محمد الجريتلي .. أميرة السمان

كانت المرأة في مصر القديمة بالفعل قوة فاعلة ومؤثرة في مختلف جوانب الحياة، حيث تمثل دورًا مركزيًا في الدين والسياسة والمجتمع، وليس فقط ضمن إطار أدوار تقليدية كالزوجة والأم، فبعض الملكات مثل حتشبسوت وكليوباترا شكلن رموزًا قوية للسلطة والقيادة.

حكمت البعض منهن لمدة طويلة وأثبتت قدرتها الفائقة في إدارة الإمبراطورية، وحرصت على بناء معابد ومنشآت ضخمة كما قامَت بتوسيع التجارة.

ومن خلال الألقاب التي حملتها الملكات مثل “سيدة الأرضين” و”الحامية”، نجد أن المرأة في مصر القديمة لم تكن مجرد رمز للجمال أو الحماية بل كانت صاحبة قرار، تمارس السلطة وتشكل التاريخ بنفس قوتها وحكمتها.

وليس غريبًا أن تحمل المرأة مثل هذه الألقاب في حضارة عظيمة مثل الحضارة المصرية القديمة التي أظهرت فهمًا عميقًا لأهمية دور المرأة في الحفاظ على التوازن الاجتماعي والسياسي.

وتساءل الكثير قديما وحديثا، هل حكمت النساء مصر؟.. وهل كانت مجرد ملكة بجوار العرش أم صاحبة قرار؟

الحقيقة أن المرأة في مصر القديمة لم تكن مجرد عنصر مكمل، بل كانت شريكة حقيقية في صناعة التاريخ! الحضارة المصرية سبقت غيرها من حضارات الشرق في تقدير المرأة ومنحها مكانة استثنائية، جعلتها تتصدر المشهدين الديني والدنيوي.

لم تكن فقط أما وزوجة، بل كانت قائدة، كاهنة، وحاكمة!، حيث ارتبط اسمها بأساطير الخلق، وتقلدت مناصب دينية كبرى، حتى أنها حملت لقب “ابنة الإله” و”سيدة التجلي”.

أما في السياسة، فرغم أن حكم المرأة لم يكن شائعًا، فإن بعضهن استطعن اعتلاء العرش في أوقات عصيبة، مثل مريت نيت، أقدم ملكة في التاريخ، والملكة الجبارة حتشبسوت التي حكمت بقبضة من حديد!

ومن الألقاب التي حظيت بها الملكات: “سيدة الأرضين”، “القابضة على الأرضين”، “قوية الذراع”، و”الحامية”، وهي ألقاب تعكس دور المرأة كحاكمة لا تقل شأنًا عن الرجل.

المرأة في مصر القديمة لم تكن فقط نصف المجتمع، بل كانت نصف الحكم.. وأحيانًا، كانت هي الحكم كله.