د. أنسام المعروف/ العراق

‎يعتبر النص “عُمْر” للشاعر مشعل  البياتي عملاً شعرياً فنياً ذو قيمة فلسفية وروحانية صوفية، حيث يعبر الشاعر فيه عن تفكيره في المجال الروحاني وفكرة الحياة والموت والخلود ومنظوره الصوفي لهذه الامور، وذلك من خلال استخدامه لغة شعرية جميلة وبديعة.

‎تتميز النصوص الشعرية لمشعل البياتي،على العموم، بأنها تحمل في طياتها روحانية عالية، حيث يحاول الشاعر الوصول إلى الحقيقة المطلقة بعيداً عن الظواهر السطحية، ويسعى إلى تعزيز روحانيتها من خلال استخدامه للغة الشعرية الرقيقة والفلسفية.

‎يستخدم الشاعر في هذا النص العديد من الأساليب الشعرية مثل التشبيه والاستعارة، حيث يصف الأيام بأنها تمر كالرياح دون توقف، ويوصف العيون بأنها شعوب يغلب عليها الظلام، ويشير إلى أنه لا خير في عُمر حي إذا ما حُوِّلَ إلى دهر، وهو ما يعتبر استخداماً ممتازاً للوصول إلى الحقيقة المطلقة فيما يتعلق بالحياة والخلود.

‎كما يتميز النص بأنه يحوي حواراً بين الشاعر والروح، حيث يتحدث الشاعر إلى الروح الخالدة ويسألها عن مصيره بعد الموت، ويعبر عن شوقه إلى الخلود والبقاء.

‎على صعيد الأسلوب اللغوي ومعمار القصيدة، يستخدم الشاعر الكثير من الصور والألفاظ الجميلة والمعاني المغلفة بالغموض والشعور العاطفي العالي، وهذا ما يعزز من قيمة النص الفنية والأدبية.

يستخدم شاعر ايضاً الصور والرمزية بشكل جيد في هذا النص، حيث يتم استخدام صورة اللؤلؤ والقصر لتعبر عن جمال الروح والخلود. كما يتم استخدام صورة العيون والصبح لتعبر عن الوجه الحقيقي للحياة.

ويلاحظ أيضًا استخدام الرمزية في البيت الذي يقول “وكلُّ معنىً سيبلى في وصفِ مالايُقَرُّ”، حيث يعبر الشاعر عن عدم قدرة الكلمات على وصف معاني الحياة الحقيقية والأسمى.

أما بالنسبة للايقاع، فيتم استخدام القافية والتجانس والتناغم بشكل جيد في هذا النص. فالقصيدة مكتوبة على بحر المجتث، مستفعلن فاعلاتن. فالقافية المتتالية في الأبيات الختامية تضفي على النص نغمًا شعريًا جميلًا، والتناغم بين الكلمات والألفاظ يعطي النص رونقًا خاصًا. ويضيف الاستخدام الجيد للأوزان والإيقاعات إلى جمال النص وتأثيره المتعمق على القارئ بعداً إضافياً.