وليد سالم
يقول قائل الصفر ليس له فائدة فكيف يكون مفتاح النجاح ؟ أقول الصفر الذي أقصده هو الذي حصلت عليه طالبة الثانوية العامة العام الماضي أما كيف يكون مفتاح للنجاح فهذا ما أوضحه فيما يلي :
إنتهى العام الدراسي الماضي بكارثة صاحبة صفر الثانوية العامة التي أثارة ضجة إعلامية كبيرة وبغض النظرعن كل ما قيل وتم تداوله في وسائل الإعلام ومن الجاني و من المجني عليه إلا إنه هناك حقيقة باتت واضحة وهي وجود خلل كبير في منظومة التعليم فلم تكن هذه الطالبة وحدها صاحبة الصفر وإنما كل القائمين على هذه العملية حصلوا عليه أيضا سواء كان بقصد أو دون قصد .
وإننا إذا أردنا أن نطور التعليم لابد أولا أن نقضي على كل هذه الأصفار ( صفر التنظيم _ صفر المتابعة والمراقبة _ صفر الشفافية _ صفر إبراز القدوات التعليمية ) بإعادة النظرة لكل عناصر العملية التربوية وأهما المعلم الذي يكون بمثابة القدوة من خلال رفع مستواه المعيشي ومكانته الإجتماعية حتي يتفرغ للعملية التعليمية فلا يضطر إلا البحث عن المال بأي طريق فيهدر بذلك كرامته وتضيع العملية التعليمية نتيجة الإهمال فإننا إن فعلنا هذا وضعنا أيدينا على أول مفتاح من مفاتيح النجاح والتقدم الذي ننشده .
ويأتي بعد ذلك إعادة النظر المناهج التي تقدم للطلاب وطرق عرضها للوقوف على الطريقة المثلى وتطبيقها فما تقدمت أمة قط إلا بتقدم التعليم فيها وما إرتفع شأن شعوبها إلا بعدما إرتفع شأن المعلم فيها فأروبا لم تشهد هذه الثورة في كل المجالات الإقتصادية والصناعية .وغيرها إلا نتيجة للثورة العلمية بعدما كانت غارقة في الجهل والفقر والضعف في القرون الوسطى حينها أدركت أنه لا خلاص لها من ذلك إلا بتعظيم مواردها وإمكاناتها لتحقيق التفوق على الأخرين ولا يكون ذلك إلا بإمتلاك مصادر المعرفة فأخذوا آخر ما وصل إليه العلم في كل مكان وعملوا على تطويره وسخروا للبحث والمعرفة كل امكاناتهم المادية واهتموا بالمعلم أيما إهتمام حتي أصبح راتب المعلم في بعض الدول هوا لأعلى وفي بعضا مساويا لرواتب القضاة وهذا ماقاله الرئيس الماليزي حينا سؤل عن سر التقدم الذي وصلت إليه بلاده حتى وصلوا إلى قمة التقدم العلمي كما نرى ونحن إذا أردنا أن نتقدم علينا أن نحذو حذوهم .
التعليقات