الخميس الموافق 06 - فبراير - 2025م

  إصلاح النفس قبل إصلاح الفساد!!

  إصلاح النفس قبل إصلاح الفساد!!

كتب / حازم محمد

يقول الله تعالى ((﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ﴾)

فإذا استقام الإنسان على منهج الله تعالى في حياته وصل إلى كمالاته وتحصّل له منها ما فيه المنى والمراد.

 

ولكن للأسف فإنّ كثيرا من البشر لم يكونوا على هذه الصفة فأفسدوا وخرّبوا في الأرض بعد إصلاحها، وكنتيجةحتمية لهذا التخريب فإنّ بعض الأمور الطبيعيّة الّتي أثر بها الإنسان تتجّه اليوم بالأرض ومن عليها إلى الفناء من إفساد للهواء وإفساد للمياه وإفساد للتراب، ناهيك عن الفساد الإدارىو الاجتماعي والسياسي والأخلاقي الّذي سيؤدّي أيضا بنتيجة حتميّة إلى خراب وفناء الوجود البشري، إن لم يكن هناك من يتصدّى له……..،والفساد كلمة ذات مدلولات واسعة كثيرة ومتعددة أيضا، فهي قد تعني فساد الذات الفرد، أو الجماعة، وقد تعني فساد النفس، أو الفساد المادي بمدلوله العام والواسع، كالاختلاس والتجاوز على المال العام، او السرقات الفردية والجماعية التي تشكل تجاوزا خطيرا على حقوق الآخرين.

وأصعب أنواع الفساد، هو فساد الذات أو النفس، لأنها لا تتعلق بالجانب المادي بل الروحي، ولهذا ينبغي أن يكون العلاج روحيا ايضا، وهنا تظهر لنا القدرة الفائقة لتعاليم الدين،بمفاهيمه وتعاليمه،، طلبا لتنظيف النفس من الرغائب الكثيرة غير المشروعة، والتي يخضع لها الإنسان اذا كان ضعيفا ومقادا لاهواء النفس ونزواتها.وكذلك البطانة التى حول كل مسؤل لابد من إصلاح النفس عندها ،لانالفساد الإدارى مرض وآفة للإستقرار السياسى والإقتصادى والإجتماعى ، والفساد يقتل الإنتاج فى العمل ويعطل العمل ، ويقتل الطموح والإبداع  لدى كل محب لوطنة ،ويسبب الفساد إلى الرجوع للوراء ، وكل ذالك بسبب ضغفاء النفوس فى كل هيئات الدولة المصرية حتى الهيئات الدينية ،لأنهم مهمنين ولهم صولات  وجولات  ويحولون كل من عنده إبداع إلى فئات من البشر يتصفون بالذل  والخنوع ،بسب ضعف نفوسهم حتى أصبحت العلاقات الشخصية والمحاباة هما الأساس للحصول على الحقوق حتى ولو بطرق غير شرعية ،يا كل مسؤل ويا كل من فى يدك رئاسة مصلحة من مصالح المسلمين ، هل تعلم بأن الفساد الإدارى لا يقبله دين ولا يقبله عرف ولا نظام فى الدنيا  وخاصة إذا كنت رجل دين؟ ،وهل أصبح هذا الفساد من سلوكياتكم وأخلاقكم إعلموا أيها الفاسدون أن هذا الفساد إنذار خطير يهدد الوحدة الوطنية للمجتمع، وأين ما تعلمتموه من قوانين وأنظمة  من القواعد الفقهية  وهى العدل والإنصاف الذى حملها لنا ديننا الحنيف ومبادئنا الإسلامية  التي يجب أن نعتز بها ونتشرف بأن نجعلها في عقولنا ونطبقها على أرض الواقع،نعم إن الفساد الإداري ظاهرة منتشرة في جميع أنحاء العالم ولكن همنا هنا مجتمعنا بالدرجة الأولى وعلاج هذه الظاهرة يكمن في أمرين، الأول: الإصلاح الاداري بتطوير وتحديث الأجهزة الإدارية لتكون واضحة وسهلة ومرنة لتقديم ماهو مطلوب، والثاني: هو إصلاح السلوكيات والأخلاق وفن التعامل ووضع الضوابط لمساءلة النفس وتعويدها على اعتناق المبادئ السليمة الصحيحة التي جاء بها ديننا الحنيف لدعم السلوكيات والأخلاق والتعامل النظيف،فإن الإصلاح الإدارىوالقضاء على الفساد  يستلزم إصلاح النفس فنحن أولاً مسلمون والإسلام يحثنا على أن نكون متمسكين بالمبادئ الإسلامية التي تجعل الإنسان نظيفاً فكرياً وعقلياً وأميناً فيما يقوم به وهو مسؤول عنه ويقوم بواجباته بإخلاص وإتقان بعيداً عن الانحراف وتغليب المصالح الشخصية على المصلحة العامة،وإبعاد بطانة السوء  فإذا تم ذلك فسوف نقضي على الفساد وأشكاله ومنابعه وإذا وضعت الدوله يدها  على هذا الجرح العميق بإنشاء هيئة وطنية لمكافحة الفساد الإداري للقضاء على هذه الآفة، وتقوم الهيئة بواجباتها واستئصال الفساد الإداري من جذوره فقد يكون إنشاء هذه الهيئة خطوة حكيمة وتاريخية في مسار الإصلاح الشامل في وطننا الغالي ومحاربة الفساد ين.

 

 

حمى الله مصر وشعبها من الفاسدين والمفسدين

 

 

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79627946
تصميم وتطوير