الجمعة الموافق 07 - فبراير - 2025م

الدكتور علي يوسف يكتب: أزمة الشيوخ الوهابية

الدكتور علي يوسف يكتب: أزمة الشيوخ الوهابية

في بداية تسعينات القرن الماضي دعاني أخي اد مجاهد أبو المجد لسماع خطيب جديد مفوه إسمه الشيخ محمد حسان في بلقاس وذهبنا لسماع خطبة الجمعة من الشيخ الجليل ووجدت معظم الناس يصطحبون أجهزة تسجيل ثم بدأت الخطبة فإذا بتقريباً الجميع يبدأون في نوبة بكاء حار ولكنني للأسف لم أستطع أن أبكي.

 

فلما رجعنا سألت نفسي سؤالاً تأنيبياً لماذا لم أبك مثل الآخرين..فرددت بسرعة حتي لا يستمر التأنيب أن الشبخ حسان لا يشق له غبار في الخطاب التأثيري ولكني للأسف أنتمي للخطاب التغيري أي الخطاب الذي يتجاوز مرحلة البكاء إلي مرحلة تغيير سلبيات الواقع الذي تعاني منها كل الدول الأسلامية تقريباً أنا أنتمي لمدرسة التغيير بالإسلام وليس التبرير للحاكم باالإسلام
من أنصار مدرسة.

تقدم يحض عليه الإسلام سلوك حضاري وإنساني يحض عليه الأسلام تغيير سياسي يرضي عنه رب العزة حين تطبيق الأحكام علي الحاكم والمحكوم علي السواء
هذا هو الخطاب التغييري الذي يشرح صدري
للأسف خطاب الشيخ حسان هو نفس خطاب الوهابية السعودية التي كان توجه هذا الخطاب هو الرضي بظلم وتجبر أولي الأمر الذي جعل لكل مولود من الأسرة الحاكمة نصيباً في بترول السعودية.

 

خطاب الوهابية هو خطاب تحنيطي وحتي الخطاب السلفي لا يقبل بهذا الإسلوب السلبي المهترئ فقد كان أبن تيمية مثلاً علي سلفيته يحمل خطاباً مقاوماً سجنوه من أجله.

حسان ربما علي غير وعي منه كان ممثلاً ممتازاً للخطاب الوهابي نفس أزمة شيوخ الوهابية السعوديين الآن فبعد توجه بن سلمان العلماني الآن أرتبكوا لانهم يجيدون تأثيرية الخطاب وليس تنظيرية الخطاب التي تجعل للشيخ القدرة والشجاعة علي إختيار كل مايرضي الله ورسوله.

 

كان شيخنا الحليل محمد الغزالي من الذين يمتلكون القدرة علي الخطاب التغيري ومحاولة إيقاظ الامة ولعل كتبه وآثاره ومواقفه تشهد علي أنه أراد التغيير بالإسلام وليس أبداً التغييب بالإسلام
عندما منع السادات الغزالي من الخطابة في جامع عمر بن العاص قمنا أنا وغيري في تنظيم مظاهرة عظيمة من أجله
لأنه صنع فينا القدرة علي المقاومة أما حسان هل لو منعوه أو سجنوه أو حتي قتلوه هل من تلامذته من بمكن أن يحرك ساكناً سيبكون عليه بلا شك لكنهم لن ينتصروا له ابداً .

 

أما الشيخ ابو إسحاق الحويني فهو حبرٌ كريم لم يقل أبداً مايشينه ولكني سمعته يريد أن يبرئ ساحته من كل لحظة ضعف أو غرور ربما تكون قد إجتاحته دون ان يدري
أما مهاجموه الآن فهم بيتلصموا علي جنازة يشبعوا فيها لطم هم بلا معني ولا طعم ولا رائحه

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79645207
تصميم وتطوير