الأربعاء الموافق 05 - فبراير - 2025م

حقيقة ما يحدث في المنظقة العربية

حقيقة ما يحدث في المنظقة العربية

تحليل .. ليلي سعد الدين

 

أعتقد أننا لو تكلمنا بالعقل والمنطق ، وبعيدا عن العاطفة فيما حدث للمنطقة العربية بداية من يوم السابع من أكتوبر 2023، ولو سألنا أنفسنا: ما هى أنواع الإستفادة التى حلت على الفلسطينيين ، واللبنانيين .. بل وعلى المنطقة العربية برمتها منذ بداية ما أسموه “طوفان الأقصى” يوم 7 أكتوبر 2023 ؟!!.. فما هى الإجابة المنطقية لدى حضراتكم على هذا التساؤل !!!.

– بداية قبل أن نجاوب على هذا التساؤل علينا جميعا أن نتذكر أولا ما كان يدور فى الداخل الإسرائيلى من أحداث حتى قبل يوم واحد من يوم 7 أكتوبر 2023.. من حيث كانت إسرائيل على وشك الإنهيار نتيجة مظاهرات متواصلة ضد فساد “نتنياهو” وحكومته ، وإنشقاقات فى الشارع الإسرائيلى ، وصراعات متتالية تشهدها لأول مرة هذه الدولة العبرية ، ومطالبات بعزل “نتنياهو” ومحاكمته هو وأسرته كأكبر فاسد فى تاريخ إسرائيل .. هذا بخلاف ضعف وتهلهل وإنحسار لدور إسرائيل إقليميا ، وضياع مكانتها على الساحة الدولية .. إلى أن جاء ما أسموه “طوفان الأقصى” فأنقلبت الأمور رأسا على عقب .. بل وتحولت إسرائيل لأول مرة فى تاريخها كقوة عالمية لا يقدر عليها أحد .. وهذا جزء من الهدايا التى منحتها حركة حماس ، وحزب الله بوصفهم أجنحة مسلحة لتنظيم الإخوان لإسرائيل .

أما عن بقية الهدايا التى منحوها لإسرائيل فى رأيى من هذه الحرب ، والتى تحولت لكوارث حلت على المنطقة العربية برمتها ، وليس على الفلسطينيين واللبنانيين فحسب ، وتتلخص فى النقاط التالية:

1- جعلوا من “نتنياهو” بطل قومى لا يقل مكانة عند الإسرائيليين عن “بن غوريون”.. مع إرتفاع أسهم اليمين المتطرف بشكل غير مسبوق ، وإنهيار كل أشكال المعارضة التى كانت تطالب بمحاكمته هو وعائلته بسبب فسادهم .

2- تسببوا فى توحيد الجبهة الداخلية الإسرائيلية ، وإلتئام النسيج الإجتماعى بها ، وعودة عسكرة المجتمع الصهيونى الذى تحول كله الآن لجنود فى خدمة كيانهم تمهيدا لتنفيذ حلمهم المزعوم “إسرائيل الكبرى من النيل للفرات”.

3- ساعدوا على إنتهاء التظاهرات ضد نتنياهو وحكومته ، وغلق جميع الملفات السياسية والحزبية والإقتصادية والإجتماعية لتصبح الكلمة العليا للجيش الإسرائيلى والحرب .

4- تسببوا فى إبتلاع إسرائيل لقطاع غزة بالكامل وتدميره ، وقتل وإصابة عشرات الآلاف من الفلسطينيين ، وتشريد مئات الآلاف .. هذا بالإضافة إلى فرض سيطرة إسرائيل التامة على الضفة الغربية ، وضياع جميع مكتسبات أوسلو ، وغلق ملف الدولة الفلسطينية بالضبة والمفتاح .

5- تسببوا أنه فى خلال أيام قليلة أو أسابيع قادمة على إبتلاع إسرائيل لجنوب لبنان أيضا ، وما تبقى من الجولان السورية لتكتسب إسرائيل مصادر إضافية للمياه العذبة والأراضى الخصبة .. هذا بالإضافة لإلغاء إتفاقيات الغاز الموقعة مع لبنان ، وإعادة ترسيم الحدود البحرية لتتم السيطرة تماما على غاز سواحل شرق المتوسط .

6- تسببوا فى حصول إسرائيل على مساعدات مالية وعسكرية مهولة من أمريكا وأوربا ، ودول الخليج العبرية مما أنعش الخزينة الإسرائيلية ومخازن السلاح بها ، وأحدثت تقدما وتفوقا عسكريا إسرائيليا بشكل مرعب .

7- تسببوا فى تدمير ما يعرف بمحور المقاومة ، والقضاء على الميليشيات المسلحة التى كانت تستخدمها إيران كخط دفاع متقدم .. هذا مما سيفتح الطريق لإسرائيل للسيطرة على العراق واليمن ، والوصول بسهولة إلى إيران نفسها .

8- تسببوا فى إنتهاء العقد العسكرية والأمنية التى ظلت تشكل عقيدة عند الإسرائيليين مثل: “طول الحرب – عدد الضحايا – حياة الأسرى – الجبهة الداخلية .. إلخ” لتتحول إسرائيل لأول مرة فى تاريخها لوحش لا يرهبه أو يردعه أحد .

9- تسببوا فى إرتفاع مكانة إسرائيل إقليميا ودوليا لأول مرة فى تاريخها بشكل يرشحها للسيطرة عسكريا وسياسيا وإقتصاديا على المنطقة العربية ، وخضوع جميع بلاد الشؤم الخليجية العبرية لها ، وتطويقها هى وعبيدها لعدو إسرائيل الأزلى “مصر” من كل الجبهات الخارجية ، والداخلية.

10- أنهم شيدوا إسرائيل الكبرى لتحقيق الحلم الصهيونى المزعوم “إسرائيل الكبرى من النيل للفرات”، ومن ثم تركيع جميع الدويلات العربية مما سيجعل الصدام مع مصر أمرا حتميا .

11- والأهم: أنهم تسببوا فى أن مصر هى التى ستدفع الثمن غاليا .. لكن بإذن الله سيتحول حلم الصهاينة المزعوم هذا إلى كابوس على أيادى خير أجناد الأرض “الجيش المصرى الباسل” مثلما فعل بكل الغزاة عبر التاريخ .

– أليس هذا هو التحليل المنطقى للأحداث الجارية ، والتى تسببت فيها حركة حماس بداية من حربها ضد إسرائيل يوم السابع من أكتوبر 2023، وفيما أسموه “طوفان الأقصى”؟!!

 

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79603753
تصميم وتطوير