الخميس الموافق 06 - فبراير - 2025م

الرجفان الأذينى , مرض مبارك أم مرض مصر (الحلقة التالثة)

الرجفان الأذينى , مرض مبارك أم مرض مصر (الحلقة التالثة)

بقلم الدكتور/حاتم غازى
وبعد ثلاثون عاما من حكم الرئيس حسنى مبارك حافظ فيها على الإستقرار حتى وصل الى الركود التام وبعد ان اصبحت المناصب مزمنة بأصحابها لعشرات السنين وتجلط الدم فى عروق مصر واصيبت بالرجفان الأذينى كما اصيب به الرئيس الأسبق. كانت مصر كلها فى حالة ركود مزمن وتجلط للدم فى قلب مصر واعتقد الجميع ان الوضع هادئ تماما وينتظر مرور الوقت فقط لإتمام عملية التوريث. وفجأة كانت ثورة 25 يناير مثل جلطة المخ فى حالة الرجفان الأذينى شىء متوقع ومعروف طبيا ولكنه يحدث فجأة بالنسبة للمريض ويؤدى الى الشلل الكامل.

 

 

بعد اختفاء بؤرة قيادة حسنى مبارك ظهرصراع بدأ خفيا ومكتوما بين بؤرة شرعية تمثلت فى الجيش وقيادته وبؤرة الحزب الوطنى التى فضلت الإنزواء والإختفاء وبؤرة خبيثة استغلت الفوضى وقامت بإلإجهاز على جهاز العضلات الذى كان مسخرا لخدمة مبارك وحاشيته ولو على حساب الجسد المصرى.

 
بقيت مصر فى حالة من الشلل ولم يحفظ حياتها سوى بعض من السيطرة التى تمثلت فى فى قيادة الجيش المصرى فحافظت على مصر وابقتها على قيد الحياة. ولكن البؤرة الخبيثة المتدثرة بعباءة الدين اخذت تنتشر وتسيطر على مجريات الأمور فى مصر مستغلة الضعف النسبى لعامل السن وحسن النية لدى البؤرة الشرعية المتمثلة فى قيادات الجيش السابقة التى سملت البلاد الى عصابة الإخوان والتى سرعان ما تخلصت من البؤرة الشرعية وقامت بعزل قيادات الجيش الى سلمتها السلطة وهكذا دانت السيطرة للبؤرة الخبيثة على مقدرات البلد.

 
عاشت مصر لعام كامل فى حالة هبوط القلب الناتج عن الرجفان الأذينى وهى تعانى من حالة الشلل الكامل بعد الثورة التى انتهت بسيطرة بؤرة الإخوان الخبيثة وعانت مصر من الجلطات فى الشرايين فكان الإنفلات الأمنى وعمليات الأختطاف للبشر والسيارات فى عز الظهر كما الجلطات فى الشرايين. وبدأت اثيوبيا فى بناء سد النهضة فكانت كجلطة الكلى وكانت ازمات البنزين والكهرباء فتوقفت اطراف البلد عن الحركة ووضح تماما ان هذة البؤرة الخبيثة المتأسلمة لاتجيد الحياة والعمل الا فى حالة الفوضى الكاملة والشلل كما الرجفان ألأذينى تماما.

 
وهكذا انتقلت مصر من حالة الرجفان المستقر فى اواخر عهد الرئيس مبارك الى الرجفان العنيف والهبوط الشديد فى القلب المصرى واصبحت مصر على حافة الهلاك كما حدث للعديد من الدول المحيطة بها والتى اصبحت على مشارف الهلاك بفضل البؤر المتأسلمة الخبيثة التى تمكنت منها واصابتها بالشلل التام.

 
ولكن العقل المصرى وسط كل هذة الأحداث متمثلا فى الأجهزة السيادية (رغم كل التحفظات عليها) حافظ على لياقته ونشاطه وبقى يقظا وسط كل هذة الأحداث محافظا على اقل درجة من الوعى وضخ الدم الى شرايين الوطن رغم السيطرة التى ظهر انها تدين بقوة الى جماعة اللصوص المتأسلمة الخبيثة التى اختطفت الوطن فى غفلة والتى استغلت أطهروأنقى حدث فى التاريخ المصرى الحديث وغيرت وجهته الى ان كاد ان يصبح أكبر كارثة كانت مصر ستواجها فى حياتها المعاصرة.

 
ولما وجدت البؤرة الخبيثة نفسها تبدأ فى فقدان السيطرة حاولت نقل منظم القلب الى بؤرة اخرى ظنت انها تابعة لها ومعينة لأهدافها محاولة بناء جهاز عضلات جديد وقوى بدلا من الذى تم تدميره بمعرفتها فى ثورة يناير وهنا كانت غلطة عمرها التى خسرت بسببها كل شئ.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79631486
تصميم وتطوير