كتب الباحث الأزهري محمود أحمد المالح
إليكِ ياحواء .. خدعوكِ بالإنترنت وأوهموكِ أن ظهورك لهو بداية ثقافة وانفتاح وتطلع لآراء الغير، تحت مسمى الحرية الشخصية! خدعوكِ بالكلام الجميل المتراص والضحكات الكثيرة، خدعوكِ بمديحهم المتزايد وألفاظهم المعسولة، فهناك الآلاف المؤلفة التي تدعي ذلك، ولا تزال الهمجيّة تسيطر عليها، ولا زالت تنتظر فرصة لتظهر الحيونة التي بداخلها.
فتلك مراهقة هانت عليها نفسها وغرها جمالها فعرضت نفسها كسلعةٍ على برامج ‘تيك توك’ ، مقابل جمعِ عددٍ أكبر من المتابعين، وبلغ الغرب هدفه حتى عرانا من قيمنا ومبادئنا، فلا فرق بين من ترقص في الحانات (الكباريهات والملاهي الليلية) ومن ترقص على شاشة ‘تيك توك’ إلا أن الأولى ترقص بمقابل مادي والثانية ترقص بمقابل الشهرة والاستعراض.
في الفيسبوك.. لا تترك سندريلا حذاءها للأمير سهوًا، بل تتركه تعمدًا وبكل تأكيد.
في الفيسبوك.. ليلى لا يأكلها الذئب، بل يأكلها صاحب قلم لديه خبرة عظيمة بشعاب الإنترنت والعذارى والأحلام ويعبث بالقلوب بكل تخطيطٍ وخبثٍ.
في الفيسبوك.. ليلى لا تتزوج، وقيس لا يصاب بالجنون، فلا وقت لدى قيس للحلال، ولا وقت لدى ليلى للبكاء والدموع.
في الفيسبوك.. لا تموت الأشجار واقفةً؛ فهم قبل موتها يجردونها من أغصانها وقاماتها وأقدامها.
في الفيسبوك.. الكل يطالب بالديمقراطية، والكل لديه شفافيّة، والكل مصاب بتشابه الأفكار، والكل يتغنى بتوارد الخواطر.
في الفيسبوك.. الكل ضحيّة العادات، والكل ظلمته الظروف، والكل تزوج ابن عمه رغمًا عنه، والكل زوجته لا تقدر مواهبه المدفونة.
في الفيسبوك.. الكل يتراهن على قلوب النساء وهتك الأعراض ويجاهر بالمعاصي والكبائر.
في الفيسبوك.. يحاولون المستحيل للوصول إلى العناقيد المرتفعة، وحين تخذلهم أيديهم يصلونها بألسنتهم.
في الفيسبوك.. العالم كله في جهازك، في غرفتك، بين يديك، لكنك لا تملك منه شيئا.
لذا .. لا تثق كثيرًا بالأشخاص الذين يتحدثون طوال الوقت عن مدى طيبة قلبهم وصفاء نفسهم وتسامحهم وملائكيتهم، عاشرهم وستدرك سذاجتك أنت جيدًا.
الطيبون الحقيقيون يظهرون بالعشرة ومع الوقت والمواقف، هم لا يتغنون بها ولا ينتظرون تصفيقات الجمهور انبهارًا وإجلالًا.
سجل فى قائمتنا البريدية لتصلك آخر الأخبار
التعليقات