الجمعة الموافق 07 - فبراير - 2025م

إنه “إعلان حرب”…والمطلوب؟!

إنه “إعلان حرب”…والمطلوب؟!

دكتور رضا عبد السلام يكتب

 

إنه “إعلان حرب”…والمطلوب؟!

موافقة برلمان تركيا على إرسال قوات لليبيا هو إعلان حرب، وفي المقام الأول الهدف مصر وفي نفس الوقت “تقسيم كعكة ليبيا بين اللصوص”…

 

قطعا ودون مواربة، هي حرب بالوكالة.

 

لولا الضوء الأخضر الغربي والأمريكي، لما عرض أردوغان الأمر على برلمان تركيا من الأساس…نعم…الغرب يريدها خرابة وعلى البلاط…وقد تحقق للغرب ما أراد.

 

سيخرج علينا أحد حالا ويقول ألا ترى أن مصر تدعم حفتر، السؤال: وماذا تنتظر من دولة مصر عندما تكون جارته (ليبيا) محكومة بمليشيات متعددة، حتى ما يسمى بحكومة الوفاق، فهي كيانات صنعها الغرب في غرب ليبيا تمهيدا لاستخدامها في اللحظة المناسبة. وهاهي اللحظة قد أتت.

 

لو كانت النوايا صادقة حقا بشأن ليبيا وشعبها، لتم تنظيم الامر من خلال المنظمات الدولية، ولكن أن يترك الأمر لدولة “تأتي من آخر الدنيا (تركيا)لتدخل حربا بالوكالة في دولة أخرى”…فهذا هو الجديد علينا…وهذا هو بيت القصيد.

 

 

إذا..الصورة واضحة وضوح الشمس، التاريخ يعيد نفسه، فالعرب في قمة الفشل والانقسام الان، خاصة بعد اسقاط انظمتهم، وهدم جيوشهم، وتنصيب ضعافهم.

 

 

وبالتالي كانت “قرارات جامعة الدول الخايبة الصادرة اول أمس”، لا قيمة لها، ودليل ذلك أيضا استخدام المسلمين ضد بعضهم البعض، “لتكون حربا بين المسلمين وعلى أرض المسلمين وبدماء المسلمين وباستخدام السلاح الذي صنعه الغرب لتتحقق أحلام الغرب”…وبالتالي تحققت كافة أهدافهم.

 

 

إذا الحرب فرضت علينا، وهي حرب مقصود بها مصر..فمصر التي تماسكت في مواجهة موجة ومشروع هدم الدول، بدأت بالفعل خطوات نحو البناء، وبدأ اقتصادها في التعافي..قطعا ستتأثر سلبا بمجرد إعلان الأتراك الحرب في ليبيا…وهذا هو هدفهم.

 

 

قد يقول قائل، أنت تطبل للنظام، وتبغي منصب!!،

لقد قيلت لي مرارا..وأنا أقول، لو كنت متيما بمنصب فاني، لما اعترضت على قرارات وعلى وزراء، ولما سبحت ضد التيار وأنا في موقع المسئولية!!

 

 

لو كنت مهموما بمنصب لما انتقدت سياسات اقتصادية واجتماعية وقانونية تم تنفيذها خلال السنوات الماضية، وبالتالي أنا بالقطع حددت طريقي، وتم اعتباري معارضا، وهذا شرف لي، فلم أكن يوما أسيرا لشخص او لمنصب، ولكنه الوطن الذي أدين له لا لأحد غيره.

 

 

ملحوظة: أنا الآن في نعمة وقدر يفوق أي منصب، نعمة حب الملايين داخل وخارج الوطن، ورسالتي كأستاذ بكلية الحقوق…فأي منصب يساوي ما أنا فيه؟!

 

 

ولهذا سأواصل طرح موقفي من سياسات كثيرة، خاصة بشئوننا الداخلية والخارجية، بل سأطور من موقفي، من منطلق قناعتي أن هذا البلد هو وطننا نحن ال١٠٠ مليون مصري.

 

 

ولكن ما قلته أعلاه شيء، وأمن الوطن مصر والاصطفاف حوله وحول مؤسساته شيء آخر، خاصة عندما يكون الهدف هو وجود هذا الوطن واستقراره ..فالمؤكد أننا مقبلون على أحداث وأيام صعبة للغاية.

 

 

ما المطلوب إذا من الدولة ومن المواطن؟!المطلوب كالتالي وبانتماء صادق:

 

أولا: على الدولة بكافة مؤسساتها العمل بإصرار وبجدية غير مسبوقة لتقوية الجبهة الداخلية واللحمة الوطنية، من خلال سياسات اقتصادية واجتماعية، وأخرى تتعلق بالشأن السياسي تعزز من وحدة الأمة، ودولة القانون وترفع من معنويات المواطن، وتعيد الحائرين إلى حضن هذا الوطن، ليكونوا حائط الصد المنيع ضد كل من يضمر شرا لمصر.

 

 

ثانيا: أما ما يخص المواطن، فتركيا أعلنتها حربا على مصر من خلال ليبيا، “مطلوب حملة مقاطعة شاملة لكل شيء صنع في تركيا” أو من يدعمها ويساندها..على تجار مصر الشرفاء الشروع فورا في توفير بدائل من أسواق أخرى. فليس من المنطق أن تعلن دولة الحرب علينا ونحن نشغل مصانعها!

 

 

ثالثا: على الدولة المصرية، من خلال مؤسساتها المعنية، أن تعلن للعالم بوضوح حدود دورها وأهدافها فيما يخص الحرب في ليبيا، وأن ما تقوم به مصر هو حماية أمنها القومي، وأنه ليس لديها أية أهداف أخرى في ليبيا، فمستقبل ليبيا وشكله، ونظامها السياسي والاقتصادي يحدده الشعب الليبي فقط.

 

 

حفظ الله مصر من كل أعدائها، وأعزها ورفع رايتها، وأذل كل من أراد بها وبشعبها سوء ورد كيده في نحره..اللهم آمين.

 

 

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79647596
تصميم وتطوير