الخميس الموافق 19 - ديسمبر - 2024م

إيمان البدوى تكتب : التحرش بين السلوك ورد الفعل بين المشاهدين

إيمان البدوى تكتب : التحرش بين السلوك ورد الفعل بين المشاهدين

إيمان البدوى تكتب : التحرش بين السلوك ورد الفعل  بين المشاهدين

 

 

 

 

أصبح التحرش حالة وظاهرة مرضية تغزو المجتمعات العربية وككل والمجتمع المصرى بصفة خاصة والمصيبة باتت  ليست فى الفعل ذاته من تعرض الفتاة للتحرش أو خلافه بل فى ردود  الفعل الباردة من قبل المشاهدين لهذا الفعل غير المألوف والغريب فى كون الرد هو أن الفتاة هى من تسببت فى هذا الفعل المشين بملابسها أو أنها هى من أوحت لللمتحرش بأن يفعل فعلته  !!!

التحرش لم يعد ظاهرة وحسب بل أن ردود الأفعال وجب علينا دراستها من جديد فاليوم قرأت عند أحد أصدقائى على موقع التواصل الاجتماعى قصة فتاة تم التحرش بها فى أتوبيس عام وهى عائدة من الجامعة وعندما طالبت المتحرش بالابتعاد عنها بادلها بالشتائم والألفاظط النابية  وأنها ليست بجميلة حتى يتم التحرش بها الغريب فى الأمر عندما قصت أن أغلب الركاب كانوا ذكور وأقصد بها ذكور وليسوا رجال  حيث قصت الفتاة عن صمتهم أمام مايفعله الشاب المتحرش دون أى تحرك يذكر منهم بل انهم أخذوا فى الضحك مقابل كلمته أنها ليست بجميلة  بل وان فتاة ممن كانوا فى الأتوبيس ردت وقالت أنه تحمد الله أنه تحرش بها بلمسها من الخلف ولم يلمس المنطقة العلوية  على حسب  ما روته الفتاة المتحرش بها ..!!!!!!!!

الأمر هنا لزم التوقف عند هؤلاء المشاهدين وردود أفعالهم أمام التحرش وجب على المجتمع أن يتحرك ككل من جديد أما مثل هذه الظاهرة المخيفة  وهى البرودة فى رد الفعل وعدم التحرك لانقاذ فتاة من هذا الفعل القبيح  ..

فى الماضى كانت تحكى أمهاتنا كيف يرتدون مايريدون من ملابس تظهر جمالهن وأنوثتهن  دون أن يحدث أى تحرش بهم بل وان حدث كان هناك العديد من الرجال يعنفن المتحرش بالضرب وكان التحرش مجرد لفظى ولم يكن فعلى بلمس الجسد  وخلافه  كما يحدث الآن..

نعم نطالب بتفعيل قانون التحرش والضرب بيد من حديد ضد من تسول له نفسه بفعل هذا الأمر فالقانون نصه كالآتى :_ يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن ثلاثة آلاف جنيه ولا تزيد على خمسة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من تعرض للغير فى مكان عام أو خاص أو مطروق بإتيان أمور أو إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية سواء بالإشارة أو بالقول أو بالفعل بأى وسيلة بما فى ذلك وسائل الاتصالات السلكية أو اللاسلكية.

ولكن كيف يفعل القانون فى ظل تلك الممارسات الباردة من قبل المشاهدين لهذا الفعل الفاضح والخادش للحياء  على الدولة ومؤسسات المجتمع المدنى أن تتحرك سريعا لتغيير مفاهيم دخيلة أدخلها علينا أصحا باللحى والجلابيب والدين المزيف أن الفتاة هى السبب وهى من توحى لمتحرش بفعلته دون أدنى مراعة للأخلاق والأعراف وكما فعل نبيه الوحش فى الاعلام المرئى  وطالب باغتصاب الفتيات المرتديات للبنطلون المقطع  ..

نعم منظمات المجتمع المدنى قامت بدورها فى الوقوف بجوار الفتاة وتدريبها على مجابهة مثل هذه الأفعال القميئة وبل تم تقديم الدعم النفسى والقانونى للفتيات المعنفات  والمتعرضات للتحرش ولكن دور المجتمع المدنى الآن مخت هو والدولة على الجميع أن يتكاتف ليفعل دور الرجل فى التصدى والوقوف بجوار الفتاة التى تم التحرش بها  وأن لايتوقف دوره فقط فى الوقوف بجوار الفتاة بل عليه أن يضاعف حجم المساندة بتفعيل دور كل من يشاهد هذا الفعل بالتصدى له فورا ..

 

وأن يفعل قول الرسول صل الله عليه وسلم ” من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)

 

 

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 78594497
تصميم وتطوير