الأربعاء الموافق 05 - فبراير - 2025م

أمريكا بين مطرقة المصالح وسندان الارهاب

أمريكا بين مطرقة المصالح وسندان الارهاب

بقلم : شريف حمادة

 

 

بات واضحا للعالم كله، ان ادارة اوباما تريد اشعال المنطقة بالحرب الطائفية الاهلية، وتقسيم المنطقة على اسس عرقية وطائفية وقومية، تماما كما خطط لها لويس برنارد في مشروعه التقسيمي الجهنمي، وتبناه جو بايدن نائب الرئيس الامريكي قبل الاحتلال الامريكي على العراق واعلن عنه بشكل علني مكشوف، وما نراه الان من فوضى امريكية خلاقة على الارض، هو صدى لهذا المشروع وصورة واضحة على اصرار الادارة الامريكية، وبمساعدة حكام طهران في تقاسم النفوذ العسكري والاقتصادي والسياسي في المنطقة، ، بعد ان غزو ودمروا العراق وليبيا واخرجوا جيشهما من التوازن الاستيراتيجي في المنطقة وتدمير اسلحتهما، بحجة انها اسلحة للدمار الشامل، وهكذا استفردت امريكا وايران العرب واضعفتهم واذلتهم في المنطقة، واوصلتهم الى حال يرثى له من التناحر والتفرقة والتقاتل والانبطاح امام المشروع الامريكي التقسيمي، وتاجيج العنف بكل اشكاله، لصالح المشروعين الامريكي والايراني، فالاولى مشروعها عسكري والثانية ديني توسعي طائفي، واليوم تعود امريكا بعد ان هزمتها المقاومة العراقية الباسلة شر هزيمة، من بوابة داعش (الدولة الاسلامية في العراق والشام) وداعش ولدت من ضلع صحوات بوش وستار ابوريشة في الانبار، لمقاتلة ومواجهة المقاومة العراقية انذاك، وهي صورة للصحوات الان بل احدى اخواتها، وهي كما اكدت كل التقارير والوقائع والاعترافات التي قدمها الجنود وعناصر الصحوات الذي اسرهم ثوار العشائر او الذين سلموا انفسهم للثوار، او التصريحات الدولية واخر تصريح كان لدواود اوغلو وزير خارجية تركيا والتي اكد فيها ان ما يسمى داعش ما هو الا (صناعة امريكية وايرانية) في العراق وسوريا، في سوريا مخابرات النظام وشبيحته، وفي العراق صحوات ابوريشة والحردان وميليشيات ايران الطائفية من عصائب الحق ومنظمة بدر وحزب الله العراقي ومتطوعي حزب الدعوة وميليشياته، وهناك اعترافات مؤكدة تقول ان هؤلاء اجتمعوا في قاعدة الحبانية واتفقوا على تقسيم واجبات القتال على اسس صحوة ومسمى داعش، وذلك لحرف الانظار الى ان مايجري في الانبار هو كله من عمل تنظيمات داعش، ويجب محاربتها والقضاء عليها، وبهذه الحجة تم الهجوم على الانبار واعلان الحرب عليها تحت ذريعة داعش ومشتقاتها، وهي بالحقيقة انهاء الاعتصامات الجماهرية التي مضى عليها اكثر من سنة في المحافظات العراقية وخاصة الانبار لذلك نرى المشهد في سوريا نفسه في العراق، وهو دليل واضح على ما نقول، اذ ان الجبهة الاسلامية المعتدلة والجيش الحر والفصائل الاخرى في سوريا تحارب داعش السورية (شبيحة ومخابرات وحزب الله وميليشيات عراقية) والجيش السوري لاسقاط النظام، وفي العراق يحارب ثوار العشائر والفصائل المسلحة، الميليشيات الطائفية وقوات المالكي واجهزته الامنية والصحوات وداعش، لتحقيق مطالبهم المشروعة وحقوقهم الوطنية كاستحقاق وطني تطالب به المحافظات المنتفضة، منذ اكثر من سنة ورغم أن أمريكا أعلنت حربها الكونية ضد ما تسميه بالإرهاب الدولي، في اجتياحها لأفغانستان واحتلالها العراق وبدأ الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية المسمى بداعش ، لكن منظّريها شددوا في أبحاثهم على أن إستراتيجية “الكلّ العسكري” غير كافية لتحصين الأمن القومي، بل هي غير مجدية ومكلفة كثيرا، منادين بحتمية تجفيف منابع التطرف في معاقله، وملاحقة الأسباب الباعثة عليه في مواطنها الأصلية، وكانت مقترحاتهم بهذا الخصوص تصبّ في اتجاه رفع الغطاء عن الحكام الفاشلين، عن طريق السماح بحدوث تغييرات بنيوية وسياسية على مستوى الأنظمة العربية، تفضي إلى فتح مجال الحريات والإبداع، يتم من خلالها احتواء القوى الاجتماعية الصاعدة، لا سيما الإسلامية منها عبر العملية السياسية السلمية، إذ توقعت مراكز الأبحاث الغربية أن يسهم ذلك في تحقيق معدلات نمو نسبية، يمكن أن تخفف من شدة وتداعيات الاحتقان، كما أنها تمتص حرارة القوى الناشئة بفعل ممارستها للسلطة، وتصبح أكثر براجماتية وواقعيّة في علاقاتها مع الغرب.

 
طبعا تلك الأفكار التي طرحتها مراكز الدراسات على صناع القرار، لم تكن تبحث البتة عن إسداء مصالح عربية، بل هي في صلب المخططات الوقائية التي تندرج في إطار تطويق “ظاهرة الإرهاب” في مهدها، وتفكيك قنابل التطرف قبل انفجارها في ديار الغربة، مثلما وقع مع تفجيرات “القاعدة” في واشنطن ولندن ومدريد مثلا، وفي النهاية، كانت ستؤدي إلى تقليص الهجرة الخارجية نحو الغرب بحثا عن حياة أفضل.
لا شك أن هذه الرؤية الجديدة في تعاطي الغرب مع أوضاع العالم العربي، كانت صائبة من حيث المبدأ، وتخدم المصالح المشتركة لكلا الطرفين، وكان من الممكن لتلك الإستراتيجية لو نفذتها الولايات المتحدة الأمريكية أن تكون مفتاحا للحدّ من تداعيات الاستبداد والفساد في بلاد العرب على أوطان الغرب، لكن المشكلة الأساسية هي أن عقدة الاسلاموفوبيا التي تسكن عقول الغربيين، وحجم الضغوطات التي تمارسها اللوبيات الصهيونية على صناع القرار،.

 
وفق قاعدة “أخف الضررين”. ولكنها الأن إنتفضت بقوة لمواجهة داعش فى العراق ولكن عندما بدأت معركها كان الضرب فى سوريا وهو ما يخفى الكثير من أهداف أمريكا لهذه المعركة وهذا ما يؤكد إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان مترددًا في إقحام قواته في الحرب الأهلية الدائرة بسوريا أو إعادة تجديد التدخل العسكري الأمريكي في العراق، لذلك بدت استراتيجيته التي تعتمد فقط على الضربات الجوية تعكس هذا الحذر، لكن النتائج أظهرت حتى الآن أنه ربما رغب في اتباع ميوله الأصلية في أن يبقى بعيدًا عن ساحات الصراع”.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79606515
تصميم وتطوير