الخميس الموافق 06 - فبراير - 2025م

الغطريفى يكتب .. حافظوا على أرضكم المقدسة .

الغطريفى يكتب .. حافظوا على أرضكم المقدسة .

بقلم = علاء الغطريفى
هناك دروس لا يمكننا تجاوزها من المشهد الأخير فى سيناء وما فعله الجيش المصرى ليحمى قطعة من أرض الوطن لكى لا تدنس برفع علم الإرهابيين عليها ولو لدقائق، لأنه كان الهدف والمبتغى لتنظيم بيت المقدس الإرهابى، أى أن يرفرف علمهم على مبنى يرمز للدولة المصرية «قسم الشيخ زويد»، حتى يتم التصوير ومن ثم البث فتنكسر الروح المعنوية، ويرى العالم الوضع على غير الحقيقة، وبعدها بالطبع نسخ كربونية مما حدث فى بقاع أخرى فى الوطن العربى، وإلى الدروس التى نراها لازمة فى لحظة أزمة:

■ ارتفعت وتيرة عمليات التنظيم الإرهابى بشكل يشير إلى خطورة تستحق الوقوف أمامها نظراً للجرأة التى استخدمت، والتى باتت تمثل منحى جديداً يتجاوز العمليات التقليدية، فقد انتقل التنظيم إلى مرحلة أو محاولة لاحتلال الأرض أو الجغرافيا.

■ نجحت الدولة فى اختبار مهم على الأرض، لأنها كانت أمام خيارين، كلاهما مر، «استخدام القوة بشكل شامل لإنهاء العملية الإرهابية برمتها، ومن ثم سقوط ضحايا من المدنيين أو الانتظار، مما يسمح للإرهابيين بتسجيل موقف رمزى على الوطن وتسجيله وفق أساليبهم المتبعة».

■ العملية العسكرية تشكل نقطة فاصلة فى الحرب على الإرهاب فى سيناء، لأنها أثبتت قدرة الجيش على مواجهة عصابات الإرهاب المسلحة حتى وإن لجأت لحرب شوارع لا تجيدها الجيوش النظامية، فالعملية التى جرت بقوات الصاعقة مع مختلف الأسلحة بما فيها سلاح الجو، وأيضاً قوات الشرطة التى استبسلت للدفاع عن قسم «الشيخ زويد» لساعات قبل أن تنهى القوات المسلحة الأمر.

■ اصطف المصريون وراء جيشهم متناسين أى شىء فى جدال الداخل وصراعاته فى مقابل صون الأرض «الكرامة بالحفاظ على الأرض» التى هى العرض، فلن يقبل أى مصرى أن ينتهك عرضه أو تستلب أرضه.

■ أثبتت الواقعة أن الدولة لا بد أن تفكر فى وسيلة أخرى توفر لوسائل الإعلام تدفقاً إخبارياً منضبطاً فيما يخص قضايا الإرهاب، وتحديداً ما يحدث فى سيناء حتى لا نترك المصريين لمنابر الصخب والإثارة والهوى، فهنا لا بد من وقفة ما دمت تتحدث عما يسمى حروب الإعلام أو حروب الجيل السابع عشر والثامن عشر..!! فالأجدى أن توفر المعلومات وليس بأن تلوم الصحف والفضائيات.

■ محاولات البعض شيطنة الإعلام بل وتخوينه والتعريض به ليس إلا تصنيعاً لماكينة «التقييد» تحت ادعاء «نحن على الحافة» و«نحن فى خطر» و«حرام عليكم البلد» وغيرها من شعارات الغرض التى تتخفى وراءها أهداف العصف بالحريات والاستبداد وصناعة الآلهة.

■ لا يمكن إغفال التطورات فى قطاع غزة بين «حماس» والتنظيمات المتطرفة، فهى ستفرض وضعاً ينبغى التحسب له فى مستقبل الأيام، إضافة إلى الادعاءات الإسرائيلية بإطلاق صواريخ تجاه جنوب إسرائيل من الأراضى المصرية.

■ قصة سيناء تحتاج من المؤسسات رؤية أخرى ليست بانعقاد لجنة أو مجلس ما يسمى تنمية سيناء أو لجان تضم «أبوالعينين وغيره»، المسألة يلزمها استنفار وطنى. فهذه القطعة هى مصر فإن اضطربت أو مُست فإنها هزيمة لهذا الوطن.

فى النهاية كلما حدث أمر ما فى سيناء انفعلنا وعلت أصوات وانطلقت صرخات تحذير وبعد أن ينفض مولد الاهتمام، تعود الأمور إلى ما كانت عليه، المسئولية على الجميع وللجميع فأفيقوا حتى تحافظوا على الأرض

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79619764
تصميم وتطوير