الخميس الموافق 06 - فبراير - 2025م

الضمير والعمل سبيل نهضة المجتمع.  

الضمير والعمل سبيل نهضة المجتمع.  

 

بقلم /حازم سيد احمد

 

((بل الإنسان على نفسه بصيرة)) سورة القيامةوحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث وابصة ابن معبد الذي سأل الرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم فقال له: (يا وابصة، استفت قلبك، البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في القلب وتردد في الصدر وإن أفتاك المفتون.

 

وعندم يكون الإنسان بلا ضمير ماذا يبقى .. ؟ وعندما نبيع الضمير…ماذا يبقى؟!!!وعندم نبيع ضمائرنا بأبخس الأثمان ،فليس من السهل أن يعرض الإنسان ضميره للبيع ، ولكن من السهل أن تجد فئة من البشر أشهرت ضمائرها للبيع ،وعندم تضيع الأمانات بين  الأيادى الإنتهازية ،وعندم تنزع الرحمه من قلوب البشر ، وعندم ينتصر حب الذات على حب الوطن ، ودائما كلمة الضمير تتردد كثيراًعند الأخلاقين والإجتماعين  وعلماء النفس ،والناس إذا أردوا مدح إنسان لأنه تصرف طبقاً للمبادىء التى يؤمن بها  وشعر بمسؤليته أمام نفسه  فيقولوا عنه  رجل ذو ضمير ، فمن  الواضح أن المقصود بالضمير في هذه الأحوال كلها هو الحاكم الذي نطيعه والرقيب المشرف على إرادتنا في داخل أنفسنا، والحارس الساهر على المحافظة على المبادئ التي يجب أن نعمل بمقتضاها.وأن هذا الضمير  يباشر وظيفته داخل الإنسان على أساس إدراكه قيمة الأفعال والأقوال، وإدراك أحكامها وآثارها من غير أن يبالي بالعواطف والأهواء والمصالح الشخصية. إن هذا الذي نسميه الضميرشيء يتميز به الإنسان، و إن المسلم يشعر شعوراً كاملاً بأنه يجد داخل نفسه حاكماً يحكم تصرفاته، وحارساً يقظاً يبصره بأخطائه، ويؤنبه عليها، كما يشعر بوجود وازع ودافع إلى الخير، وإلى ما ينفع نفسه وغيره، وزاجر يزجره عن الشر، ويقيم في النفس معركة ضده.ويمكن لنا أن نسمي هذا الضمير بالبصيرة  والمراقبة  ، والإيمان ، والخوف من الله  و….، لأنه يكون حارس  لحدود الله وحاكم بحكمه ، ومؤنب للإنسان بسبب  بسبب مخالفته ومعصيته لربه،ولذلك عندم سئل الرسول عن الإحسان قال صلى الله عليه وسلم ((الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك))

 

ويؤسفني أن نجد صرح الأخلاق بين بعض من المسلمين منعدماً و كان الإسلام في نفوسهم وفي حياتهم شعاراً فقط واسماً لا مدلول له في الجانب العملي، فقد سبق أن عرفنا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه بعث بشرع من عند الله من أجل  إتمام مكارم الأخلاق. فأي إنسان يعمل بهذا الشرع ويلتزم به هو قمة أخلاقية والعمل، وأي إنسان يهمل هذا الشرع أو ينبذه هو  مثل سيء في مجال الأخلاق والعمل ،  وإن ملأ الدنيا بالدعاوى، واستدرج البسطاء إلى تصديقه. لأن فى الأصل أن يكون الإنسان مربى على العقيدة والمنهج الإسلامى  الصحيح  ، ويكون صلته بالله صلة وثيقة ،لأنه إذا مات الضمير أصبح كل شيئا مباح ، وهنا فلابد من قفة مع النفس من أجل محاسبتها، وهي حثٌ للإرادة الإنسانية على التدخّل لتعديل مسارات تفرضها عادةً سلبيات الأوضاع الخاصّة والظروف العامّة المحيطةبنا ، والعمل والإنتاج هو السبيل للنهوض بمصر وشعبها ، ولا أجد أحدا يشك فى أهمية الضمير فى العمل  ووجوده فى حياتنا العامة والخاصة ، أو على مستوى الفرد أو المجتمع أو الدوله ،، والدول والمجتمعات تقاس جديتها وتقدمها باهتمامها بالعمل، والدول المتقدمة في العصر الحاضر لم تصل إلى هذا المستوى من التقدم في العلوم والفضاء والتقنية إلا بجدية أبنائها في العمل، وأسلافنا المسلمون السابقون لم يبنوا حضاراتهم الإنسانية الكبيرة إلا بإخلاصهم في العمل، ولقد حصل التراجع والتأخر للمسلمين في الوقت الحاضر لعدم جديتهم في العمل مع أن الدين الإسلامي يحث على العمل الجاد، فالإسلام اعتبر العمل حق لكل مسلم، وحارب البطالة لآثارها السلبية على المجتمعات والأسر، بل إنه ذهب إلى أبعد من ذلك عندما جعل العمل المفيد من أسباب الثواب وزيادة الحسنات، وقد ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تتعلق بهذه المعاني ومن ذلك {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} وقوله تعالى {وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ} كما أن السنّة الشريفة تضمنت العديد من النصوص التي تحث على العمل والكسب الحلال (ما أكل أحد طعاماً خيراً من أن يأكل من عمل يده).. وقوله صلى الله عليه وسلم (من أمسى كالاًّ من عمل يده أمسى مغفوراً له).فلو أى إنسان أهمل فى عمله سيلحق الضرر  على نفسه وعلى المجتمع ، ولان كل إنسان عليه مرحله من مراحل الإنتاج ، عليه أن يجودها ويحسن فيها  ويرقى بمستوى الأداء فيى عمله ، ولقد  حبب اسلامنا لنا كل المهن والأعمال والحرف والوظائف  ، فهذا يعمل بيده وذاك يعمل  خلف الآلات  ، وهكذا تجد أن كل منا يخدم الآخر من حيث لا يدرى أو يدرى ، ولذا تجد

الإسلام مجدحرفًا كان الناس ينظرون إليها نظرة فيها كثير من الازدراء والتحقير مثل.. رعي الغنم.. فبيّن الرسول صلى الله عليه وسلم أنها كانت مهنة الأنبياء فيقول في حديثه الشريف: “ما بعث الله نبيًا إلا رعى الغنم قالوا – وأنت يارسول الله؟ قال نعم.. كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة”، وكأن الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا يقول لرعاة الغنم عملكم عظيم فالغنم غنيمة والخيل في ركابها الخير، وكل عمل يؤديه الإنسان فخر للعامل؛ لأنه ما أكل إنسان طعامًا قط خير من أن يأكل من عمل يده.. تقول: السيدة عائشة – رضي الله عنها – عن المرأة التي تعمل وتمارس نشاط الإنتاج تقول “المغزل في يد المرأة أحسن من الرمح بيد المجاهد في سبيل الله ، فكما أن الإسلام دعا الرجل للعمل رغَّب المرأة فيه كذلك ولها أن تمارسه في أي مكان مادامت محافظةً على وقارها ملتزمةً بالحشمة غير جالبة ضررًا خلقيًا أو اجتماعيًا لأسرتها؛ فلنعرف للعمل قدره، فإن الله يحب العاملين المخلصين لعملهم

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79633890
تصميم وتطوير