الأربعاء الموافق 05 - فبراير - 2025م

أنور ابو الخير يكتب: همسه مواطن في أذان المسؤولين

أنور ابو الخير يكتب: همسه مواطن في أذان المسؤولين

 

أنني أريد أن أهمس في أذن المسؤولين همسة صادقة أخرج بها من صمت الصامتين لأقول لكم لم يكن الشعب المصري في يوم من الايام احوج فيه الى سماع صوته من هذه الايام التي قتلت فيها روحه الوطنية وقد بات يعاني صروف المعاناة اليومية جراء الغلاء الفاحش الذي يعايشة في هذه الأيام مع تواصل سياسات الحكومة التي تفتقر للبعد الانساني في عملية الحكم ومعروف انه لا يوجد في الدنيا اسوأ من قتل طموحات الناس في معشتهم وتطلعاتهم الوطنية ومحاصرتهم بالاحباط واليأس وفقدان الامل وان الحكومات الحقيقية هي الحكومة التي تملك القدرة على فن ادارة الشعوب وتعمل على تحفيزها وتزيد من كفاءتها وعطائها
لقد أصبح الشعب يتضور جوعاً من جور هذا الغلاء الفاحش المستشري و المتعمد وأصبح الشعب في تدهوراً يوماً بعد يوم أنقذوا هذا الشعب الوفي أنه أصبح في حالة لا يرثى لها ولقد تذكرت كلمه الفنانة سناء جميل في فيلم أضحك الصورة تتطلع حلوة عندما قالت لابنها الفنان أحمد زكي (إحنا صغيرين أوي يا سيد) بعدما بوغتت بالازدراء والاحتقار حينما طلبت مقابلة الثري الفنان عزت أبو عوف (عبد الحميد بيه) فهي جملة تصف بدقة حال الشعب المصري حالياً مع تعديلها إلى (إحنا غلابة أوي يا سيد) لقد وصل الحال بالمصريون إلى حالة يرثى لها من غول الغلاء الذي يلتهم المواطن المصري لكل الطبقات ولم يعد مقتصرآ على الفقراء فانصهرت الطبقات الوسطى في بوتقة واحدة مع الطبقات الفقيرة وتحولت الطبقات الفقيرة إلى طبقات أكثر فقراً وصارت حقوق الإنسان في الحصول على حاجاته الأساسية من المأكل والمسكن والملبس والعناية الطبية والتعليم والعمل فضلاً عن تمتعه بالأمان وهي الحقوق التي اتفقت حولها كل المجتمعات الإنسانية وأولتها الأمم المتحدة اهتماماً خاصاً كما أقرها الدستور المصري حلماً صعب المنال رغم محاولات الدولة لتوفير حد أدنى من سبل الحياة الكريمة وتوصيل الدعم لمستحقيه وضمان توافر السلع والخدمات الأساسية للمواطن ورفع الحد الأدنى لمرتبات العاملين بالدولة إلا أن الغلاء يعرقل كل جهود التنمية ويلتهم أي نتائج إيجابية ويدهس الشعب الكادح المكافح المطحون تحت أقدامه ويزداد الفقر توحشا فلقد بلغ السيل الزبى ونفد الصبر ولم يعد السكوت ممكناً فقد فاقت المعاناة كل حدود الجلد وسيطر الألم واليأس على نفوس الشعب المصري الذي عانى كثيراً وتحمل أكثر من اللازم وتحدى العالم وأبهر الجميع بصبره وصموده وتماسكه وثقته بقيادته ودعمه رغم كل المحن والصعوبات أملاً في تحسن الأحوال لكن طاقته استنزفت ولم تعد لديه القدرة على تحمل مزيد من الأعباء الاقتصادية
أين نواب الشعب مما يحدث في الشارع المصري؟ ألم تصل للسادة النواب صرخات المواطنين ألم يشعروا بالسخط والاستياء والغضب في نفوس الشعب؟
أين هم من أباطرة السوق صانعي أزمات الأرز والدقيق والسكر والبيض والفراخ واللحوم والبطاطس والطماطم إلخ؟ هل رأى أحدهم صورة السيدات المسكينات التي تبحث في طيات ملابسهن عما يشتريوا به من طعاما لأسرتهم هل شاهدوا طوابير الانتظار في المستشفيات الحكومية؟
هل بلغه خبر تضاعف أسعار كل شىء ومن الدواء؟ هل أحس بشعور أم يسألها طفلها عن مذاق اللحم الذى يطبخه (الشيف) في برنامج التليفزيون وما يشاهدونة من الإعلامي عمرو أديب في مطبخ قناة mbc أو إحساس تلميذ عجز والده عن سداد مصروفاته الدراسية ويطالبه الناظر او المدير بها أمام زملائه؟
هل تأثر بدموع رجل مسن يبحث في جيوبه فلا يجد ما يكفيه للعودة إلى منزله
لقد أصبح المصريون مقهورين في بلادهم وحفر الهم والغم والنكد والحزن والألم والتعاسة وقلة الحيلة أخاديدفي ملامحهم
فالشعب أصبح يئن من الغلاء وأصبح الشعب علي وشك ان يموت جوعا وهوانا فغلاء الأسعار هو الوحش الجديد الذي كشر عن أنيابه لافتراس الفقراء والطبقة الوسطى أيضاً ففي الماضي كان الفقراء هم الطبقة الأكثر تذمراً وتمرداً من غلاء الأسعار بما أنهم لم يمتلكوا ما يمكن من خلاله مسايرة تعقيدات وصعوبات الحياة أما اليوم وفي ظل هذا الغلاء الفاحش والارتفاع اليومي للأسعار وتحول جميع السلع بما فيها السلع الترفيهية لسلع مدفوعة الثمن وخصخصة أغلب الخدمات والتنافس بين الشركات العملاقة لاحتكار السلع بأنواعها كافة و تحولها لصراع اجتماعي اقتصادي ضحيتها المواطن الذي أصبح يعيش مرحلة الغلاء والاحتكار فالجميع سواسية أمام هذا المفترس الجديد مشكلة الارتفاع في أسعار السلع الغذائية الرئيسية لا يجب النظر إليها بمعزل عن المنظور العالمي والإقليمي لتلك الموجة من الغلاء التي تواجه جميع الدول ورغم عالمية ارتفاع الأسعار إلا أن الحكومة مطالبة برصد هذه الظاهرة واتخاذ الآليات التي تهدف في مجملها إلى ضبط الأسعار ومحاربة الغلاء وموجات ارتفاع الأسعار العالمية وضبط تأثيراتها محليا لتحقيق الأمن الغذائي والاجتماعي الذي يشكل الركن الأساسي في تحقيق السيادة الوطنية ولكن للأسف جميع القرارات التي تم اتخاذها مؤخراً بحق الوطن والمواطنين سلبية وتعمل بشكل عكسي يمكن أن تكون بداية لطريق لا يحمد عقباه ولا نرضى به ولكن الحكومة بقراراتها تسعى لذلك وهناك من يتربص بنا لتحقيق ما عجز عنه الكثيرون ياحكومتنا الرشيدة سيناريو رفع الأسعار أصبح بحاجة لإعادة النظر بشكل جيد وخاصة أننا نتحدث عن أجور لا تتناسب مع غلاء الاسعار ولولا حكمة الشعب وخوفهم على الوطن لكان الوضع أسوأ مما يتصور العقل والتاريخ يسجل كل شيء يا أصحاب المعالي والسعادة والعطوفة عليكم أعادة النظر في جميع القوانين والقرارات التي يتم اتخاذها وقبل كل قرار عليكم بدارسة تاريخ الشعب المصري الذي ضحى كثيرا من اجل كرامته ومن أن يبقى الوطن في القمة عليكم أن تتذكروا بأن هناك متربصون ويملكون المال لسد حاجة المواطن
يا أصحاب القرار عليكم إعادة النظر في سياستكم وقراراتكم والبحث عن سبل جديدة وكتابة سيناريو حقيقي واقعي من رحم الشعب يستطيع نقل الصورة التي يريدها الشعب ويتحدث بها دوماً قائد البلاد ويوجه بها رؤساء الحكومات في كتاب التكليف السامي نريد فقط التقيد بكتاب التكليف السامي لصالح الشعب حتى يتريقى ويعيش بكرامة دون خوف من القادم
حمى الله الوطن والمواطن والقيادة المصرية

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79614047
تصميم وتطوير