تقرير: إكرامي بشير

تعد مدينة رشيد المدينة المصرية الثانية بعد مدينة القاهرة في عدد آثارها الإسلامية حيث تضم ما يزيد عن أربعين أثرا تتوزع بين اثنين وعشرين منزلاً وأكثر من خمس عشرة منشأة دينية ما بين مساجد وزوايا واضرحة بالإضافة إلى الطاحون والحمام وقلعة قايتباي وبوابة رشيد.

وتعتبر قلعة قايتباي ببرج رشيد من أهم القلاع والاستحكامات العسكرية على مر العصور التاريخية وعندما شرع السلطان قايتباي فى بناء القلعة استخدم احجارا من مدينة بولبييتين القديمة على ضفاف نهر النيل بتل ابي مندور الآثرى ومن ضمن الأحجار التى نقلت حجر رشيد أحد معالم معبد بولبتنوم كما تضم المنطقة آثاراً بنزيطية وفاطمية ومملوكية.

أطلق عليها الفرنسيون قلعة جوليان وأشرف على الأعمال بداخلها إبان الإحتلال الفرنسي لمدينة رشيد جنرال بوشار الذى عثر على حجر رشيد بداخلها

وحجر رشيد طوله 115سم وعرضه 73سم وقمته العليا وزواياه من الشمال واليمين مفقودة وهو من البازات الاسود مكتوب بثلاث لغات من أعلى إلى أسفل الهيروغليفية والديموقراطية واليونانية ويرجع تاريخه إلى عام 196ق م أيام الملك بطليموس الخامس

ويوضح الأستاذ الدكتور محمود احمد درويش في كتابه موسوعة رشيد الجزء الاول أنه بعد العثور عليه أسرع بوشار إلى قائده الجنرال مينو وسلمه إياه فاحتفظ به الأخير في منزله في مدينة الإسكندرية لمدة عامين ، على أن خبر ذلك تناهي إلى بونابرت فأمر بتسليمه إلى أعضاء المجمع العلمي المصرى لدراسته وتحقيق رموزه فلما استعصى عليهم ذلك أمر باستنساخه وإرسال نسخ منه إلى علماء أوربا آنذاك ، وظل حجر رشيد مع علماء الحملة حتى جاء موعد الرحيل عن مصر عام 1801 .

ويؤكد على أن الاتفاقية تقضي بخروج جنود الحملة من مصر ونقلهم إلى فرنساعلى سفن الأسطول الانجليزي الذى كان يحاصر الشواطئ المصرية ، فأن قائد الأسطول الانجليزي هتشنسون أصر أن يسلم الفرنسيين كل ما حوزتهم من اكتشافات أثرية عثروا عليها في مصر ومنها حجر رشيد وتم ذلك لهم بالفعل والذى مازال قابعا فى المتحف البريطاني حتى الآن !

وأرسل الجنرال هاتشنسون الكولونيل تيلور لأخذ الحجر من مخزن بالإسكندرية وكان بهذا المخزن المقتنيات الشخصية لمينو وكان الحجر مغطى بسجادة مزودجة ، وطبقاً لشهادة شاهد عيان وهو الرحالة الانجليزي وتاجر آثار ادوارد كلارك الذى قال بأن الحجر سلم بواسطه موظف فرنسي وأحد أعضاء المعهد المصرى