة حذر منه أيضا التقرير السنوي للمنظمة العربية للتنمية الزراعية وهو أن الدول العربية الـ22 منها 19 دولة تعاني من الندرة المائية، ولا يوجد سوى 3 دول غنية مائيا أو فوق خط الفقر المائي، هي موريتانيا والعراق والسودان، وحتى العراق بعد السدود ” التي تبنيها تركيا وإيران على منابع أنهار العراق ” أصبح أمنه المائي مهددا.

واضاف نادر نور الدين انه ليس من السهل تنمية الموارد المائية كالأنهار والبحيرات العذبة والأمطار، لأنها ثابتة في العالم، بينما عدد السكان في ازدياد موضحا أن المنطقة العربية من أكثر مناطق العالم جفافا، والأمطار قليلة، أما نسبة التبخر فمرتفعة ولا توجد أنهار فيها سوى في لبنان وسوريا والعراق ومصر والسودان، فيما يعتمد الأغلبية على المياه الجوفية كما ان المناخ الصحراوي أيضا عامل مؤثر، حيث أن 80 % من مساحة المنطقة العربية صحراوية .

واشار أستاذ الموارد المائية إلى دور سوء الاستهلاك البشري في تهديد المتوفر من المياه إلي جانب شح المياه لأسباب طبيعية مضيفا ان بقاء الزراعة في أماكن كثيرة بنظم الري التقليدية يهدر المياه، والحل هو تطوير نظم الري، خاصة أن الزراعة تستهلك من 80- 90 % من مياه المنطقة.

وتابع ان البذخ في الاستهلاك المنزلي يهدد أيضا الأمن المائي، والحل في برامج التوعية وأن تغير المناخ ايضا ناجم عن سوء تعامل الإنسان مع البيئة تسبب في ارتفاع درجة حرارة الأرض، ما يعني زيادة التبخر، وفي نفس الوقت زيادة استهلاك البشر والنباتات للمياه كما ان ارتفاع الحرارة سيزيد استخدام المكيفات التي تستهلك بدورها مياه.

وألتفت إلي الحرارة المرتفعة ستزيد مستوى سطح البحر ” بذوبان الأنهار الثلجية” ما يعني أن تطغى مياه البحر المالحة على الأراضي الزراعية المجاورة له، فتحتاج لمياه عذبة لغسيلها وهذا يعني الحاجة لمعالجة مياه المخلفات الصناعية والزراعية والصرف الصحي، وهو أمر مكلف للغاية.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 78662466
تصميم وتطوير