بقلم : على بدر
يحكي صديقي انه في بداية التسعينات ساقته الاقدار لان يعمل كمعد برامج في أكبر برنامج تليفزيوني في مصر والوطن العربي في ذلك الوقت وهو برنامج صباح الخير يا مصر دون تدخل أو توصية من احد ، وتحديدا نهاية عام ١٩٩٤ عندما كان هذا البرنامج ينتجه قطاع التليفزيون في ماسبيرو قبل إنشاء قطاع الاخبارالذي كان إدارة عامة تابعه لقطاع التليفزيون ويتذكر أن حماس الشباب المرتبط بنشاطه السياسي في ذلك الوقت جعله يتقدم بفكرة فقرة عن الفساد تذاع في برنامج صباح الخير يا مصر الذي يشاهده الرئيس مبارك شخصيا ويتابعه صفوت الشريف وزير الإعلام بنفسه والغريب أن المسئولين وافقوا علي الفكرة
وكانت فقرة ثابتة تذاع باسم المفسدون يمتنعون وكانت تكشف عن قضايا فساد حقيقية في كل قطاعات الدولة ولم يخش صفوت الشريف أن هذا يسيء لسمعة الدولة أو أجهزتها بل أكد له أحد القيادات السياسية المعارضة في ذلك الوقت أن هذه الفقرة البسيطة لها تأثير في زمن كان يعج بالفساد فعندما يرا المواطن تليفزيون الدولة يكشف عن الفساد كان يطمئن أن هناك من يدافع عنه ويمتص غضبه نحو ما يراه اما عن ما يشاهد في الخارج فهو يؤكد أن الدولة تبحث عن النزاهة والشفافية فكان صفوت الشريف رحمه الله ذكي وعبقري و يعرف كيف يدار اعلام الدولة
وكانت تقدم هذه الفقرة واحدة من عملاقة الإعلام المصري وهوانم ماسبيرو وهي المذيعة اللامعة وقارئة النشرة الرصينة صاحبة الحضور والطلة المميزة والحس الوطني علي الشاشة الدكتورة أميمة ابراهيم مدير عام المذيعين بقطاع الاخبار في ذلك الوقت فكان ضيوف الفقرة المستشار ماهر عبدالواحد النائب العام ورئيس المحكمة الدستورية العليا رحمه الله والذي أحال أكثر من نائب بمجلس الشعب الي محكمة الجنايات في قضية نواب القروض الشهيرة والمستشار جابر ريحان المدعي العام الاشتراكي رحمه الله والمستشار سري صيام مساعد وزير العدل لشئون التشريع والمستشار عدلي حسين محافظ القليوبية والمنوفية ونقيب المحامين سامح عاشور ورئيس هيئة النيابة الإداريةوظلت الفقرة سنوات علي الشاشة
بابداع المخرج احمد معوض ورئيس التحرير علي عثمان وتراس قطاع الاخبار في حينها مذيع مجلس النواب الراحل سمير التوني و المرحوم محمد الوكيل وكانوا رجال دولة بحق ؛؛؛
وحكي لي أن العملاق الاذاعي الراحل الإعلامي حمدي الكنيسي كيف اختاره هوه ومجموعة من الكتاب الشباب ليصبحوا مؤلفي الدراما لمسلسلات الاذاعة المصرية في هذه الفترة
ومنهم الكاتب والمؤلف ايمن سلامه الذي أصبح من أهم كتاب الدراما في مصر وكيف دعمهم وشجعهم حتي أنه نجح في كتابة مسلسل الناصر صلاح الدين لغة عربية فصحي تاريخي وهو في بداية العشرينات في شهر رمضان عام ١٩٩٩ للبرنامج الثقافي وأخرجه رجب الحلواني وعصام العراقي واحمد سليم وبطولة احمد ماهر ومحمد الدفراوي وعبير الشرقاوي ؛؛ وكيف كانت سامية الاتربي الاعلامية الشهيرة الراحلة تناديه بالعبقري وتسند إليه الكثير من الثقافية بالقناة الثانية بالتليفزيون وكذلك المذيعة عزة الاتربي والمخرجة مجيدة قطب دون محسوبية أو واسطة ،،، والسبق الصحفي في لقاؤه مع الكاتب الصحفي الراحل مصطفي امين والذي قدمته المذيعة سماح الحمزاوي مذيعة القناة الثانية وبرنامج صباح الخير يا مصر التي قدمته لقيادة ماسبيرو للعمل كمعد برامج دون أي معرفة سابقة سوي أنها قرئت كتابته ودفعته لاكمال عمله في قطاع الاخبار هذا جزء من تجربة مع جيل العملاقة ورجال الدولة في ماسبيرو تليفزيون الدولة ام الان فلا تستطيع أن تنقد اي شيء في الدولة والا تجد رئيسة التليفزيون فوق راسك و٥٠ موظف من المتابعة والرقابة ومكتبها وغيرهم من المخبرين التي سخرتهم الطاغية تحاصرك
لمخاسبتك وعقابك ولا مانع أن توجه لك تهمة التحريض علي قلب نظام الحكم ؛ فرغم أن هناك توجيهات بالحديث عن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد والهدف الرابع منها بتعليمات من الرئيس عبدالفتاح السيسي الا ان الجميع يخشي ذلك وعندما أراد زميلي أن يطرح احدي قضايا الفساد لواحد من رجال الأعمال الفاسدين كان رد المسئولين لا هدف رابع ولا خامس الدوري بقي حصري والماتش خلص الكلام ده كان زمان لما كنت بتلعب كورة في نادي اسكو احنا يدوب نتكلم من بعيد عن الموضوع
بل أنه تعرض للتنكيل وتلفيق الاتهام بعد أن كشف عن قضايا فساد كبري تخص واحد من رجال الأعمال الذي تربطه صداقة بالكيان الإسرائيلي
والذي يحرض الدولة علي تصفية مبني التليفزيون وتسريح العاملين به وهو نفسه الذي يهاجم الدولة
ام حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام فهو في عالم آخر
وترك الزمام للمرتعشين والمنتفعين والفاشلة وأصبحت قيادات ماسبيرو كرتونية رحم الله عملاقة الاعلام المصري صفوت الشريف وحمدي الكنيسي وهوانم ماسبيرو وسامية الاتربي وعزة الاتربي وسهير الاتربي
ولعن الله الفاسدين والتافهين والمتربحين
التعليقات