الأربعاء الموافق 18 - ديسمبر - 2024م

المفكر الإسلامي علي محمد الازهري يكتب: صدق الله وكذب إبراهيم عيسى

المفكر الإسلامي علي محمد الازهري يكتب: صدق الله وكذب إبراهيم عيسى

 

إبراهيم عيسى زكريا بطرس الشيعة والصهاينة
إن العنوان ليس رواجًا للرد؛ وإنما هو عين الحقيقة، فتصريحات عيسى ليست وليدة فكره المنحرف، وإنما استقاها من أفكار الص..هيانة، و زكريا_بطرس، ويمكن متابعة حلقاته عن الطعن في الإسلام تحت عنوان: (مصادر الإسلام) والمذاع عبر قناة الحياة.
وتبعهم في ذلك شحرور في كتابه الكتاب_والقرآن_رؤية_جديدة فقال: (فالأمة الإسلامية لم تكن يومًا بحاجة إلى كل تلك الأحاديث الخرافية الواردة عن الإسراء والمعراج، والمنسوبة للنبي، علمًا بأن الأحاديث حول الإسراء تضمن خرافات وتفصيلات لا علاقة لها بالإسراء الوارد في التنزيل الحكيم) وأيضًا هذه شبهة قديمة فقد قال بها “هارون بن شيمش” في تحريفه لمعاني القرآن الكريم، وأيضًا قال بها “مردخاي كيدار” مدير معهد دراسات الشرق الأوسط والإسلام في جامعة بار إيلان الالإسرائيلية.

كتبت الباحثة اليهودية “حوا لاتسروس يافه” بحثًا أكدت فيه أن المسجد المذكور في آية الإسراء قد فُهم منذ البداية أنه مسجدٌ بعيدٌ قصيٌ سماوي، ولم يُقصد منه ذلك المسجد الذي لم يقم في القدس إلا زمن الأمويين، وكذلك زعم الباحثون اليهود” بوهل وإسحق حسون ويهودا ليطاني وكستر” وجمع كبير من اليهود على هذا المنوال، فبذلك تُردد مزاعم اليهود، وأزيدك أن هذا زعم الشيعة أيضًا فألف “العاملي” الشيعي كتابًا بعنوان “الصحيح من سيرة النبي الأعظم” قال فيه : “لقد تبين لنا عدة حقائـق بخصوص المسجـد الأقصـى والذي يحسم الأمر أنه ليس الذي بفلسطين ” ويقول جعفر العاملي :” أنه حين دخل عمر بيت المقدس لم يكن هناك مسجدًا أصلًا ، فضلًا عن أن يسمــى أقصـى” (الصحيــح من سيـرة النبــي الأعظـــم (3/137) ، الطبعـة الخامســة 1427هـ – 2006م) وفي نص ثالث يقول العاملي : ( المسجد الأقصى الذي حصل الإسراء إليه، والذي بارك الله حوله، فهو في السماء” (الصحيح من سيرة النبي الأعظم 3/128،129) ـ وقال “الكاشاني” الشيعي في تفسيره “الصافي” المسجد الأقصى في آية الإسراء هو مسجد في السماء، وبه قال الكليني في الكافي فقال “: ” فقلت له : أخبرت أن عندك اسماً من أسماء الله تبلغ به في كل يوم وليلة بيت المقدس وترجع إلى بيتك ، فقال لي : وهل تعرف بيت المقدس؟ قلت : لا أعرف إلا بيت المقدس الذي بالشام ؟ قال : ليس بيت المقدس ، ولكنه البيت المقدّس وهو بيت آل محمد صلى الله عليه وآله ، فقلت له : أما ما سمعت به إلى يومي هذا فهو بيت المقدس ، فقال لي : تلك محاريب الأنبياء ، وإنما كان يقال لها : حظيرة المحاريب، حتى جاءت الفترة التي كانت بين محمد وعيسى صلى الله عليهما وقرب البلاء من أهل الشرك وحلت النقمات في دور الشياطين فحولوا وبدلوا ونقلوا تلك الأسماء وهو قول الله تبارك وتعالى- البطن لآل محمد والظهر مثل-: ” إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان” (الكافي ـ الكليني ـ 1/481).

وجزم بذلك “محمد باقر المجلسي” في بحار الأنوارحيث قال : ” عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن المساجد التي لها الفضل فقال: المسجد الحرام، ومسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم-، قلت: والمسجد الأقصى جعلت فداك؟ فقال: ذاك في السماء ، إليه أُسري برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت إن الناس يقولون إنه بيت المقدس؟ فقال: مسجد الكوفة أفضل منه “!! اهـ . (بحار الأنوار للمجلسي 22/90).

وجاء في تفسير( الصافي) للفيض الكاشاني فقد ذكر رواية القمي عن الباقر -عليه السلام- أنه كان جالسًا في المسجد الحرام فنظر إلى السماء مرة وإلى الكعبة مرة ثم قال : سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى [الإسراء : 1] وكرر ذلك ثلاث مرات ثم التفت إلى اسماعيل الجُعفي فقال : أي شيء يقول أهل العراق في هذه الآية ياعراقي ؟ قال : يقولون : أُسري به من المسجد الحرام إلى بيت المقدس فقال : ليس كما يقولون , ولكنه أسرى به من هذه إلى هذه وأشار بيده إلى السماء وقال : مابينهما حرم ( تفسير الصافي 3/ 166 )
وابن بابويه القمي في علل الشرائع، والبحراني في البرهان، والشيعة كلهم على ذلك أن المسجد الأقصى ليس الذي في فلسطين، ما رأيك أيها الكاتب المنصف ؟ ـ وأخيرًا فإن المصدر الذي اعتمدت عليه يُبرهن لك على خطأ معتقدك ورد شبهتك فإن المسجد الأقصى الذي في فلسطين ولذلك قال تعالى “باركنا حوله” أيضًا أين كان يتجه الرسول –صلى الله عليه وسلم- ومن معه من الصحابة في الصلاة للقبلة الأولى، ويبدو أن حضرتك أخذك ضربُ الخيال فلم تنتبه إلى أن المسجد الأقصى يضم البناء الذي شيده “عبدالملك بن مروان” جاء في كتاب “الأنس الجليل” ما نصه : “يقول مجير الدين الحنبلي في (الأنس الجليل): «إن المتعارف عند الناس أن الأقصى من جهة القبلة, الجامع المبني في صدر المسجد الذي فيه المنبر والمحراب الكبير, وحقيقية الحال أن الأقصى اسم لجميع المسجد مما دار عليه السور .. فإن هذا البناء الموجود في صدر المسجد وغيره, من قبة الصخرة والأروقة وغيرها محدثة، والمراد بالأقصى ما دار عليه السور” (الأُنس الجليل بتاريخ القدس والخليل ـ مُجير الدين الحنبلي ـ جـ2 ـ صـ 11) .

قال #يوسف_زيدان منكرًا للإسراء والمعراج: مَنْ هو الذى سرى، وكيف كان مسراه، فليس المقصود هو محمد، لأن اسمه لم يرد صراحة في الآية في أول سورة الإسراء بل جاء بلفظة (عبده)؟!..

وفى تبيان معنى هذا السؤال نقول: الآية الأولى من سورة الإسراء، سورة بنى إسرائيل، أعقبها مباشرة الكلام عن موسى بن عمران وبنى إسرائيل، تصريحًا لا تلميحًا أو إشارة! وهى عشر آيات كلها تتحدث عن الكتاب الذى أوتي موسى”؟
الجواب أيسر من السؤال، فإن الله تعالى قال في أول آية من سورة الإسراء : (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) ـ فهل عندك شك أن نبينا –صلى الله عليه وسلم- هو الذي أُسري به، دلت كلمة “عَبْده” على ذلك، فمن طالع آيات القرآن الكريم وجد أن كلمة “عبده” ذُكرت في القرآن في سبعة مواضع، كانت على النحو التالي:ـ

الاسراء : (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ)
الكهف : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا)(الآية :1) .
مريم : (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا)(الآية :2)
الفرقان : (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا)(الآية:1) .
الزمر : (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ) (الآية:36) .
النجم : (فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى)(الآية:10) .
الحديد : (هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ) (الآية:9)
فالمواضع كلها المراد من “عبده” الضمير يعود على سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم-، إلا موضعًا واحدًا في سورة مريم كان المراد منه “سيدنا زكريا” –عليه السلام- وجاءت قرينة –اسمه- صراحة بعد الكلمة مباشرة قال تعالى : (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا)(مريم :2) ـ وعلى ذلك فكلمة “عبده” تكون علمًا إذا ذكرت في القرآن مجردة على سيدنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- .
وتابع الإفتراء على رحلة الإسراء والمعراج فقال: (كيف يجتمع الأدنى والأقصى) ؟، واستدل بأن “أقصى” أفعل تفضيل لا تكون إلا عند المقارنة في اللغة، ثم تحدث عن عدم وجود المسجد الأقصى وقت الإسراء والمعراج .
أَقصى في اللغة على عدة معان منها: 1. أَفْعل التَّفْضيل من قصا، عكسه أدنى. “أقصى سُرْعة” 2. أَبعد ما يكون. “حدّ أَقصَى”، وأيضًا المسجد الأقصى موجود قبل الإسراء أصلًا، دل على هذا الحديث الصحيح عَنْ أَبي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ أَوَّلَ؟ قَالَ: «المَسْجِدُ الحَرَامُ» قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ «المَسْجِدُ الأَقْصَى» قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: «أَرْبَعُونَ سَنَةً، ثُمَّ أَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلاَةُ بَعْدُ فَصَلِّهْ، فَإِنَّ الفَضْلَ فِيهِ»(رواه البخاري في صحيحه ـ جـ 4 ـ صـ 145 ـ 146 ـ حديث رقم 336).
والحق أن ما ذكره عيسى لا يخرج عن سياق ما ردده الحاخامات قديمًا، وما نقله الفريق العلماني حديثًا، لكن ردده دون وعي، وليس لديه حجة مناهضة ليدلل بها على صحة معتقده.
وكما لا يغيب عن علم العوام فضلًا عن مثقفيهم أن الإسراء والمعراج رحلة ثابتة بنصوص الكتاب والسنة، قال لإمام السعد رضي الله عنه في مقاصده: “والحق أنه -يعني الإسراء- في اليقظة بالجسد إلى المسجد الأقصى، بشهادة الكتاب، وإجماع القرن الثاني ومن بعدهم ثم إلى السماء بالأحاديث المشهورة، والمنكر مبتدع، ثم إلى الجنة والعرش… وأنه أمر ممكن أخبر به الصادق صلى الله عليه وسلم، ودليل الإمكان:
أـ إما تماثل الأجسام فيجوز الخرق على السماء كالأرض وعروج الإنسان كغيره.
ب ـ وإما عدم دليل الامتناع وأنه لا يلزم من فرض وقوعه محال…..) أ . هـ.
ويناقش الإمام الأكبر الأستاذ_الدكتور الولي_عبدالحليم_محمود رضي الله عنه في رده على شبهات المنكرين لرحلة الإسراء والمعراج هذا الزعم -أعني نفي الرحلة المباركة- فيقول: (إنهم أتباع أبي جهل، من حيث يشعرون أو لا يشعرون، كيف؟ أبو جهل ومدرسته وأضرابه حينما أخبرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بمعجزة الإسراء والمعراج أنكروا ذلك، على أي أساس؟ على الاستبعاد العقلي، قالوا: أنضرب إليها أكباد الإبل شهرًا في الذهاب وشهرًا في الإياب، ثم تزعم أنك أتيتها في ليلة يا محمد؟!، لو فحصنا ودققنا في كلام أبي جهل ومَن شايعه هو استبعاد على أساس العقل، عقولهم لم تقبل ذلك، نحن نذهب إليها شهرًا في الذهاب وشهرًا في الإياب، نضرب إليها أكباد الإبل، ثم تزعم أنك أتيتها في ليلة يا محمد؟ قضية محمد – صلى الله عليه وسلم- لم يزعم أنه أتاها، وإنما أسند الفعلَ إلى القوة القادرة عليه، وهي قوة الله تعالى لم يقل محمد: سَريت، وإنما قال: أُسري بي، وأسند الله تعالى الفعلَ إلى نفسه في القرآن الكريم: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} (الإسراء: 1) لم يقل: سَرى محمد بنفسه، إذن القرآن يرد عليهم في هذا).
قُلتُ: “فإذا أقررتم رفع السيد المسيح ابن مريم عليهما السلام للسماوات، فلماذا لا تقرون برحلة المعراج؟!.
والأدلة كثيرة في رد فرية التيار العلماني، فهم يستقون من معين واحد، كتب المستشرقين، والص هاينة ولا جديد عندهم.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل. علي محمد الأزهري

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 78588079
تصميم وتطوير