الخميس الموافق 06 - فبراير - 2025م

‏من سيربح..الولايات المتحدة ‬⁩فشلت في ⁧‫قيادة العالم‬⁩ .. والصين لم تسد الفجوة

‏من سيربح..الولايات المتحدة ‬⁩فشلت في ⁧‫قيادة العالم‬⁩ .. والصين لم تسد الفجوة

من سيربح في ماراثون  قيادة العالم؟

 

‏الولايات المتحدة ‬⁩ فشلت بشكل مذهل في ⁧‫القيادة‬⁩ .. والصين لم تسد الفجوة

 

‏الأزمة اعادت رسم خريطة القوة و ⁧‫النفوذ‬⁩

 

‏بكين‬⁩ تتعرض لضغوط متزايدة.. وسط تزايد  عدم الثقة

 

عبدالعزيز محسن

 

 

قال الرئيس شي جين بينج في ٢٠١٨، إن الصين ستقوم بدور نشط في قيادة إصلاح نظام الحكم العالمي، كجزء من جهد لبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.

 

كانت هذه الرسالة غامضة بما يكفي لجذب القليل من الاهتمام، حتى وصلت جائحة «كورونا»، مما جلب الاضطرابات وعدم اليقين، إلى جانب إمكانية إعادة رسم خريطة القوة والنفوذ العالميين. ثم أصبح السؤال: كيف سيكون دور الصين في إصلاح الحوكمة العالمية؟

 

وفي تقرير لموقع «إس سي إم بي» رأى أن منظمة الصحة العالمية كانت في طليعة هذا النقاش، وأصبحت كرة القدم السياسية، بالنظر إلى دورها في الخطوط الأمامية في تنسيق مكافحة المرض. لم يعجب المنتقدون (الرئيس الأميركي دونالد ترامب البارز بينهم) بمنظمة الصحة العالمية، قائلين إنها أشادت برد فعل بكين على تفشي المرض بينما كانت تتجاهل تأخر عملها عندما ظهر الفيروس التاجي لأول مرة في مدينة ووهان الصينية.

 

إن الصراع بين واشنطن وبكين حول سلوك منظمة الصحة العالمية قد تمت معالجته بشكل حاد لأن هذا الوباء قتل أكثر من 217 ألف شخص وأصاب أكثر من 3 ملايين، مع حصيلة كبيرة بشكل خاص في الولايات المتحدة. ومع ذلك، فهي مجرد رمز للنضال الأوسع نطاقا من أجل القلوب والعقول بين القوتين، الأمر الذي يثير الآن سؤالا آخر: من هو الفائز؟

 

النفوذ الصيني

 

قال ريتشارد جوان مدير الأمم المتحدة في مجموعة الأبحاث إنترناشيونال كرايسس غروب ومقرها بروكسل: «لقد فشلت الولايات المتحدة بشكل مذهل في القيادة خلال هذه الأزمة، لكن الصين لم تتمكن من سد الفجوة بشكل فعّال كما كانت تأمل بكين».

 

وأضاف جوان «من المرجح أن تكثف واشنطن جهودها للحد من النفوذ الصيني في المنظمات الدولية بعد الوباء، لكن حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا وأماكن أخرى يفضلون على الأرجح تجنب المواجهة مع بكين على الرغم من استياء العديد من الحزم الصيني الجديد في الأمم المتحدة».

 

وأشار جوان إلى كيفية سعي الصين لتوسيع نفوذها في المنظمة الدولية في السنوات الأخيرة، لتصبح أكبر مساهم في ميزانيتها وعمليات حفظ السلام بعد الولايات المتحدة. وتشمل هذه الدفعة تعيين مواطنين صينيين على رأس أربع من وكالات الأمم المتحدة المتخصصة الـ15، مقارنة بواحدة من الولايات المتحدة.

 

وأثار تعيين الصين في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في أبريل شكاوى من مجموعات عالمية بشأن سجل حقوق الإنسان في البلاد. كما تراجعت الأمم المتحدة عن السماح لشركة الاتصالات الصينية العملاقة تينسنت بتوفير أدوات التداول بالفيديو بمناسبة الذكرى 75 للمنظمة بعد أن قال منتقدون إن الشركة ساعدت في فرض رقابة على الإنترنت في الصين لبكين.

 

هل الصين مستعدة؟

 

في هذه الأثناء، تتزايد لعبة اللوم على «كورونا»، حيث تقول بعض الأصوات في واشنطن إن الصين مسؤولة عن تفشي المرض ويجب أن تكون مسؤولة.

 

وقالت كريستين لي زميلة مشاركة في مركز الأبحاث الفكري من الحزبين ومقره واشنطن: «إن أزمة كوفيد- 19 التي تكشفت على مدار الأشهر القليلة الماضية تثير في نهاية المطاف مسألة ما إذا كانت الصين مستعدة للقيادة العالمية التي سعت إليها، لأمن أميركي جديد».

 

وعلى الرغم من كل الانتقادات الموجهة إلى منظمة الصحة العالمية، فإن لديها مدافعين عنها، بما في ذلك بيل غيتس الذي غرد أن العالم بحاجة إلى وكالة الصحة أكثر من أي وقت مضى وقال إن قطع التمويل خطير.

 

وقال معلقون سياسيون إن هجمات ترامب على منظمة الصحة العالمية كانت محاولة لتفادي الانتقادات الموجهة إلى تعامل إدارته مع الوباء والارتفاع الكبير في عدد القتلى في الولايات المتحدة، والذي تجاوز عدد القتلى في أي دولة أخرى، بما في ذلك الصين. في الوقت الذي يواجه فيه ترامب إعادة انتخابه هذا العام، أصبح إلقاء اللوم على الصين جزءاً من برنامج حملته الانتخابية، كما يقولون.

 

وقدمت الصين المساعدة الطبية والدعم لأكثر من 120 دولة ومنظمة دولية، وأرسلت فرق خبراء طبيين إلى الخارج. وقال مسؤولون صينيون إن الإجراءات المضادة للوباء في البلاد «اشترت وقتاً ثميناً وقدمت الخبرة للجميع».

 

ورفضت الصين الدعوات لإجراء تحقيق دولي مستقل. وقال تشين ون وهو دبلوماسي صيني بارز في بريطانيا في مقابلة مع بي بي سي، الجمعة الماضي، إن المطالب بإجراء مثل هذا التحقيق لها دوافع سياسية.

 

خلق فراغ

 

أوقفت واشنطن تمويل منظمة الصحة العالمية، كما أنها ابتعدت عن الاتفاقات العالمية المتعددة الأطراف، مثل الاتفاق النووي الإيراني واتفاقية باريس بشأن المناخ، وعرقلت التعيينات في منظمة التجارة العالمية لتعكس استياءها من كيفية عملها. في حين أن هذا السلوك من قبل إدارة ترامب يبدو أنه يخلق نوعاً من الفراغ الذي يمكن أن تتدخل فيه بكين، إلا أنه لم ينجح تماماً بهذه الطريقة للحزب الشيوعي الصيني.

 

تراجع كبير

 

قال هارش بانت رئيس برنامج الدراسات الاستراتيجية في مؤسسة أوبزرفر ريسيرش في نيودلهي: «إن الوباء أضر بمصداقية منظمة الصحة العالمية، لكن ذلك لم يكن سوى جزء من تفكك هياكل الحوكمة العالمية التي نشأت منذ نهاية الحرب العالمية». وأضاف: «ستستمر الصين في أن تكون جزءاً من هذه المنظمات، حيث لا يوجد بديل من بعض النواحي سوى جعل الصين جزءاً من هذه المنظمات إذا كنت جاداً في مواجهة التحديات العالمية، ولكن سيكون هناك الكثير من التراجع من الآن فصاعداً».

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79639134
تصميم وتطوير