الأحد الموافق 19 - يناير - 2025م

الباحثون عن الذهب فى صحراء مصر الشرقية

الباحثون عن الذهب فى صحراء مصر الشرقية

كتب / على زرزور

حلم الثراء السريع والكبير ايضا الثراء من مصدر حلال هو مادفع هؤلاء الشباب من قبائل العبابدة والبشارية لتعريض حياتهم للخطر والبحث فى دروب الصحراء عن الذهب الموجود فى الصحراء لاتستطيع أى شركة أن تتحمل عبئ إستخراج ذلك الذهب لأنه سيكون مكلف جداً وغير ذى جدوى بالنسبة للشركات لكن لمجموعة أفراد الأمر يختلف وخصوصا اذا كانوا من العبابدة او البشارية وهؤلاء يعيشون بطبيعتهم فى الصحراء, الحاج أبو الحسن العبادى يروى تفاصيل رحلة البحث عن الذهب ويضع الحلول لها فى البداية يحكى لنا أبو الحسن قصة إكتشاف الذهب كيف بدات والى أين وصلت ؟

فى أقصى الجنوب من الصحراء الشرقية ومنذ حوالى عشر سنوات ظهرت هناك فكرة جديدة وهى قدوم بعض السودانيين ومعهم أجهزة غريبة وهذه الأجهزة كانوا يمرون بها على الأرض بإستخدام الذبذبات التى تكشف عن وجود المعادن وأول ما ظهر من هذه الأجهزة كان يسمى (التكنس) الذى يقوم بإصدار صوت غريب وبه شاشة تحدد أرقام مختلفة على حسب المعدن الذى أحس به الجهاز وكل معدن له رقم معين وهذا الجهاز يكشف المعدن على بعد 50 سم .وفى بداية الأمر لم يهتم أهالى الشلاتين وحلايب بهذا الموضوع فقد كانت معهم أشغالهم فى السياحة والصيد وكان معظمهم يعمل فى التهريب من السودان وإلى السودان بالرغم من صعوبة هذا العمل الذى كان مخالفا للقانون ويشكل خطراً على الأمن المصرى .

يؤكد الحاج أبو الحسن على أن عدالة السماء أرسلت تلك الأشخاص وتلك الأجهزة فى الوقت المناسب لأن الله يحب هذا البلد حتى جاءت ثورة يناير فتوقف كل شئ من الأعمال فى السياحة والصيد والمقاولات والقرى السياحية وانتشرت البطالة وفى نفس الوقت بدأ الشباب يستوعبون العمل بتلك الاجهزة وبدأت الارباح والمكاسب الكبيرة تظهر على بعضهم وانتشرت الشائعات والمقولات والقصص بالكنوز العظيمة التى عثر عليها بعض الاشخاص وتقدر بالملايين وبطريقة بسيطة وسهلة فقام كل الشباب والكبار والصبية من جميع الانحاء من قبيلتى العبابدة والبشارية بشراء الاجهزة والذهاب الى الجبال والاودية والاشتغال فى البحث عن الذهب حتى الذين كانوا يشتغلون بالتهريب تركوه واشتغلوا فى البحث عن الذهب .

وتطورت الاجهزة التى تستخدم فى هذا المجال فكان هناك جهاز يسمى بالجى بى إكس وجهاز السونار وغيرها وتطور الموضوع بعد ذلك باستخدام المعدات الثقيلة كالحفارات واللوادر والجرارات الزراعية واتسع نطاق العمل فى هذا الموضوع واصبحت الاودية والجبال فى الصحراء الشرقية عبارة عن شركة ابحاث جيولوجية ضخمة مليئة بالافراد والجماعات وتوقفت عمليات التهريب تماما وانشغل الجميع بهذا العمل واقتصرت تلك العمليات على ابناء قبيلتى العبابدة والبشارية اللتان كانتا متفقتان على الا يدخل غريب الى الصحراء وممارسة تلك الاعمال وكانت كل مجموعة من هؤلاء الباحثين عن الذهب تستقل سيارة ربع نقل وخاصة ماركة تويوتا (موديل 2005) والتى كانت تسمى ب (الرشاحة) والتى من كثرة الاقبال على شرائها وصل ثمنها الى اكثر من 300الف جنيه بينما قبل هذا الموضوع لم يكن يتعدى ثمنها 70 الف جنيه .

وذلك لتحملها السير فى الاودية والرمال وسرعتها وقدرتها على المراوغة وكانت روح التعاون متوفرة بشكل غريب فكان اذا عثر احد الاشخاص على ذهب فى مكان ما يخبر الجميع بمكان عثوره عليه وكانت نوعيات الذهب تختلف بالنسبة لاحجامها فمثلا القطعة الصغيرة التى يمكن رؤيتها بصعوبة تسمى (ناموسة) والاكبر منها تسمى(جنزبيلة) ثم (تسلاية) ثم بعد ذلك تاتى (الخلية)وسميت خلية لكبر حجمها ولان الجهاز يصدر صوتا مثل خلية النحل وجذبت تلك الاعمال ما يقرب من مليون شخص وكانوا يهيمون فى الاودية والجبال وكانت تتميز بالعدالة فى توزيع محصول الذهب الذى يتم الحصول عليه فكان التوزيع يتم كالتالى(ثلث للسيارات)و(ثلث للاجهزة)و(ثلث للاشخاص العاملين عليها)واذا تم استخدام معدة ثقيلة لودر او حفار مثلا فكان ثلث الذهب المستخرج للمعدة ثم يتم توزيع الباقى على ثلاثة اجزاء ثم استمر العمل واحدث رواجا بالنسبة لابناء تلك القبائل حتى المعدات الثقيلة التى كانت قد توقفت بعد الثورة بسبب البطالة فى القرى السياحية والمقاولات والمحاجر والمناجم.

تم تشغيلها وفتح باب الرزق لها ثم انتبهت اجهزة الامن والمخابرات لهذا الموضوع وقامت بمطاردة هؤلاء الاشخاص والقبض عليهم وتم مصادرة الاجهزة والسيارات وما يحصلون عليه من ذهب واستخدموا الطائرات وتعرض كثير منهم للموت سواء باسلحة اجهزة الامن او بانقلاب سياراتهم نتيجة للمطاردة ونتيجة لهذه المخاطر عاد كثير من هؤلاء الذين كانوا يبحثون عن الذهب الى بيوتهم بلا عمل .

ويوضح العبادى ان هناك تخوف كبير من البطالة التى سيعانى منها هؤلاء الاشخاص لانهم سوف يعودون الى عملهم القديم بعد هذه الفترة الكبيرة التى كان هؤلاء الافراد يشتغلون فى مجال البحث عن الذهب والتى تشبه فى طبيعتها صيد الاسماك فهى تعتمد على الارزاق ولم يحدثو اى ضرر بمصالح الدولة لانهم يبحثون عن خامة لاتستطيع اى شركة او هيئة ان تفعل ما يفعله هؤلاء الافراد وخاصة ان هذه القبائل تمثل ابواب الحراسة لحدود مصر الجنوبية فلا تضيقو عليهم الخناق ما لم يقوموا باعمال ضارة بامن ومصالح البلد. ان حكومة السودان قامت باستخراج التصاريح لهؤلاء (الدهابة)وقدمت لهم التسهيلات وقدمت منافذ لشراء الذهب منهم. ان الخبرة التى اكتسبها هؤلاء فى اكتشاف واستخلاص وتنقيه وتصفية الذهب تفوق كبار الجيولوجيين .

ويطالب الحاج ابو الحسن الحكومة المصرية ان تحتضن هؤلاء الافراد؟ انهم لايسرقون ولايبحثون عن الاثار المصرية ولايجورون على الممتلاكات الخاصة ولولا ان ارسل الله هذه الاجهزة وهذه الاعمال لهؤلاء الافراد خاصة من قبيلتى العبابدة والبشاريين فى تلك الفترة العصيبة التى كان فيها الانفلات الامنى لغرقت البلاد بالاسلحة والمخدرات الناتجة عن التهريب عبر الحدود الجنوبية والتى يعلم هؤلاء بجميع مداخلها ومخارجها .

وطالب المواطنين الحكومة المصرية ان تحتوى هؤلاء الاشخاص وان تضع لهم قواعد لممارسة تلك المهنة واستخراج تصاريح لهم والاستفادة من خبراتهم فى معرفة الاماكن التى يمكن ان تكون مناجم للذهب والفضة والنحاس والحديد وغيره فهؤلاء الافراد قاموا بعمليات مسح للصحراء الشرقية بالكامل وكثير منهم وجدوا فى طريقهم اثناء البحث عن الذهب خامات اخرى كثير ولكن ليست هى هدفهم.فلا مانع ان تعلن الحكومة عن مكافأة لمن يستدل على مكان يصلح منجما لخامة تستفيد منها الدولة وتضمن ولاء هؤلاء الافراد لبلادهم حتى نحافظ على سلامة بلادنا وحدودها الجنوبية والشرقية لان هناك عائلات كثيرة هاجرت الى السودان بالرغم من انهم مصريون (100%)الا انهم وجدو هناك مناخا صالحا ..

 التعليقات

  1. […] أقصى الجنوب من الصحراء الشرقية ومنذ حوالى 10 سنوات ظهرت فكرة جديدة وهى قدوم بعض السودانيين ومعهم أجهزة غريبة […]

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79262588
تصميم وتطوير