الخميس الموافق 06 - فبراير - 2025م

ادم خضر يكتب … يوم العيد

ادم خضر يكتب … يوم العيد

 

كتب _ أدم خضر

جاء عيد الأضحى مباركًاًّ ككل عام وجاءت معه أحلام الأطفال تتطاير أملاً في سعادة مؤقتة يعلمون أنها حتمًا ستذهب، وأما عن الكبار فيبدءون في تحضير كافة الأصناف المختلفة حتى يبهروا بها أضيافهم وينامون آمنين مطمئنين ومستعدين لاستقبال اليوم بالمذابح، وفي حديثنا عن الأشخاص الفرحين يجب ألا ننسى أن هناك أطفالا ينامون في ليلة العيد وتبتسم ابتسامة تلمع شفتاهم بنزول دمعاتهم عليها لأنهم يعلمون أن غدا لن يكون سعيد لهم مثل باقي الأطفال، فالعيد فرضه علينا ديننا الحنيف ليس لأجل سعادة أسرة بعينها فقط فلو فُرِض العيد لذلك ما كان عيدا، لكنه فرض من أجل السلام البشري، من أجل النظافة والضحكة ونشر الخير في ربوع المجتمع بأسره، الخير حتى في كلامك وكلامي عندما تقول لي “كل عام وأنت بخير” عندما تزور من طال غيابك عليه من أجل العمل والبحث عن المال، لذلك يجب أن لا تتمتع وحدك بالسعادة بل تسعى لنشرها لكل من يحتاجها، لشيخٍ عجوزٍ مر عليه الدهر وهو وحيد بين جدران منزلة فتبادر بزيارته وتؤنس وحدته، لسيدة فقدت ابنها وكان بالنسبة لها هو العيد الحقيقي كن أنت عيدها، للأطفال الذين يفتقدون الألعاب ويئنون في نومهم أنينًا يذوب له الحجر كن أنت دنياهم لأن الدنيا بالنسبة لهم فرحة فقط ولا يعرفون غيرها ولا يقيسون الزمن إلا من خلالها
إن العيد هو المعلم الأول الذي يعلم الإنسانية كيف تفرح، فأنت عندما تخرج من بيتك لا تريد أن تقابل شخص فظ يائس من الحياة ولهذا استعجب كل العجب من الذين يتنافرون في يوم العيد ولا يحترمون فرحة المسلمين فهم يعتقدون أن العيد يوما كأي يوم لكنه يضاف عليه بعض الطقوس فقط، لكن الله تعالى فرضه علينا وعلّمنا أيضا كيف نفرح ولهذا نقول على أيام النصر إنها أيام عيد لأنها أعطتنا ما نتمنى من أمنيات،
إن العيد هو الاستقلال الحقيقي لأمتنا فنستقل به عن باقي الأمم وتتكون من خلاله وحدتنا الاجتماعية بين المسلم والمسيحي وجمال الأحياء الشعبية وروعة الريف في البساطة.

 

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79619833
تصميم وتطوير