دراسة علمية موثقة تكشف : سد النهضة علي وشك الانهيار …
وزير الخارجية: خطر وجودي يهدد المصدر الوحيد لحياة أكثر من 100 مليون مصري
وزير الري: انهيار سد النهضة يعني تدمير كل سدود السودان
الدكتور مهندس محمد حافظ : سد النهضة مبني علي كهوف تهدد بانهياره فور ملئ البحيرة
كتبت : بوسي جاد الكريم
استمرارا لجهود القيادة السياسية المصرية في التعامل مع ملف سد النهضة، بعد إعلان ضمني بإلغاء اتفاق 2015، ورفع الملف إلي مجلس الأمن الدولي تمهيدا للاحتكام للقانون الدولي الذي يكفل لكل دولة حماية أمنها بدون سقف ما يفتح الباب أمام أي إجراء يتم اتخاذه لحماية أمن مصر القومي المائي، بعد أن ثبت حقيقة واضحة للعالم كله وهي أن القوي المعادية لمصر وأولها تركيا واسرائيل هي الممول الأول للسد في محاولة يائسة للمساس بأمن مصر القاهرة التي استعادت قواها وكامل حرية قرارها السياسي والاقتصادي والعسكري لأول مرة في تاريخها الحديث.
من ناحية أخري أكد خبراء أنه علي الحكومة المصرية ان تتمسك بأمان السد، كآخر واقوي سبب يُعجز الحكومة الاثيوبية. ولا تسطيع معه فكاكا.
إنه العنصر الذي اقترحته الحكومة الامريكية ممثلة في وزارة الخزانة والبنك الدولي في وثيقة فبراير والتي وقعتها مصر منفردة، بالإضافة ان كل المنظمات الدولية و الخبراء وكافة الشرائع لا توافق علي انشاء سد فشل مقاوله في استصدار شهادة امان له.هذا هو الشيء الوحيد وفي اعلان المبادئ الذي وقعه الرؤساء الثلاثة في الخرطوم والذي لا تجد له اثيوبيا مخرجا و يحرج الحكومة السودانية ويقلب الطاولة علي الحكومة الاثيوبية.
• أوراق خفية
وفي جلسة مجلس الأمن لمناقشة ملف “سد النهضة” الذي شهد في الفترة الأخيرة مدا وجزرا بين مصر والسودان وإثيوبيا من أجل الوصول لاتفاق نهائي يرضي كل الأطراف وأكدت القاهرة على لسان وزير خارجيتها سامح شكري أن القضية اليوم ترتبط “بأمر جلل” بالنسبة للشعب المصري، وأن سد النهضة الإثيوبي “خطر وجودي يهدد المصدر الوحيد لحياة أكثر من 100 مليون مصري”.
وشدد شكري على أن المشروع الضخم الذي شيدته إثيوبيا على النيل الأزرق، يمكن أن يعرض أمن وبقاء أمة بأسرها للخطر بتهديده لمصدر الحياة الوحيد لها.
وجدد رفض مصر ملء وتشغيل السد بشكل أحادي دون التوصل لاتفاق يتضمن الإجراءات الضرورية لحماية المجتمعات في دولتي المصب، ويمنع إلحاق ضرر جسيم بحقوقهم، حيث أكد وزير الخارجية على أن ذلك سيزيد من التوتر ويمكن أن يثير الأزمات والصراعات التي تهدد الاستقرار في منطقة مضطربة بالفعل.
كما انتقد شكري اتهامات ممثل إثيوبيا بمجلس الأمن لمصر، قائلا إن “القاهرة لم توجه أي اتهام لأي دولة، ولكن ممثل إثيوبيا بمجلس الأمن أطلق الاتهامات مباشرة إلى مصر والتي تعد تدخلا”.
وكشف سامح شكري، أنه لم تكن هناك أي دراسات أمان ضمن الملفات المتعلقة بسد النهضة والتي قدمها الجانب الإثيوبي رغم تأكيد الجانبين المصري والسوداني على ضرورة إطلاع دولتي المصب على كل الأوراق والدراسات المتعلقة بالسد للاطمئنان وليس لأي أغراض أخرى.
وقال شكري إن مصر كانت دائما تواجه بعض المماطلة من قبل الجانب الإثيوبي في الكشف عن كل الدراسات والأوراق الإنشائية للسد.
وتابع شكري: “كان يتم إظهار بعض الأوراق وليس كل الأوراق في كل مرة من المفاوضات. مصر والسودان يحتاجان إلى مزيد من الثقة في الوضع الإنشائي للسد”.
• خطر وجودي
قال وزير الري والموارد المائية المصري، الدكتور محمد عبد العاطي، اليوم الأربعاء، إن السودان يتخوف من الانهيار المفاجئ لسد النهضة، وأكثر ما يهم الخرطوم في الحقيقة هو أمان السد.
وأوضح عبد العاطي في مقابلة تلفزيونية، أنه “في موسم الفيضان تتزايد المياه على السدود السودانية، ولكن في حالة انهيار سد النهضة من الممكن تدمير كل السدود السودانية”.
• محاكاة كاشفة
وقال وزير الري والموارد المائية، الدكتور محمد عبد العاطي، إن السودان يتخوف من الانهيار المفاجئ لسد النهضة، وأكثر ما يهم الخرطوم في الحقيقة هو أمان السد.
وأوضح عبد العاطي في مقابلة تلفزيونية، أنه “في موسم الفيضان تتزايد المياه على السدود السودانية، ولكن في حالة انهيار سد النهضة من الممكن تدمير كل السدود السودانية”.
أضاف أن “هناك مشاكل في أمان سد النهضة وبعض الدراسات طلبت تعديلات، وأن الإثيوبيين قالوا إنهم نفذوا المرحلة الأولى ولكن باقي المراحل لا يوجد شفافية في عرضهم للموقف الحقيقي”.
وأكد أن “مصر أقامت محاكاة لانهيار السد في جامعة القاهرة وبعض المراكز البحثية أظهر احتمالات كبيرة بأن الانهيار سيصنع موجة بارتفاع 26 مترا قد تؤدي لإغراق السودان”.
• دراسة خطيرة
من جانبه؛ كشف الدكتور مهندس محمد حافظ، أستاذ هندسة السدود وجيوتكنيك السواحل الطينية بالجامعة التكنولوجية “شاه علم” بماليزيا، عن إخفاء الحكومة الإثيوبية بعض الأبحاث الفيزيائية على التربة عن المفاوض المصري، مبينا أن تلك الأبحاث كشفت خريطة ميكانيك التربة أو ما يسمى “جيوتكنيك” علم التأسيس، بكثافة الحفر والكهوف، وامتلائها بالغازات، ما يؤدي إلى انهيار جسم السد في أي لحظة.
وأوضح حافظ أن الأبحاث التي قامت بها شركة “G. Censini” الإيطالية، استخدمت أسلوبًا حديثًا لرسم صورة أوضح أسفل أساسات جسم السد الخرساني، وأيضا أسفل سد السرج الركامي، وأن هذا الأسلوب يعتمد على عدد من أبحاث التربة يُسمى “geophysical exploration”، مشيرا إلى أن فكرة هذا النوع من أبحاث التربة لا تحتاج عمل أي جسات أرضية أو أخذ عينات، وأنها تعتمد على فكرة إرسال موجة صوتية، معروف طولها وذبذبتها عبر طبقات الأرض المفترض بناء السد الخرساني عليها، ثم استقبالها عبر ما يعرف بـ”Geophone”.
وقال أستاذ هندسة السدود وجيوتكنيك السواحل الطينية إنه من خلال مقارنة طول وذبذبة الموجة الصوتية المرسلة والمستقبلة، تمكنت الشركة الإيطالية من معرفة نوعية الصخور التي سافرت خلالها تلك الموجات، مؤكدًا أن تلك الأبحاث اعتمدت في عملها على تثبيت عدد من الكابلات ذات الـ”Geophone”، على أساسات الجدار الشرقي والغربي لسد النهضة، بالإضافة إلى عدد من الكابلات الأخرى في قاع مجرى النيل، مبينا في الوقت نفسه أنه من خلال تحليل النتائج الإحصائية تبين وجود عدد كبير من الكهوف أسفل أساسات سد النهضة، وأن أغلبها يقع عند منسوب 485 مترا فوق سطح البحر، أي أسفل أساسات السد بحوالي 15 مترا فقط.
“الكهوف ناتجة عن تحلل أحجار جيرية تقع تحت قاع أساسات سد النهضة”.. بتلك العبارة أوضح الدكتور محمد حافظ الأسباب التي أدت إلى انتشار تلك الكهوف أسفل سد النهضة، موضحًا أن هناك عملية تحلل تعرضت لها كربونات الكالسيوم وأكسيد الكالسيوم نتيجة لعملية غسيل جزئيات الكالسيوم من تلك الأحجار، ما أدى إلى إصابتها بالهشاشة التي خلقت فجوات كهفية ضخمة.
الكارثة التي أكدها أستاذ هندسة السدود وجيوتكنيك السواحل الطينية، أن تلك الفجوات الكهفية، لا يوجد أي دليل علمي ثابت يؤكد أو ينفي ملئها بأي مادة صلبة، خاصة قبل أن يبدأ المهندسون في صب خرسانة الأساسات، التي جاءت بشكل عاجل نتيجة قرار رئيس الوزراء الإثيوبي ببناء السد بشكل متهور، مشيرا إلى أن جميع المعلومات التي وصلته من مهندسي الشركة الإيطالية أكدت وجود مشاكل حقيقية أسفل أساسات سد النهضة، وأن عملية تحسين التربة التي سبقت صب خرسانة الأساسات فشلت فشلًا ذريعًا، ما أدى إلى إصابة التربة بما يسمى “Grout Curtains”، أو سيولة الطبقات.
أما عن الفجوات أو الكهوف نفسها، فقد أوضح الدكتور حافظ أن تلك الكهوف تبدأ في صخور الأحجار الجيرية، وأنها تتزايد وتتسع مع انخفاض معدل الـ PH لماء بحيرة التخزين، مبينا أن التقدير الذي وضعه خبراء علوم الـ”جيوتكنيك” اعتمادا على تحليل بيانات أمواج “Geophone”، أظهرت أن أساسات سد السرج المساعد ليست مبنية على نوع واحد من الصخور، وأنها مبنيه على 4 أنواع مختلفة، فجزء منها تم بناؤه على صخور جرانيت، وجزء آخر مبني على صخور “Phyllite”، وآخر مبني على صخور “Schist”، وان معظم تلك الصخور مصابة بعوامل التعرية ما جعلها مفككة وضعيفة.
الأكثر من ذلك، وطبقا لعالم السدود، أظهر تحليل نتائج الأمواج الصوتية وجود عدد كبير من الفوالق تحت قاع السد الخرساني والركامي، ما يعني أن خبراء السدود والموارد المائية سيعجزون كثيرا أمام تقدير حجم التسريب المتوقع أثناء ملء بحيرة سد النهضة، وأن التقدير المُعلن حاليا الذي يتخطى الـ”8.7″ مليار متر مكعب، ما هو إلا تخمين لم تختبر مصداقيته بعد، مشيرا إلى أنه بعملية حسابية بسيطة سنجد أن فقدان النيل الأزرق خلال عملية ملء السد ستصل إلى 11 مليار متر مكعب، وهي 8 مليارات للتسريب، بالإضافة إلى 3 مليارات متر مكعب في عملية التبخر، وهي تساوي 22.9% من حجم مياه النيل الأزرق والتي تصل إلى حوالي 48 مليار متر مكعب، أي أن ما سيتبقى سنويا أمام إثيوبيا لتحجزه لن يزيد على 37 مليار متر مكعب، وهذا يعني إنها في خلال 3 سنوات ستكون قادرة على تخزين ما يعادل 111 مليار متر مكعب.
• غازات قاتلة
كل ما سبق من مُعطيات أكدت- طبقا لخبير السدود الدكتور محمد حافظ- أن سد النهضة مُهدد بالانهيار بالفعل، وأن ذلك يمثل كارثة إنسانية تفوق كارثية حجز المياه عن دولتي المصب، مبينا أن التكوين الطبوغرافي لسد النهضة بإثيوبيا يختلف كثيرًا عن مثيله في مصر، أي السد العالي، فسد النهضة، الذي يقع بالقرب من الحدود الإثيوبية- السودانية، يحتل مساحة كبيرة من أراضي الغابات الاستوائية ذات الصخور المتحولة، على عكس بحيرة السد العالي التي تقع بمنطقة صحراوية يتخللها بعض المقاطع الجرانيتية أو الرسوبية مثل الأحجار الرملية.
وقال الدكتور حافظ إنه بمجرد ملء بحيرة سد النهضة بارتفاع يعادل 140 مترًا، سيغرق كامل الغطاء الغابي الأخضر تحت الماء ليموت ببطء ويتعفن، ثم يتحول لذرات كربونية تتصاعد على هيئة فقاقيع غازية تزيد نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان في محيط البحيرة، مبينًا أن كمية الغازات الكربونية الناتجة عن تعفن الغطاء الغابي واللازمة لتوليد واحد كيلو وات كهرباء، تقدر بقرابة 225% من نفس الغازات الكربونية التي تنتجها محطة توليد كهرباء تعمل بالفحم لإنتاج نفس الكمية، كما تعادل قرابة 450% من نفس الغازات المنتجة من محطة كهرباء تعمل بالغاز الطبيعي، وتعادل قرابة 2000% من نفس الغازات التي ينتجها سد كهرومائي آخر له نفس بحيرة التخزين لكنه لا يقع في المنطقة الاستوائية بل في فرنسا على سبيل المثال.
وأوضح حافظ أن زيادة نسبة الغازات الكربونية في ماء بحيرة سد النهضة، سوف تؤدي إلى زيادة سرعة حموضة المياه المخزونة المتراكمة بالبحيرة، والممنوع خروجها إلا عبر فتحات التروبينات، ما يعني بقاءها شبه ساكنة في البحيرة لفترة طويلة من الزمن،قبل خروجها من فتحات التوربين والتعرض للهواء الجوي مباشرة خلال سفرها للسودان ومصر، مؤكدا خطورة زيادة حموضة المياه، لأنها سوف تعجل من سرعة تآكل الصخور المتحولة بالمنطقة، وتحت أساسات السد تحديدا، وربما بعد فترة من الزمن أقل من 5 سنوات يتعرض سد النهضة لما يتعرض له سد الموصل اليوم من تآكل سريع لأرضية أساساته.
التعليقات