الخميس الموافق 16 - يناير - 2025م

عودة الثعلب …. والديك … بقلم محمود العزازى

عودة الثعلب …. والديك … بقلم محمود العزازى

ينظر كل يوم من نافذته الصغيرة، التي يكاد يرى من خلاله بعضاً من خيوط أشعة الشمس والقليل من نسمات الهواء الذي يصل إلية بصعوبة ً كبيرة …. فقد حجبت العمارات فائقة الارتفاع والأبراج والفيلات ذات المساحات الضخمة، التي غطت كافة المساحات البسيطة الباقية من أخر قطعة أرض كان يوما يتنزه ويمارس رياضته فيها.

أيام كان فيها جوا من النسيم العليل، أما اليوم فهو لا يستطيع سوى الذهاب لمنزله والخروج منه … ضاقت به كافة المخارج التي كان يرى منها ضوء النهار وخفوت الليل المظلم.

يتذكر أيام صباه، وكيف كان يتأمل الليل وهو ينسحب، ويترك من وراءه نوراً يبدد كل ظلام ويدب الحياة بداخلة … يهمس لنفسه “غدا أفضل” لكن لم يات الغد بالأفضل يوما.

كان يتوجس من أن الشر لن يتركه يعيش داخل قوقعته الصغيرة، وسط الهالة الضخمة التي تزداد يوما بعد يوم من أمامه ومن خلفه … نعم بدأ التوجس يقوى بداخله من لحظة ظهور الوميض الأسود في السماء بشكله الجديد، حينما اجبروه على ترك حلمه الصغير في أن تأتى الشمس من الأفق البعيد لتنير له ما تبقى من أركان مظلمة داخل قوقعته.

ضحكوا عليه كثيرا ، جاء الضحك من شتى الرجال أصحاب الأسماء العدة ، وتلونوا بالأخضر ومرة بالأحمر لإيهامه بأن الغد هو الأفضل … لكن فى كل مرة كانوا يفعلون نفس الفعلة، ويسطون على جزء أكبر مما تبقى له، مما يميزه ويجعل من سماته الحرية.حرية فى أن يرى النور وقت ما يشاء …

لم يتبق له إلا قوقعته … لكن أغراهم شيطانهم بسرقة تلك القوقعة، ولما لا … حتى لا يتبقى له  ما يريه النور الأبيض ويبقى الأسود رمزاً.

تذكر ما تربى عليه من أقاويل ، عن أن الثعلب يوماً قادرا على التنكر في لباس الواعظين ، ويلهم الصالحين ويؤم الساجدين ؟

صمت وتأمل عودة الديك، ليفطن الغافلين . لكن بأي هيئة ً وشكلاً  سيعود ؟ ومتى تكون عودته ؟؟؟ هل مع إشراقة غد أفضل ؟!!

 

 

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79204807
تصميم وتطوير