الخميس الموافق 19 - ديسمبر - 2024م

الخبير السياحي إيهاب عبد العال لـ “البيان”: تقرير المركزي بشأن إيرادات السياحة هذا العام غير نهائي ويفتقد للدقة

الخبير السياحي إيهاب عبد العال لـ “البيان”: تقرير المركزي بشأن إيرادات السياحة هذا العام غير نهائي ويفتقد للدقة

•السياحة الثقافية تحقق طفرة حقيقية

 

•الأقصر وأسوان الأعلى فى نسب الإشغال والتى ستصل هذا الموسم الى 90% .

 

•عبد العال : تدخل القيادة السياسية هو الأمل الأخير لنجاح موسم العمرة.

 

تدفقات تصل الى 75 % تضم الغردقة ومرسى علم ؛ وشرم بعيدة عن الأجندة السياحية.

 

عبد العال : الغاء دعم الطيران العارض ودعم الشرگات الوطنية روشتة علاج للنهوض بالقطاع

 

 

حوار: تقى محمود

 

 

 

 

الأعلى في تاريخ مصر.. الجملة التي اثارت جدلاً واسعاً حولها منذ اعلان تقرير البنك المرگزي عن ميزان المدفوعات الذي اشار أن ايرادات السياحة المصرية سجلت زيادة 28% لتصل إلى 12,6مليار دولار خلال عام 2018_2019، لتسجل أعلي زيادة فى تاريخ قطاع السياحة فى مصر.
حالة من تباين الرؤى حيال ما كشف عن التقرير من أرقام وإحصائيات، فريق ذهب إلى أنها أرقام وهمية لا تعبر عن الواقع ولا تمت له بأي صلة، فيما ذهب أخرون إلى أنها تعكس الطفرة التي شهدها القطاع منذ تولى القيادة السياسية اهتماماً بهذا الملف حيث كان لها دور البطولة فى اعادة وترميم الصورة الذهنية السلبية عن امن وامان السائح داخل مصر ..
جدير بالذكر أن الأونة الأخيرة شهدت استعادة نسبية للقطاع السياحي في مصر مقارنة بما كانت عليه الأوضاع بعد 2010 حين تعرض لهزة عنيفة تسببت في إحداث شروخات كبيرة في المنظومة بأكملها، وهو ما عكفت عليه كافة الأجهزة لترميمه خلال السنوات القليلة الماضية.
مؤشرات عدة عكست وبشكل كبير المكانة المتقدمة للسياحة على قائمة أولويات القيادة، والتي انعكست في العديد من التقارير العالمية عن قطاع السياحة، فقد حققت مصر رابع أعلى نمو في الأداء عالميا في مؤشر تنافسية السفر والسياحة، وذلك وفقا لتقرير منتدى الاقتصاد العالمي للتنافسية في السفر والسياحة لعام 2019 (World Economic Forum Travel and Tourism Competitiveness Report) الذي صدر في سبتمبر الماضي، كما تقدمت مصر من المركز ال 60 إلى المركز ال 5 في استراتيجية الترويج والتسويق السياحي، كما جاءت مصر فى موقع الصدارة على مستوى أفريقيا في التقرير الذي نشرته Bloom Consulting “بلوم للاستشارات” المتخصصة في تحليل وتقييم وتصنيف أداء الترويج السياحي للدول (العلامة التجارية للدول) في سبتمبر 2019 حيث احتلت مصر المركز الأول وذلك لأول مرة منذ عام 2013.
وللوقوف على هذه المستجدات “البيان” تحاور الخبير السياحى “ايهاب عبد العال ” عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة والسفر.
•«الأعلى فى تاريخ مصر».. هكذا أعلن البنك المركزى المصرى مؤخرا عن الإيرادات السياحية للعام المالى المنقضى «٢٠١٨ – 2019» .. ماتعقيبگ ؟
من وجهة نظري أن تقرير البنگ المركزى غير نهائى وغير دقيق ؛ بمعنى أنه يأخذ حصيلة العملة الناتجة عن تحويلات اى اجنبى ؛ أو من خلال كشف الخدمات المقدم من شرگات السياحة وهذا لاينم عن اعداد سياح فعليين بل ينم عن ارقام نقدية تم تحويلها ؛ حيث أن التقارير التي كانت تصدر قبل عام 2010 تتضمن الدخل السياحي وانفاق السياح والرسم البيانى للأعداد وهذا بعيد كل البعد عن مااعلنه البنگ المركزي والذي يوضح ايرادات تضم داخلها اي انفاق اجنبي حتي لو لم يأتي بغرض السياحة ؛ وطبقاً لتوصيف منظمة السياحة العالمية ” اى اجنبى يدخل البلد ولو لمدة 24 ساعة يندرج تحت مسمى سائح ؛ وهم اعداد كثيرة فمنهم من يأتى بغرض البذنس ومنهم من يقيم ف مصر اقامة كاملة مثل المهجرين من ” سوريا والاردن والسودان ” ويندرجوا تحت مسمي سائح ؛ لذلگ تقرير البنگ المركزي لايعد تقرير نهائي أو دقيق .
ولذلگ اطالب بالعودة للبيانات الإحصائية الدقيقة التى تتضمن التنسيق بين مركز التعبئة والإحصاء ووزارة السياحة والبنگ المرگزي لإعطاءنا تقرير نهائى بأرقام واقعية ومفصلة.
ولگن بشگل عام هناگ طفرة ملموسة هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة وليس اعوام ماقبل الثورة ؛ ويظل الفضل فى احداث هذه الطفرة هو تدخل القيادة السياسة
وما صدرته خارجياً من استقرار أمنى وسياسى وترحيب دولى كبير بعودة الريادة المصرية وإشادات دولية بما يحدث من نمو اقتصادى وسياسى بمصر..وفى رأيى هذا من اهم أسباب الطفرة السياحية الحالية بجانب تحسن العلاقة كثيرا بين الوزارة والقطاع الخاص لعزف الجميع نغمة مختلفة عن النشاز السابق.
•• ماذا عن السياحة النيلية بالأقصر وأسوان ؟ والسياحة الثقافية ايضاً ؟
يعتبر موسم 2018-2019. الاعلى مقارنة بالأعوام السابقة وليس اعوام ماقبل الثورة ؛ تحديداً الأقصر وأسوان حيث لم تتخطى نسب الاشغال بعد الثورة ال 15% ؛ لترتفع الموسم الشتوى السابق لتصل الى 80% وتوقعات العام الحالى 2019-2020.
أن المعدلات ستصل الى 90% .
وهذه هى الطفرة الحقيقية ؛ أما عن شرم فهى الى الآن لم تتخلص من معوقاتها وهي ايضاً بعيدة كل البعد عن الأجندة السياحية المصرية؛ وليس لدينا توقعات بعودة شرم على الخريطة السياحية فى ظل استمرار العمليات الإرهابية بسيناء ولازلت تمثل تهديداً لهم وسفر غير مأمون ؛ لذلگ التدفقات اليها مازلت اقل بكثيير من الاعداد المرتقبة ؛
اما عن مرسي علم والغردقة فهناگ تطورات فعلية فى التدفقات تصل الى 75% وهذا بمثابة الأعلي مقارنة بالأعوام الماضية ونحن فى انتظار المزيد من التدفقات
••ماهي توقعاتگ لإنجاح موسم العمرة الحالى فى ظل القرارات المتخبطة من الجانبين المصرى والسعودى ؟
مشاكل العمرة لن تنتهى إلا بتدخل القيادة السياسية لدى المملكة العربية السعودية ، نظراً لقوة العلاقة بين الرئيس عبدالفتاح السيسى والملك سلمان بن عبدالعزيز ، وهو الأمل الأخير لقطاع السياحة بالكامل بعد فشل القائمين على الملف فى حل مشاكل التأشيرة الإلكترونية ، حيث يتطلب الأمر صدور منشور ملكى بمنع سفر معتمرين مصريين إلا من خلال بوابة العمرة المصرية .
واگد ان مشاكل العمرة تجاوزت وزارة السياحة واللجنة العليا للعمرة والحج ، ولجنة السياحة الدينية بغرفة شركات السياحة والسفر ، حيث أثبتت الفترة الماضية أن ملف العمرة أكبر من قدرات الموجودين على الساحة فى الوقت الحالى .خاصةً ان ملف العمرة لا يخص شركات السياحة فقط ، وأنما يضر بالاقتصاد القومى ، حيث أن استمرار الوضع على ما هو ، سيؤدى ذلك إلى زيادة أعداد المعتمرين لتصل إلى نحو مليون ونصف معتمر ، خاصة وأن حالة التخبط فى هذا الملف ستفتح الباب أمام مكاتب الانترنت ، والشركات الوهمية لتنظيم العمرة ، على حساب شركات السياحة .
كما أوضح عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة ، أن العاملين بالسياحة الدينية ليس أصحاب الشركات فقط ، بل هناك أكثر من 100 ألف أسرة تعمل فى هذا المجال ، هذه الأسر مهددة بسبب حالة التخبط فى ملف العمرة ، وعدم وضوح الرؤية لكيفية عمل الشركات فى ظل التطورات الجديدة ، والإجراءات السعودية المتلاحقة ، وتابع : ” الموضوع تجاوز التأشيرة الإلكترونية ، وأصبحنا أمام وضع جديد ، يتطلب تحركات سريعة للحفاظ على المنظومة بالكامل ” .
حيث أن نجاح البوابة الإلكترونية متوقف على ان تكون خاضعة لسيادة الدولة؛ لضمان حق المواطن اولاً وعدم الإضرار بالإقتصاد المصرى وحماية شركات السياحة ايضاً والعاملين بها
؛ اما عن الوكيل الإفتراضى فيجب ايقاف التعامل معه لانه يسبب خطر كبير للجانبين المصرى والسعودي ولابد الإعتماد على الوكيل الأصلى لضمان المسؤلية
••مامدي التعاون والتنسيق بين وزارة السياحة والشركات ؟ وهل اتت الخطط الترويجية التي تبنتها الوزارة بثمارها علي القطاع ؟
التنسيق بين شركات السياحة والوزارة يعتمد على آليه يجب ان تتم من خلالها وهى غرفة شركات السياحة والتى تلعب دور الوسيط بين الوزارة والشركات للقيام على مصالح الشركات وتوصيل شكواها ومتطلباتها للوزارة ؛ وقد تقلص هذا الدور وكاد ان يكون منعدم ؛ حيث استبعدت الغرفة من القيام بدورها المنوط داخل الوزارة من وضع ضوابط تنظيمية ومحاسبة الشرگات المخطئة ايضاً وغير ذلگ ؛ واسند هذا الدور للوزارة تدريجياً حيث اصبح الكثير من اصحاب الشركات يلجأ مباشرة للوزارة من أجل عرض مشاكله ومحاوله ايجاد حلول لها دون اللجوء للغرفة التي تكاد ان تكون مهمشة، ؛ واليوم اصبحت الخطوط شبه منقطعة مابين الغرفة والوزارة .
أما عن الخطط الترويجية التي تبنتها الوزارة.؛ فهناگ طفرة حقيقية شهدها القطاع تمثلت فى السياحة الثقافية والسياحية النيلية ” بالأقصر وأسوان” ويرجع الفضل في ذلگ الى الدور الريادى والرحلات المكوكية للرئيس ؛ وهذا هو ما حدث بالفعل.. استقرار أمنى وسياسى وترحيب دولى كبير بعودة الريادة المصرية وإشادات دولية بما يحدث من نمو اقتصادى وسياسى بمصر..ادى بالفعل الى إقبال غير مسبوق وبدء نشاط بالسياحة النيلية وأسواق متعددة.. حتى نصل الى السياحة العربية..وفى رأيى هذا من اهم أسباب الطفرة السياحية الحالية .
•• ماذا بعدانهيار توماس كوگ العالمية ؟ وهل ” تيوى ” ستحوذ على حصتها فى مصر ؟
لاجدال أن توماس كوگ شركة عالمية عملاقة تمثل 5% من نسبة السياحة المصرية؛ وبعد ان اعلنت افلاسها بشكل مفاجئ وغير متوقع ؛ كان علينا ان نستفيد من انهيار هذا الكيان الضخم من خلال عدم الإعتماد بشكل كامل على كبار منظمي الرحلات وفتح الأبواب امام صغار المنظمين ايضاً ؛ لكى نتفادى حدوث اي انهيار او تراجع فى اعداد السائحين والمتعلق بانهيار الكيان المنظم له
ومما لاشگ فيه ان شركة ” تيوي ” ” ونيگر مان “ستكونان البديل لتوماس كوگ ليس بنفس العدد ولكن بإمكاننا الحصول على اعداد مماثلة من خلال اعتمادنا علي فتح اسواق جديدة غير تقليدية والتعاون مع الشركات التي تجذب اعداد ولو قليله واعطاء صغار المنظمين فرصة للمشاركة وجذب السائحين حتي ولو بأعداد اقل ؛ وانا اراى اذا قمنا بتطبيق هذا التعاون الذي يجمع بين كيانات عالمية وشركات صغيرة سوف نصل الى اعداد كبيرة دون التأثر بأى خلل أو انهيار لأحد الكيانات .

••
فقاً لرؤيتگ ماهى روشتة العلاج التى تقدمها من أجل النهوض بالقطاع ؟
الوضع الآن وما آلت اليه السياحة بشگل عام مطمئن جدااا ويحمل في طياته الخير الوفير حيث اننا نسير على خطى ثابتة نحو طفرة حقيقية واسواق واعدة مرتقبة ..
وهناگ عدة نقاط يجب الالتزام بها لنصل بقاطرة التنمية الإقتصاديه الي المكانه المنوطه بها والتى تتمثل فى الآتى.
… إلغاء الإنفاق على الترويج الخارجى وتوجيه ال 100 مليون جنية لدعم وترميم البنية الأساسية ؛ وتجهيز المطارات والطرق وضخ استثمارات في قطاع الفنادق
فليس منطقى أن يتم إنفاق مبالغ ضخمة فى غير محلها وحين يأتى السائح يجد أن الواقع ابعد بكثيير من الصورة التي تم الترويج لها خارجياً
وهنا يصطدم بالواقع وترسخ لديه صورة ذهنية سلبية يعگسها لبلده عند عودته وهذا خطأ فادح لابد من تفاديه ؛
ومثالاً على ذلگ مسار العائلة المقدسة الذى يمثل استگمالاً لفريضة الحج ؛ والذي تم الترويج له وتجهيزة منذ عامين والى الآن لم نصل الى تقييم نهائي للمشروع الذي تم اختصارة من 25 مقصد الى 5 مقاصد فقط
وهذا يعد الگارثه الأكبر لاننا بهذا نمحو التاريخ المتعلق بكل مقصد على حدا وستكون النتائج گارثية فكيف لنا فعل ذلگ دون توخى الحذر وتوقع النتائج
فلماذا لا نعمل على تجهيز ال 25 مقصد بأكملهم بالتعاون والتنسيق مابين وزارة الآثار والداخلية والثقافة ووضع الملف علي طاولة رئيس الوزراء ؛ لأخذ القرارات اللازمة حيث أن نجاح هذا المشروع متوقف علي تقديمه بصورته الحقيقية ليأتى بثماره علي القطاع ؛ واذا تم استكماله بالشكل الصحيح فنحن بصدد 300 الف سائح كل عام.
… ثانياً : لابد من الغاء دعم الطيران العارض ودعم الشركات الوطنية او عمل خطوط مباشرة لهذه الدول التى تعزف عن زيارة مصر بسبب الوقت الطويل التي تقضيه في التنقل بين المطارات .

… ثالثاً : تبنى القيادة السياسية لملف السياحة ؛ لحين صدور قانون سياحة موحد يحمى أبناء القطاع من البيروقراطية فى اتخاذ القرارات .

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 78603629
تصميم وتطوير