الثلاثاء الموافق 24 - ديسمبر - 2024م

خالد جزر.. يكتب: «سورية في مفترق طرق.. هل يكون التعايش اتجاه إجباري»؟

خالد جزر.. يكتب: «سورية في مفترق طرق.. هل يكون التعايش اتجاه إجباري»؟

هل انتهت الحرب؟ سورية تحت القصف الدبلوماسي

 

 

سوريا.. تلك الدولة الطيب أهلها؛ التي كانت يومًا ما نموذجًا للتعايش والتعددية، أصبحت ساحة حرب ضروس نتيجة لقرارات فردية وأحلام شباب ظنوا أنهم يسعون للإصلاح، ولكنهم دفعوا بلادهم إلى أتون الفوضى. بين المطالب المشروعة والتلاعب الخارجي.. تقف سوريا اليوم شاهدًا على كيف يمكن للأحلام أن تتحول إلى كوابيس إذا ما غابت الحكمة والرؤية الواضحة.

 

البدايات.. أحلام شبابية تتلاعب بها الأطماع

مع بداية عام 2011، خرج آلاف الشباب السوري إلى الشوارع، حاملين شعارات تنادي بالحرية والعدالة، بدأت سلمية؛ عكست رغبة حقيقية في التغيير؛ لكن وسط هذه الأصوات، تسللت جماعات ذات أجندات خفية، استغلت حماس الشباب وسذاجتهم السياسية..

 

الجماعات المسلحة، التي كانت تخطط منذ سنوات لإيجاد موطئ قدم لها في سوريا، رأت الاحتجاجات فرصة ذهبية؛ وسرعان ما تحولت التظاهرات إلى مواجهات مسلحة، دفعت البلاد بأكملها إلى دوامة من العنف استمرت 13 عامًا..

 

الجماعات المسلحة و السيطرة على المشهد

 

لم يكن استيلاء الجماعات المسلحة على المشهد السوري أمرًا عشوائيا؛ فقد استغلت هذه الجماعات حماس الشباب السوري و أحلامهم، بعض الشباب انضموا لهذه الجماعات بدافع الحماس أو الشعور بالظلم، بينما انضم آخرون تحت تأثير الإغراءات المادية والدعائية.

 

مع تصاعد الصراع، تمكنت هذه الجماعات من بسط سيطرتها على مساحات واسعة من البلاد، وبدلًا من تحقيق الحرية والعدالة، وجد الشباب أنفسهم أدوات في يد قيادات تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة، سواء كانت سياسية أو طائفية أو حتى إجرامية.

 

من الأمل إلى الدمار

وفي لحظة تحولت سوريا من بلد يعج بالحياة إلى مسرح للدمار، البنية التحتية دُمرت، الملايين تهجروا، ومئات الآلاف فقدوا حياتهم. والأدهى أن الشباب، الذين كان من المفترض أن يكونوا عماد النهضة، أصبحوا وقودًا للحرب، والانقسامات الصراعات..

 

المشهد الداخلي وتعدد الولاءات جعل من المستحيل على الشباب تحقيق أهدافهم الأصلية، عوضًا عن ذلك، وقعوا في فخ الصراعات الطائفية والقبلية، وأصبحت سوريا رهينة للمصالح الإقليمية والدولية.

 

التلاعب الخارجي.. الوقود الذي أشعل النيران

لم يكن سقوط سوريا نتيجة لتحركات داخلية فقط، بل لعبت القوى الخارجية دورًا محوريًا في تعميق الأزمة، فبعض الدول دعمت الجماعات المتطرفة بالسلاح والمال، بينما استغلت دول أخرى الصراع لتحقيق أجنداتها الجيوسياسية..

 

النتيجة كانت تدمير النسيج الاجتماعي السوري، وتقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ متصارعة، وكلما زادت التدخلات الخارجية، اتسعت الفجوة بين السوريين، مما جعل العودة إلى الوحدة أصعب..

 

دروس مستفادة.. ما الذي يمكن فعله؟

ما حدث في سوريا يقدم درسًا مريرًا لجميع شباب الشعوب؛ الحماس وحده لا يكفي لتحقيق التغيير، لابد من وجود رؤية شاملة، وقيادة واعية تدرك التحديات الداخلية والخارجية، وتجنب المصالح الخاصة، كما أن الوحدة الوطنية هي السلاح الأقوى في مواجهة أي محاولات لتفتيت الوطن..

 

ختامًا.. هناك أمل في المستقبل رغم كل ما حدث، لا تزال هناك فرصة للشعب السوري بالعودة كدولة موحدة وقوية، ولكن الأمر يحتاج إلى جهد مشترك من جميع الأطراف، وإلى الشباب خاصة ان يدركون أهمية العمل الجماعي بعيدًا عن الفتن والتحريض..

 

إن إعادة بناء سوريا ليست فقط مسؤولية الحكومة أو المؤسسات الدولية، بل هي واجب كل سوري يؤمن بوطنه، فالحلم السوري لم يمت، ولكنه يحتاج إلى من يعيد إحياءه بروح الأمل والعمل المشترك..

 

دور مصر تجاه الشعب الشقيق

 

بعد إعلان التلفزيون السوري رسمياً، صباح سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، بإعلان الفصائل السورية المسلحة أنها حررت دمشق وأسقطت النظام، وإعلان رئيس الحكومة السورية محمد غازي الجلالي، استعداده للتعاون مع الجميع وأي حكومة يختارها الشعب، أكدت مصر على دعمها الكامل للدولة السورية والشعب السوري وسيادته ووحدته..

 

وأصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا أكدت فيه أنها تتابع باهتمام كبير التغيُّر الذي شهدته الجمهورية العربية السورية الشقيقة، وتؤكد وقوفها إلى جانب الدولة والشعب السوري، ودعمها لسيادة سوريا ووحدة وتكامل أراضيها.

 

دبلوماسية الإمارات

 

أكد الدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، في تغريدة عبر حسابه في «إكس»: «منذ بدايات الثورة السورية عام 2011، حافظت الإمارات على موقف متزن وواقعي يستند إلى سيادة سوريا ووحدة أراضيها ودعم شعبها واحتضانه، والتصدي للإرهاب. من خلال عضوية التحالف الدولي، والموقف في الجامعة العربية، والدعم الإنساني للأشقاء السوريين». وتابع: «يبقى اليوم هذا النهج الذي يوجهنا عربياً ودولياً».

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 78714675
تصميم وتطوير