السبت الموافق 08 - فبراير - 2025م

أم الرشاش. إيلات المحتلة مصرية حتى لاننسي

أم الرشاش. إيلات المحتلة مصرية حتى لاننسي

كتب _ دكتور عبد الفتاح عبدالباقى

ام الرشراش إيلات المحتلة مصرية حتى لاننسى. الموضوع قضية حقوق تاريخية لذلك جمعت كل الدراسات التى تحفظ الحق للتاريخ والأجيال القادمة حين يأتى يوم الحساب مع العصابات الصهيونيةفمؤسس تلك الدولة العصابة بن جوريون قال:
((إيلات هي مسألة حياة أو موت لإسرائيل))
وهو صادق لأنها فى منتهى الخطورة الاستراتيجية وبدونها يصبح البحر الأحمر بحيرة عربية صرفة وهى سبب جميع الحروب و كانت السبب المباشر لدخول إسرائيل العدوان الثلاثى بجوار إنجلترا وفرنسا لفك الحصار المفروض على خليج العقبة، بدعوى أن ميناء إيلات الإسرائيلي( أم الرشراش ) تم تجهيزه للملاحة الدوليةو بعد منع مصر دخول أو مرور السفن في خليج العقبة أصبح معطلا
واحتلت سيناء حتى تم استعادتها في مارس 1957 بقرار للأمم المتحدة وجود قوات طوارئ دولية لضمان عدم قيام حرب
والسماح للسفن المدنية بالوصول لميناء إيلات
وهى أيضا سبب حرب عام 1967 عندما مارست مصر حقها السيادى بقفل خليج العقبة فانسحبت القوات الدولية
(( مما يؤكد أنه فى 56لم يحدث أى تنازل مطلقا ))
((وإلا ما انسحبت القوات الدولية وتمسكت باتفاق التنازل ))
. كل ذلك يبين الخطورة الاستراتيجية لام الرشراش إيلات التى احتلها رابين فى عشرة مارس 1949 مستغلا هدنة رودوس فى 24فبراير قبل أسبوعين
وقد صدرت دراسة بحثية علمية عن دار الشروق عام 2013 بعنوان :(( لكي لا ننسى ام الرشراش أرض مصرية)) للباحث القدير فتحى عبدالعليم
((و «الأهرام العربي» نشر عدد خاص مرفق صورته فى 13 يونيو 2016 بعنوان أم الرشراش مصرية لماذا الصمت))
وفتح ملف كامل حول «أم الرشراش» واهتم بالباحث الأستاذ فتحي عبد العليم، الباحث الذي قدم كتابه المذكور موثقا بالأدلة والمستندات والوثائق، يثبت أن مدينة «أم الرشراش» مصرية
ttp://elw3yalarabi.org/elw3y/2018/06/10/%D8%A3%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B4%D8%B1%D8%A7%D8%B4-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%8A%D8%B2%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE/

* أولا *
*كتاب بعنوان «((لكى لا ننسى أن أم الرشراش أرض مصرية»، جمع الباحث فتحى عبدالعليم كل الأدلة والمستندات على أن أم الرشراش إيلات المحتلة مصرية
* ثانيا *
*الدكتور محمد متولى فى كتابه «اتفاقية رودس بين العرب وإسرائيل 1949 يقول /
إن وجود إسرائيل فى خليج العقبة أمر غير قانونى، ويعد انتهاكا لقرارات مجلس الأمن الصادرة فى 15 يوليو 1948 وفى نوفمبر 1948.
وأوضح أن أم الرشراش كانت تابعة للدولة المصرية أثناء اتفاقية رودس وكان المفاوضون الإسرائيليون يطلبون حقوق تحرك من المصريين فى منطقة النقب الجنوبية أى قبل 24 فبراير 1949 وقبل قتل الجنود المصريين فى أم الرشراش 10 مارس 1949.
ولهذا السبب اغتال الصهاينة الكونت برنادوت الوسيط الدولى فى المفاوضات، لمطالبته أن تكون صحراء النقب ضمن حدود الدولة العربية فى مشروع التقسيم ووضع قيود على هجرة اليهود
*ثالثا *
* مذكرات محمود رياض – أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق- سجل رواية رئيس الوزراء الأردنى توفيق باشا أبو الهدى الذى أقر بها فى مؤتمر رؤساء الحكومات العربية الذى عقد فى يناير 1955 عندما قال:
((إنه عندما بدأت القوات اليهودية فى تقدمها جنوبا باتجاه خليج العقبة فى مارس 1949 لاحتلال أم الرشراش، جاء الوزير المفوض البريطانى فى عمان ليقول له أن حكومته ترى ضرورة استمرار المواصلات البرية بين مصر وباقى الدول العربية، وتقترح لذلك إرسال كتيبة بريطانية إلى مدينة العقبة لمنع اليهود من الوصول إلى الخليج، وفعلا وصلت الكتيبة الإنجليزية إلى ميناء العقبة الأردنى على أن تتحرك فى الوقت المناسب لوقف التقدم اليهودى، لكنها ظلت فى ميناء العقبة دون أن تتحرك بينما استمرت القوات اليهودية فى تقدمها لاحتلال أم الرشراش وليكتشف بعد ذلك أن جلوب باشا قائد القوات الأردنية الإنجليزى قد تواطىء مع العصابات اليهودية لاحتلال أم الرشراش بهدف الوصول إلى منفذ على البحر الأحمر)))
*رابعا *
طالب الزعيم جمال عبد الناصر بأم الرشراش
و عرض عليه الرئيس الأمريكى جون كيندى إقامة كوبرى يمر فوق أم الرشراش بهدف الربط بين المشرق والمغرب
، لكن ناصر رفض وقال له لااستبدال أرض مصرية بمجرد كوبرى
*خامسا *
ونسبت تصريحات للرئيس مبارك فى حوار مع صباح الخير يا مصر عام 1997:
((بأن أم الرشراش أرض مصرية، وكذلك الدكتور أسامة الباز))

. *سادسا *
وزير الخارجية أحمد أبوالغيط وحده فقط
أعلن أن أم الرشراش ليست أرضا مصرية وفقا لاتفاقيتى 1906 و1922،وأنها كانت ضمن الأراضى الفلسطينية وفق قرار الأمم المتحدة 181 فى نوفمبر 1947،
*سابعا *
وقيل إنه عام 2000 رفضت الرقابة على المصنفات الفنية مشاهد لاحتلال إسرائيل أم الرشراش فى فيلم «شباب على الهوا» تجنبا لإثارة مشاكل مع الجانب الإسرائيلى.
وهو ما نفاه الدكتور مدكور ثابت رئيس الرقابة وقتها، مبينا أنه تم حذف مشهد واحد يظهر إسرائيل وهى تقوم بتهريب أحد القتلة لما يحمله المشهد من إساءة إلى الأمن المصرى

* ثامنا *
فى كتابه عن حرب 1948 يروى الخبير الإستراتيجى اللواء إبراهيم شكيب أن خليج العقبة يرتبط فى المنظور الإسرائيلى ارتباطا وثيقا بقناة السويس، باعتبار أن النتيجة المشتركة لحصار قناة السويس البحرى وخليج العقبة هى الحيلولة دون وصول إسرائيل إلى الأسواق الإفريقية والآسيوية بوجه عام وإلى مصادر البترول الإيرانى بوجه خاصاً، حيث كان يرد 90% من احتياجات إسرائيل البترولية آنذاك من ميناء عبدان بإيران
مما اضطرها إلى شراء ما تحتاج إليه من بترول من أسواق نائية وبأسعار مرتفعة…
ويضيف أن الحكومة البريطانية قررت أثناء معارك حرب فلسطين أن تبعث بقوة عسكرية بريطانية للمرابطة فى منطقة أم الرشراش بدعوى أنها منطقة إستراتيجية مهمة لمواصلات الإمبراطورية
بين قاعدة قناة السويس فى مصر وقاعدة الحبانية فى العراق
، ويذكر رواية رئيس وزراء الأردن توفيق أبو الهدى فى اجتماعات مجلس رؤساء حكومات الدول العربية بتاريخ 24 يناير 1955 أنه فى فبراير 1949 انسحبت القوة البريطانية من منطقة أم الرشراش وسلمتها لقوات من الجيش الإسرائيلى، وهكذا فإن الجيش الإسرائيلى الذى لم يستطع الوصول إلى أم الرشراش بالحرب وصل إليها بترتيب خاص وهادئ مع السياسة البريطانية
، ووقتها لم تعد هناك حجة سلامة خط مواصلات الإمبراطورية البريطانية..
* تاسعا*
محمد فيصل عبد المنعم فى كتابه «أسرار 1948» يقول:
أن اليهود احتلوا أم الرشراش دون قتال، وكان عدد القوات اليهودية التى وصلتها 200 جندى بسيارات الجيب واللوريات ومعهم عدد قليل من اللوريات وبديهى أن هذه القوة كان يمكن القضاء عليها فى الصحراء لو سمح جلوب باشا»
*جلوب باشا هو ضابط بريطانى تولى قيادة الجيش العربى الأردنى خلال الفترة من 1939 حتى أعفاه الملك حسين من مهامه 1956،
**يقول دكتور جمال حمدان :
«((إن سيناء تحمل بصمات مصر حضارة وثقافة وطابعا وسكانا بالقوة نفسها التى يحملها أى إقليم مصرى آخر»))
* استولت إسرائيل على أم الرشراش فى 10مارس عام 1949 بعد أسبوعين من إتفاقية الهدنة فى 24فبراير 1949مستغلة الهدنة
وحولت اسمها إلى إيلات نسبة إلى «أيلة» المذكورة فى التوراة

*عاشرا *
* الباحث فتحى عبد العليم فى كتابه «كى لا ننسى أن أم الرشراش أرض مصرية»، يعد الدراسة الوحيدة المنشورة عن قضية أم الرشراش، أصل مصرية أم الرشراش بمراجع مثل
* ابن كثير والضحاك وتحدثوا عن مدينة أيلة بوصفها ملتقى الحجيج من المغرب ومصر وبلاد الشام
* وذكر مؤرخو السيرة النبوية أن النبى صلى ألله عليه وسلم اهتم بأيلة،
*وأعطى لأهلها عهد أمان فى رسالة جاء فيها:
(( هذه أمنة من الله ومحمد النبى رسول الله ليختة بن رؤبة صاحب أيلة وأهل أيلة سفنهم وسيارتهم فى البر والبحر لهم ذمة محمد النبى ومن كان معهم أهل الشام وأهل اليمن
*«. كما أثبت المؤلف أن أيلة طالما كانت ضمن الحدود المصرية، مشيرا إلى أن هذا الاسم وجد فى قائمة تحتمس الثالث بالكرنك
بينما دونت العقبة على لوحة تحتمس الأول فى توميس بالنوبة. واستند المؤلف إلى العديد من المصادر التاريخية:**
* ومنها «فتوح مصر وأخبارها» لابن الحكم
، والذى هو أقدم مرجع يؤرخ لمصر العربية، وفيه أن حدود مصر تمتد جنوبا حتى أسوان
أما عرضها فيمتد من برقة فى الغرب حتى أيلة فى الشرق
وهى الحدود التى كانت عليها مصر قبل الفتح العربى وبعده ظلت طوال تسعة قرون قبل الفتح العثمانى وبعده.
** وفى «المسالك والممالك» لابن خردذابة، نجده يقول: «وحدها طولا من برقة إلى أيلة وعرضا من أسوان حتى رشيد.. وهى الحدود التى أقرها القلقشندى والمقريزى والمسعودى
* وأشار الفرمان 1841 الذى اعترفت بمقتضاه الدولة العثمانية بأن حدود مصر تشمل كامل سيناء، بالإضافة إلى بعض المراكز التى تحمى طريق الحج المصرى وهى العقبة والمويلح، وضبا على الساحل الشرقى لخليج العقبة ومنها أم الرشراش
***(((. ويشير المؤلف إلى أن الاستناد إلى اتفاقية 1906 فى مسألة الحدود المصرية تعبر عن أسلوب انتقائى فى اختيار البراهين فلماذا نحتج بتلك الاتفاقية ويتم تجاهل الفرمان العثمانى وفرمان 1892 وملحقاته، ومن قبلهما فرمان 1841 ولماذا ينكرون تاريخ الحدود المصرية طوال تسعة قرون سابقة على التاريخ العثمانى فضلا عن التاريخ القديم! ))))
***وأشار إلى أن صك الانتداب البريطانى لفلسطين 1922 لم يضع حدودا لفلسطين بل كانت قوات حرس الحدود المصرية موجودة فى أم الرشراش منذ عام 1931
ومسجل ذلك فى سجلاتها الرسمية أى أثناء عهد الانتداب.إضافة إلى أن مصر قدمت وثائق مصلحة حرس الحدود من عام 1931 – 1935 ضمن وثائق التحكيم فى طابا وورد فيها أن قوات الحدود المصرية استولت عام 1931 على أم الرشراش لموقعها المهم وارتفاعها على سطح البحر وأهميتها للأمن المصرى
*فى القاموس الجغرافى للبلاد المصرية من عهد قدماء المصريين وحتى سنة 1945 الذى وضعه وحققه محمد رمزى المفتش السابق بوزارة المالية الذى توفى عام 1945 جاء:
«أن العقبة هى بلدة فى طريق الحجاج بين مصر والحجاز كانت تسمى قديما «أيلة» وقد كانت مدينة جليلة القدر على ساحل البحر الملح بها التجارة الكثيفة وأهلها أخلاط من الناس وهى على بعد يوم وليلة من جبل الطور ولمجاورة أيلة إلى عقبة من الجبل يصعب الصعود إليها تعرف بعقبة أيلة فقد أطلق أهل مصر اسم العقبة على ذات بلدة أيلة لمناسبة مرورهم عليها من طريق الحج فى كل عام وكانت العقبة تابعة لمصر، أما الآن فهى من بلاد إمارة شرقى الأردن المجاورة لأرض فلسطين بقارة آسيا فى حدود مصر».
*محمد على لما تسلم حكم مصر، قام بضم قلاع الحجاز إلى سلطته السياسية والإدارية، وجعل من نفسه حاميا للحرمين الشريفين وحتى بعد أن استرجع منه السلطان عبد الحميد الحجاز، ظلت العساكر المصرية بقلاع الحجاز المويلح وضبا وقلعة العقبة وقلاع سيناء لحماية درب الحج.
ولما أهمل درب الحج البرى عبر أراضى سيناء بعد تحول الحجيج للطريق البحرى 1885 طالبت الدولة العثمانية محمد على باسترجاع قلاع الحجاز فسلمها وكان آخرها قلعة العقبة 1892
وأصدر السلطان العثمانى فرمان 1892 بضم منطقة العقبة للأراضى الحجازية
***، وبقيت أم الرشراش ورأس النقب وطابا تحت الحكم المصرى حتى عام 1906 عندما احتلت القوات العثمانية أم الرشراش وطابا ورأس النقب ثم انسحبت منها بناء على الضغط البريطانى وعقدت معاهدة مع بريطانيا قضت بضم طابا ورأس النقب لمصر وأم الرشراش للحجاز
* إحدى عشر *

دراسة باسم الباحثة / ألفت أحمد الخشاب فى دراسة عن تاريخ تطور حدود: مصر الشرقية وتأثيره على الأمن القومى المصرى 1892- 1988
تقول .أن الأزمة الأولى التى تتعلق بالحدود الشرقية وقعت عام 1892 عندما أرادت الدولة العثمانية اقتطاع العقبة من الحدود المصرية، وتراجع الباب العالى تحت الضغط البريطانى لينص فرمان توليه الخديو عباس حلمى الثانى على بقاء سيادة الخديو على الأراضى المصرية
، كما كانت فى عهد جده إسماعيل ووالده توفيق
. وعندما أرادت الإدارة العثمانية إثارة مسألة سيناء وخليج العقبة مرة أخرى 1906 طلبت الحكومة المصرية تعيين لجنة مشتركة من المصريين والأتراك لتحديد التخوم بين شبه جزيرة سيناء والممتلكات العثمانية فى الحجاز والشام فتم تجاهل الطلب المصرى
واشتد النزاع بعد أن سارعت القوات العثمانية إلى احتلال العقبة وطابا وانتهت المفاوضات إلى تشكيل لجنة وضعت اتفاقية 1906 التى أصرت الحكومة العثمانية على تسميتها باتفاقية الحد الفاصل وليس الحدود بحكم استمرار تبعية مصر الاسمية للدولة العثمانية،
إلا أنه اكتسب صفة الخط الحدودى السياسى بمقتضى المادة السابعة بحيث لا يسمح للجنود العثمانيين ورجال الشرطة بعبور الحدود وهم مسلحون.
*وتذكر د. ألفت الخشاب أن مصر تنازلت عن أراض لها على الجهة الغربية من الحد الفاصل حتى يكون الاتفاق مرضيا للطرفين.
و تؤكد د. ألفت أن صناعة الخط الشرقى الحدودى الدولى لمصر لم يكن صناعة بريطانية أو استعمارية، بل كان نتيجة لظهور الفكر الوطنى والهوية القطرية،
وأن تعيين ذلك الحد تم وفقا لاعتبارات سياسية وتاريخية وجغرافية وديموجرافية.
بحث:
دكتور عبدالفتاح عبد الباقى
طبيب مصرى القاهرة

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79664489
تصميم وتطوير