الخميس الموافق 06 - فبراير - 2025م

نحن قاطنى هذا العقار الجميل

نحن قاطنى هذا العقار الجميل

بقلم /  جيهان عزمى

هذا العقار الذي أرتبط بنا و ارتبطنا  به منذ الصغر الشاهد علي كل تاريخينا و تاريخ كل سكانه فهو جميل, كبير,عظيم ولكن بسبب الكثير من عوامل الزمن و التخريب و أيادى بعض سكانه أصبح متهالكا و آيلا للسقوط .

 

بعد الكثير و الكثير من الإجتماعات و المحاولات لإنقاذ هذا العقار من السقوط الوشيك أولينا أحدنا مهمة إصلاحه وترميمه و إعادته لسابق عهده, هذا الرجل المختار مشهود له بالكفائة و النزاهة من الجميع .

 

بالفعل تولي هذه المهمة الشاقة و بدأ إحضار العمال اللازمين, كهربائي و سباك و نجار و مقاولين.. الخ , العقار ضخم والحمل ثقيل جداً و عملية الترميم تكاليفها عالية و لكنه طمأن الجميع أنه يستطيع و بالفعل بدأ في العمل الجاد وكانت المفاجأة عند بداية دخول العمال وجد أنهم يتكلمون و يعدلون علي أعمال الآخرين أكثر من انشغالهم بأعمالهم بمعنى أن كل منهم ينتقد عمل الآخر الذى لا يفهم عنه شيء وهو لم يكمل عمله من الأساس فالكهربائي ينتقد عمل السباك والنجار ينتقد عمل المهندس و المقاول لا يعجبه كل الأعمال و هكذا ..

 

 

حتى وصل الأمر أن يعرضون هم الأفكار لإصلاح العيوب من وجه نظر كل منهم فأصبح الكهربائي يريد الإشراف علي اعمال الترميم و السباك يريد الإشراف علي الديكور و هكذا كل يفتي فيما لايفهم و لا يعمل قدر ما ينتقد . بدأ السكان في استشعار الخطر العمل لا يسير كما يجب و العقار مهدد بالإنهيار و وقتها لن يجدوا مكاناً أو ملاذاً غيره فانقسموا فيما بينهم البعض يحمل الرجل المسؤل مسؤولية انعدام ضمير العمال و كسلهم بالرغم مما يرونه من تفاني و همه لهذا الرجل و البعض أراد أن يدلي بدلوه في أعمال الترميم و هو لا يعلم عنها شيئا فيتأخر العمل أكثر و أكثر.

 

 

 

الوقت يمر و العقار مهدد و بعض أصحاب العقارات المجاوره يريدون لعقارنا السقوط حتى يصبح لعقاراتهم قيمة وشأن … السكان قلقون للغاية فمسكنهم و مسكن أولادهم مهدد بالانهيار, إتفقنا علي عمل إتحاد ملاك للمراقبة و التحفيز إذا لزم الأمر و لكن للأسف انشغلوا بصغائر الأمور أكثر من انشغالهم بمستقبلهم و مستقبل أولادهم, حتى وإن كان بينهم من هم ذو علم و ضمير أو عزيمة لكن كل هذا تاه من كثره العراك و النقاشات الحاده فيما لم و لن يرنوا الي عمل أو إنجاز,

 

 

اتهامات هنا و هناك جعلت الكل ينسي العقار المتصدع و مستقبله و يتفرغ للدفاع عن نفسه ووجهه نظره حتى و ان كانت لا تستحق … مع الوقت أصبح العقار لا عمل فيه بل كلام فقط وعراك و تنظير و مزايدات و تحميل الماضي مسئولية ما وصل له عقارنا الجميل الذي لا حول له ولا قوه سوي أننا قاطنوه ..

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79634258
تصميم وتطوير