الأربعاء الموافق 05 - فبراير - 2025م

“أم الرشراش” (1)

“أم الرشراش” (1)

 

عبد الشافى مقلد
إبتداءاً من مقالى هذا أتناول القضية المهمة والأخطر فى تاريخ مصر والمصيرية بالنسبه للمصريين، وهى قضية قرية أم الرشراش المصرية المحتلة.. ميناء إيلات الإسرائيلى حالياً، والتى ستعود إلى حضن الدولة شاء من شاء وأبى من أبى، سأتناول تاريخ القرية.. كيف كانت وكيف أُحُتلت وكيف أصبحت الآن؟!.. ومواقف رؤساء مصر ما بين “المغلوب على أمره” و”المفرط”، وآراء المعنين بالأمر وأصحاب الإهتمام بالقضية على مر تاريخ الإحتلال، فضلاً عن كشف مفاجآت مدوية لم تُنشر من قبل، والجهود القتالية التى بذلتُها على مدار خمسة أعوام من أجل العمل على إستعادة أرضنا المحتلة بصفتى كمواطن مصرى أولاً، وكصحفى والمتحدث الإعلامى بإسم الجبهة الشعبية لإستعادة قرية أم الرشراش المصرية المحتلة ثانياً.. على سلسلة مقالات متتالية تبدأ من هذا..
قرية مصرية صغيرة تسمى “أم الرشراش” أراد العدو الإسرائيلى أن يطمس إسمها من الوجود بعد أن إستولى عليها منذ 66 عاماً وغير إسمها من أم الرشراش إلى ميناء إيلات الإسرائيلى، إلى أن صار واحداً من أشهر الموانئ الإسرائيلية وأكثرها أهمية عند مدخل البحر الأحمر، واعتقد العدو أن الزمن كفيل بنسيان ماحدث لتلك القرية.
تقع قرية أم الرشراش عند مدخل البحر الأحمر.. تُنسب إلى بعض القبائل العربية التى أقامت بها فترة طويلة، وقد إكتسبت هذه القرية أهمية بالغة منذ فجر التاريخ نظراً لموقعها الإستراتيجى، فهى المنفذ الذى يربط بين الشرق والغرب، ولم تكن تلك الأهمية غائبة عن أعين المستعمرين المتربصين للإنقضاض على خيرات الشرق وثرواته أو غائبة عن أعين العصابات الصهيونية التى إستولت على أرض فلسطين، فلم تمر سوى أيام معدودة على توقيع إتفاقية الهدنة بين مصر وإسرائيل في “رودس” فبراير عام 1949م، حتى هاجمتها عصابات الهجانة الصهيونية ـ التى إرتكبت من قبل مذابح دير ياسين ـ ليلة 10 مارس عام1949م، ولم يكن يحرس تلك القرية فى ذلك الوقت سوى 350 جندياً من حرس الحدود المصريين المسلحين بأسلحة قديمة، ورغم المقاومة الباسلة التي أدارها هؤلاء الجنود إلا أن العصابات الصهيونية والمسلحة بأحدث الأسلحة إستطاعت فى النهاية الإستيلاء على القرية، وكان أول ما فعلته نزع العلم المصرى وإستبداله بنجمة داوود السدادية.
إستمرت إسرائيل في إحتلالها لأم الرشراش وسط تعتيم إعلامى رهيب حتى أثير هذا الموضوع على إستحياء إثر إعلان مصر إغلاق خليج العقبة عام 1967م وهو الإجراء الذى دفع إسرائيل إلى شن عدوان يونيو 67.
لم تسقط أم الرشراش من ضمير الشرفاء من أبناء مصر سواء كان على المستوى الرسمى أو الشعبى حين واجه التفريط الرسمى.. فى العدد القادم “أم الرشراش” (2).

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79612691
تصميم وتطوير