كتب-اسامة خليل
تجمع عشرات المحتجين، يوم الثلاثاء، أمام السفارة الأمريكية في العاصمة البنمية، تعبيرًا عن رفضهم لتصريحات أدلى بها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، هدد فيها باستعادة السيطرة على قناة بنما إذا لم تخفض السلطات البنمية رسوم عبور السفن الأمريكية عبر القناة.
نظمت الاحتجاجات نقابة عمال البناء وعدة منظمات يسارية، حيث رفع المشاركون شعارات غاضبة من قبيل “ترامب، اترك القناة”، و”من يبيع القناة يبيع وطنه”، كما أقدموا على حرق صورة لترامب والسفيرة الأمريكية لدى بنما، ماري كارمن أبونتي.
ورغم الأجواء المحتقنة، تمت المظاهرة دون تسجيل أي حوادث تذكر، تحت مراقبة أمنية مشددة من نحو 20 عنصرًا أمنيًا.
قناة بنما، التي تعتبر شريانًا تجاريًا استراتيجيًا بين المحيطين الأطلسي والهادي، كانت خاضعة لإدارة الولايات المتحدة حتى نهاية عام 1999، حين انتقلت السيادة عليها إلى بنما بموجب اتفاق تاريخي وقعه الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر وقائد بنما الوطني عمر توريخوس.
في تصريح له خلال الاحتجاجات، قال ساوول مينديز، زعيم نقابة البناء: “بنما دولة ذات سيادة، ولا يحق لدونالد ترامب فرض مطالب استعمارية على أرضنا”. كما أكد أحد المتظاهرين، خورخي غوزمان، أن الشعب البنمي لن يسمح بتكرار حقبة فقدان السيطرة على أراضيه.
تصريحات ترامب المثيرة للجدل جاءت خلال كلمة له السبت الماضي، حيث أشار إلى احتمال استعادة السيطرة الأمريكية على القناة إذا استمرت الرسوم “غير العادلة” على السفن الأمريكية. كما وجه اتهامات للصين بأنها تدير العمليات في القناة، وهو ما يتناقض مع الحقيقة، إذ تُدار القناة من قبل هيئة عامة مستقلة تابعة لبنما.
وفي رد رسمي، أكد الرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو أن “كل شبر من قناة بنما هو ملك خالص لدولة بنما ولن يكون موضعًا للتفاوض”، مشددًا على أن القناة تمثل رمزًا وطنيًا يحظى بمكانة خاصة لدى جميع البنميين.
التعليقات